لا يختلف اثنان ان شدة بلاوينا مصدرها غياب العدل في توزيع المنافع والمكتسبات الوطنية وغياب الاستراتيجيات في مجالات الحياة كافة وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وما فرضته لاحقا تداعيات ما سمي بالربيع العربي والصراعات الأقليمية التي لم يحسن ساستنا واصحاب القرار من التعامل معها بما يضع مصالحنا الوطنية في قمة الأولويات .
متى اعترفنا بحجم هذه التحديات وما اصبح لدينا في قِدر الوطن وما ينخر الجسد من آلام وأوجاع جراء تراكمات ادارة الفزعات لشؤون الوطن وتخيلنا حجم القادم ان استمر هذا الوضع نكون قد تصورنا حلاً يُوصلنا الى بر الأمان .
من وجهة نظري ان الحل بيد من أمنوا بالاردن ملجأهم الوحيد في هذا العالم المتلاطم الأمواج لكي يتفيئوا والأجيال القاديم ظلال الأمن والإستقرار ولينعموا بحياة كريمة وعلى ثقة تامة ان المواطن العادي الذي لا حول ولا قوة لديه جاهز ليتحمل المزيد في سبيل تحاشي أيام سوداء لا قدر الله … لكن السؤال الأهم أين ساستنا والمخططين وأصحاب رؤوس الأموال من هذا الواقع المؤلم والصعب … نريد طحنا لا عجعجة ولا مزايدة فقد زهقنا من تنظير اصحاب الأجندات
قلتها وقالها كثيرون أن الاردن بتركيبته المجتمعية ( قرية صغيرة ) لا يخفى على كبيرها ولا حتى على صغيرها سيرة ومسيرة من يتولون شؤوننا وبالتالي لا ينفع التنظير والتمثيل وقد بلغ السيل الزبى .
مطلوب من ساستنا ان يُغيروا من نهج تعاملهم مع الاحداث التي تعصف بالمنطقة ليتحمل المجتمع الدولي تداعيات ذلك لا ان يبقى الحمل علينا فلسنا مضطرين ان نلتزم وحدنا بالمواثيق الدولية لحماية الغير وتوفير الحياة الكريمة لهم .
ومطلوب ممن يتولون ادارة شؤوننا العامة في مختلف أجهزة الدولة ان يبحثوا عن حلول عملية لمعالجة تراكمات السنين من اعوجاج واستغلال وتجاوزات مستعينين بخبراء وطنيين وليس من البنك الدولي ومن هم غير قادرين على ذلك التنحي جانبا .
ومطلوب من اصحاب الأموال الذين لا نحسدهم ما ما جنوه من مال حلال بعرق جبينهم ان يفزعوا لوطنهم باطلاق حملة وطنية لسداد المديونية .
لكن قبل كل ذلك مطلوب من علية القوم ( اصحاب دولة ومعالي وسعادة وعطوفة ) اطلاق مبادرة يلمس المواطن العادي نتائجها ولا اقلها من تخفيض رواتبهم فالانتماء للوطن والخوف على مستقبله لا يتأتى باطلاق شعارات الولاء والانتماء وانما بالعمل الصادق المخلص الملموس .
ماجد القرعان