صراحة نيوز – أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم 6 ولايات جنوبي البلاد مناطق منكوبة جراء عشرات الحرائق التي اندلعت في الأيام الماضية، وقال مسؤولون أتراك إن هناك شكوكا حول سبب اندلاع كثير من الحرائق في وقت متزامن، وتباشر السلطات الأمنية والقضائية تحقيقات بهذا الشأن.
وقال الرئيس التركي -في تغريدة على حسابه في تويتر- إن ولايات أنطاليا وموغلا ومرسين وأضنة وعثمانية أعلنت مناطق منكوبة جراء الحرائق، وتعهد أردوغان بأن تواصل السلطات “اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتضميد جراح الشعب وتعويض خسائره”.
وحتى مساء أمس الجمعة، أسفرت تلك الحرائق عن مصرع 4 أشخاص، وإصابة العشرات بجروح، في حين تمكنت السلطات المعنية من إخماد معظمها، إذ قال وزير الزراعة والغابات بكر باكدميرلي -في تغريدة هذا الصباح في حسابه على تويتر- إن السلطات سيطرت على 88 من أصل 98 حريقا بين 28 و31 من الشهر الحالي. وأضاف الوزير التركي أن الجهود مستمرة بتفان للسيطرة على الحرائق العشرة المتبقية.
حرائق تركيا حتى الآن هناك أربعة أشخاص لقوا مصرعهم –
ستون حريقآ للغابات اشتعلت جنوب تركيا وسط موسم سياحي ، مما أجبر الناس على الفرار. pic.twitter.com/A4wT708bRZ
وصرح الرئيس التركي -أمس الجمعة- أن 45 مروحية تشارك في عمليات الإطفاء، وتابع “نرصد باستمرار وضع المناطق في تركيا بطائراتنا المسيرة”، مشيرا إلى أن نحو ألف و80 سيارة إطفاء في العمليات بالمناطق المتضررة، فضلا عن 280 صهريج مياه وألفي و270 عربة تدخل سريع. وذكرت وكالة الأناضول أن طائرات من روسيا وأوكرانيا وأذربيجان ساعدت في إخماد النيران.
قتلى وخسائر
واندلعت حرائق منفصلة في غابات تقع في غابات: منافغات وأنطاليا وأضنة ومرسين وبودروم ومرمريس، بالقرب من المواقع السياحية المطلة على البحر المتوسط جنوبي تركيا، لكنّها سرعان ما وصلت إلى مناطق مأهولة بالسكان بسبب الرياح العاتية. وأسفرت الحرائق عن مقتل 4 أشخاص، أحدهم رجل يبلغ من العمر 25 عاما، كان في طريقه لمد يد العون في منطقة أتت عليها النيران في مرمريس، وفقا لقناة “إن تي في” الإخبارية التركية.
والتهمت النيران عشرات المنازل والحقول والإسطبلات في قرى عديدة. وأمام اتّساع رقعة الحريق، أخلت السلطات عشرات القرى من سكّانها، كما أخلت فندقا في مدينة بودروم السياحية من نزلائه.
وفي المناطق التي أخمدت فيها النيران، يجري تقييم حجم الأضرار الناتجة عن الحرائق، ففي مدينة أنطاليا الساحلية، ذكر مراسل الجزيرة المعتز بالله حسن أنه سُجل تضرر فيما يزيد على ألفي و300 مبنى ومساحات خضراء واسعة.
وقال مراسل الجزيرة إن ارتفاع الحرارة في فصل الصيف سبب من أسباب الحرائق في مناطق الغابات في تركيا، ولكن امتدادها لهذا العدد الكبير من المدن (20 مدينة) في وقت متزامن، دفع السلطات للتريث قبل الإعلان عن الأسباب إلى حين التأكد من مصدرها.
أسباب الحرائق
وقال الرئيس التركي -أمس الجمعة- في تصريحات صحفية إن “الموضوع ليس صدفة، فقد بدأت الحرائق في وقت واحد تقريبا في أكثر من محافظة في الجنوب التركي”، مضيفا “علينا أن نقف معا في هذا اليوم ونتخذ قرارا موحدا ونخطو خطوات موحدة باتجاه واحد معا”.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو -أمس الجمعة- من منطقة منافغات “من أشعل هذه الحرائق؟ لدينا شكوك. كل مؤسساتنا تجري تحقيقا دقيقا في هذا الموضوع. وقُبض على مشتبه بهم”. وأوقف السلطات 5 أشخاص في منطقة عثمانية للاشتباه بصلتهم باندلاع حرائق في هذه المنطقة، وذكرت وكالة الأنباء الخاصة “ديميرورين” (DHE) أنه يعتقد أيضا أن ولدين أشعلا النار التي اجتاحت مرمريس عن طريق الخطأ.
وقال وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي مراد قوروم إن السلطات فتحت تحقيقات شاملة في أسباب حرائق الغابات، إذ تتولى التحقيقات كل من وزارة الداخلية وجهاز المخابرات.
وفي إجراء احترازي، منعت سلطات المدن التركية الكبرى ومن بينها إسطنبول، الدخول إلى الغابات والمتنزهات الوطنية القريبة، فقد حظر مكتب حاكم إسطنبول الدخول إلى مناطق الغابات حتى نهاية أغسطس/آب المقبل.