أخر تطورات الحرب في أوكرانيا .. بوتين يتهم كييف بالمماطلة والصواريخ الروسية توقع ضحايا مدنيين

18 مارس 2022
أخر تطورات الحرب في أوكرانيا .. بوتين يتهم كييف بالمماطلة والصواريخ الروسية توقع ضحايا مدنيين

صراححة نيوز – وكالات 

لأكثر من عقد من الزمان، أنفقت روسيا مئات المليارات من الدولارات لإعادة هيكلة قواتها المسلحة لتصبح أفضل تجهيزًا وأكثر احترافًا لمواجهة الغرب. لكن بعد ثلاثة أسابيع من الحرب على أوكرانيا، وهو أول اختبار كبير لها، تعثر الجيش الروسي.

وبحسب التقديرات الغربية، فقد الجيش الروسي نحو 7000 جندي، و4 جنرالات من كبار القادة. وقال بعض المسؤولين الغربيين إن الجنرالات كانوا قريبين من الخطوط الأمامية، في إشارة إلى أن القادة الصغار في الوحدات الأمامية كانوا على الأرجح غير قادرين على اتخاذ قرارات أو تخشى التقدم.

وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية لجأت إلى استخدام أجهزة الراديو التناظرية والهاتف المفتوح بعد فشل أنظمة الاتصالات المشفرة، مما يجعلها عرضة للاعتراض أو التشويش.

وقال محللون عسكريون غربيون إن الضباط الروس استُهدفوا على الأرجح بعد الكشف عن مواقعهم من خلال استخدامهم للاتصالات المفتوحة.

أرجعت صحيفة وول ستريت جورنال تخبط الجيش الروسي في أوكرانيا إلى عدة عوامل من بينها توقعات الكرملين الخاطئة حول المقاومة الأوكرانية، بالإضافة إلى أن روسيا والغرب بالغوا في تقدير إصلاحات موسكو لقواتها المسلحة.

وقال مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في “CNA”، وهي منظمة بحثية غير ربحية، إن المناورات والعمليات المحدودة في سوريا لم تعد الجيش الروسي لهجوم متعدد الجوانب على بلد يدافع فيه الجيش بشدة عن وطنه.

وأضاف: “الإخفاقات التي نراها الآن للجيش الروسي تظهر أنه يتعين عليهم العمل بطريقة أكبر من تلك التي يستخدمونها في التمرين والمناورات. هذه المناورات التي تم عرضها على مر السنين هي أحداث مكتوبة وأقرب إلى المسرحية من أي شيء آخر.”

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلبات التعليق على تحليلات أدائها. والأربعاء، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطابه أمام السلطات الإقليمية بالجهود الحربية التي توصف في روسيا بأنها “عملية عسكرية خاصة”.

وقال “العملية تنفذ بنجاح، بما يتفق تماما مع الخطط الموضوعة سابقا. ويظهر أبناؤنا وجنودنا وضباطنا الشجاعة والبطولة ويفعلون كل شيء لتجنب الخسائر بين السكان المدنيين”.

منذ بداية الغزو، هزمت القوات الأوكرانية المظليين الروس الذين حاولوا تأمين المطارات، وتوقفت قوافل الدبابات وشاحنات الدعم التي يبلغ طولها أميال على الطرق السريعة بسبب نقص الوقود. كما دُمرت المئات من المركبات العسكرية الروسية والتخلي عن أخرى، بحسب مسؤولين غربيين ومحللين عسكريين.

وتقول أوكرانيا إن قواتها أسقطت أكثر من 80 طائرة و100 طائرة هليكوبتر. وأعرب المسؤولون الغربيون عن دهشتهم من أن روسيا فشلت في استخدام قوتها الجوية المتفوقة في فرض هيمنتها على الأجواء، الأمر الذي ترك القوات الجوية الأوكرانية الأصغر تعمل بحرية أكثر.

كما واصل الأوكرانيون مهاجمة طوابير طويلة من الدبابات الروسية والمركبات المدرعة على الطرق المفتوحة باستخدام الطائرات بدون طيار التركية “بيرقدار”.

وقال مسؤول الناتو إن أسلوب القتال الروسي فاجأ المراقبين الغربيين لأنه لم يعتمد على عقيدة الجيش الروسي، التي تفضل استخدام وحدات متحركة تسمى مجموعات كتائب تكتيكية ونظام موحد لقيادة القوات، الأمر الذي كان سيسهل حركة الجيش ويقلل من حاجته لمد خطوط إمداد داخل الأراضي الأوكرانية على الطرق المفتوحة، مما يعرضها للقصف بسهولة.

وأضاف المسؤول: “في الوقت الحالي، لا يمكنهم التحرك”، مشيرا إلى أن روسيا تحاول إعادة إمداد الجيش من خلال نقل الشاحنات والسيارات المدنية.

وقال محللون عسكريون، بمن فيهم أندرو موناغان، الزميل في مركز ويلسون في واشنطن، إن إحدى نقاط الضعف المركزية في الحملة هي فشل روسيا في التنسيق بين أفرع قواتها المسلحة، الأمر الذي خلق مشاكل في إعادة إمداد القوات داخل أوكرانيا وتنسيق الهجوم.

وتابع موناغان: “هناك بعض الأخطاء العسكرية تظهر في كل حرب يخوضها الروس، بغض النظر عما إذا كانوا يفوزون أو يخسرون. وتشمل كيفية التعامل مع العمليات المعقدة، والخدمات اللوجستية، والصعوبة في عملية القيادة والسيطرة”.

وأكد المحللون العسكريون أن الخدمات اللوجستية السيئة أعاقت تقدم الروس، الذين يستخدمون السكك الحديدية أساسًا لنقل الرجال والعتاد. فقد أجبر فشل موسكو في الاستيلاء على المدن التي تضم سكك حديد، الروس على السفر براً، مما تركهم أهدافًا سهلة.
ويرى محللون عسكريون أن جزء من التخبط الروسي في أوكرانيا يرجع إلى اعتمادها على نشر وحدات من المناطق العسكرية الشرقية والوسطى لروسيا، والتي كانت تمثل أولويات ثانوية في التحديث العسكري الروسي.

وقال روب لي، الزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إن الفرقة 90 من الدبابات من الجيش الموحد للأسلحة 41 جلبت معها دبابات T-72A وB أقل تقدمًا، تم تصميمها في الثمانينيات.

كما يرجع الفشل الروسي في أوكرانيا إلى سوء التخطيط والتوقعات الغير صحيحة للاستخبارات الروسية عن حجم المقاومة الأوكرانية. ويبدو أن خطة الغزو الأولية كانت لشن ضربة خاطفة على كييف واستبدال حكومة زيلينسكي الموالية للغرب بسرعة بإدارة صديقة لموسكو.

ومع ذلك، تواصل الطائرات الحربية الروسية التي تحلق فوق أوكرانيا إلحاق أضرار جسيمة، بما في ذلك ضد المدنيين. وقال عمدة ماريوبول إن القوات الجوية الروسية قصفت مسرح الدراما في المدينة، الأربعاء، مما أسفر عن مقتل عدد غير معروف من الأشخاص الذين لجأوا إلى هناك. ونفت روسيا مسؤوليتها.

ويقول محللو الدفاع الغربيون إنه حتى لو تغلب جيش موسكو على القوات المسلحة الأوكرانية في نهاية المطاف، فإنهم يشكون في أن ذلك سينهي الحرب، بل ستبدأ مقاومة ضد القوات الروسية تستمر لسنوات.

الاخبار العاجلة