بدأت اليوم الجمعة مرحلة الخسوف شبه ظلي للقمر، استعدادا للخسوف الجزئي للقمر الذي يحدث اليوم، وهو أطول خسوف جزئي منذ القرن الـ(15) وأطول خسوف في القرن الـ(21).
ولن يتمكن سكان الوطن العربي رؤية ومتابعة هذا الخسوف، الثاني والأخير لعام 2021.. حيث سيكون القمر قد غرب تحت الأفق في ذلك الوقت، ولكن يمكن رؤيته في دول شمال أوروبا، شرق آسيا، قارة أستراليا، الأمريكتين، المحيط الباسفيكي، المحيط الاطلنطي، المحيط الهندي، والقارة القطبية الشمالية.
وتستغرق مراحل الخسوف، منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 6 ساعات ودقيقتين تقريبا، فيما ستدوم مرحلة الخسوف الجزئي 3 ساعات و28 دقيقة و23 ثانية، والتي ستبدأ عند الساعة التاسعة و18 دقيقة صباحا مع بداية دخول حافة قرص القمر في ظل الأرض ويتحرك القمر من غرب إلى شرق ظل الأرض وهي الحركة الطبيعية له في مداره حول كوكبنا.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر قد أكد أن هذا الخسوف الجزئي للقمر يعد أطول خسوف خلال ال 1000 عام القادمة، وقد حدث الخسوف الجزئي الأخير للقمر الذي امتد لفترة أطول في 18 فبراير 1440، وستكون المرة القادمة التي تشهد فيها الأرض خسوفا جزئيا للقمر طويل مثل هذا الشهر في 8 فبراير 2669.
وأوضح المعهد أن دخول قمر نوفمبر في ظل الأرض يتزامن مع وجوده عند أبعد مسافة له من الأرض (الأوج) مما يسبب نسبيا تباطؤ في سرعة دوران القمر حول الأرض، هو السبب الرئيسي لطول المدة الزمنية لهذا الخسوف الجزئي للقمر.
ومن جانبه، أوضح المهندس ماجد أبوزاهرة مدير الجمعية الفلكية بجدة – في بيان أصدره اليوم – أن السبب في اكتساء القمر المخسوف اللون البرتقالي المحمر هو الغلاف الجوي حول الكرة الأرضية، فلو كان هذا الغلاف غير موجود فإن القمر سوف يكون أسود لذلك ستبقى أشعة الشمس غير مباشرة قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق وسيتبقى الطيف البرتقالي والأحمر ويقوم الغلاف الجوي بعد ذلك بجعل ذلك الضوء ينحني ويصل إلى القمر ما سيجعله يضيء.
وأضاف أن اللون الذي سيأخذه القمر فعليا سيعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي ما يعني أن ذلك متروك للرصد الميداني للخسوف.
وأشار إلى أنه سيشاهد كذلك ظهور لون أخضر مزرق على إحدى حواف القمر مع وصوله ذروته العظمى والسبب أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر وسيمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر، وهذا يحدث عادة مع خسوف القمر الكلي ولكنها حالة فريدة ستحدث مع هذا الخسوف الجزئي.
ويحدث خسوف القمر عندما تصطف الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم، بحيث تكون الأرض بين الشمس والقمر وتلقي بظلالها على سطح القمر، ففي كل مرة يدور القمر حول الأرض، فإنه يمر تقريبا مقابل الشمس في السماء عند وصوله مرحلة البدر المكتمل ولو أن القمر يدور حول الأرض في نفس المستوى تماما الذي تدور فيه الأرض حول الشمس، فسوف يحدث خسوفا عند اكتمال القمر كل شهر.
يذكر أن الخسوف الجزئي القادم للقمر سيكون في 28 أكتوبر 2022، فيما ستشهد الكرة الأرضية كسوفا كليا للشمس يوم 4 ديسمبر المقبل ولن يرى في مصر، ويمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث أن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.