منجم نحاس في ضانا يعود تاريخه إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد
صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
لم اجد وصفا لأحوال الأردن انسب من بيت الشعر الذي يقول (كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ) والذي يكتنز العديد من الثروات الطبيعية التي ما زالت غير مستغلة في الوقت الذي يعاني فيه من تنامي مستويات الفقر والبطالة ويبقى السؤال هنا لمصلحة من قصور الحكومات المتعاقبة عن استغلال هذه الثروات ومن يُعلق الجرس ؟
فعلى سبيل المثال يُقدر احتياطي الأردن من خام النحاس المتواجد في جنوب المملكة بنحو 53 مليون طن بحسب دراسات قامت بها سلطة المصادر الطبيعية سابقا قبل ان تُصبح من دوائر وزارة الطاقة والثروة المعدنية فيما تُقدر القيمة السوقية لها بأكثر من 11 مليار دولار .
المضحك المبكي ان احدى الحكومات المتعاقبة ابدت اهتماما قبل نحو 10 أعوام ليتم البدء بخطوة عملية لاستغلال هذا الإحتياطي الكبير ونقلت حينها وسائل الأعلام ان سلطة المصادر الطبيعية اعدت مذكرة تفاهم ليتم اقرارها من قبل مجلس الوزراء وتقضي بأحالة عطاء على ائتلاف شركتي نيكولاس جولد – هينان أكسيندا الأميركي الصيني للتنقيب عن النحاس في منطقة وادي عربة جنوب المملكة والتي تم اختيارها من ضمن خمسة عروض تلقتها السلطة لاستكشاف واستثمار الذهب والنحاس في المنطقة .
وفي عام 2016 وقعت الحكومة انذاك مذكرة تفاهم مع شركة اردنية للتنقيب عن النحاس في محمية ضانا وفي عام 2018 اعلنت الشركة عن بدء تنفيذ مشروعها في محيط محمية ضانا على مساحة 106 كم مربع والذي قُدرت كلفته بنحو 600 مليون دينار وبانه سيوفر ما لا يقل عن 800 فرصة عمل لأبناء المناطق المحيطة .
السؤال الأول هنا للحكومة الحالية ماذا لديها من معلومات حيال استثمار هذا الكنز والسؤال الثاني لممثلي الشعب تحت قبة البرلمان أين انتم من هذا الكنز الذي سيسهم في خلق أكثر من 1500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة … ومن يجرؤ على فتح هذا الملف ؟