ألشَعبُ ألأردني عَظيمْ .. رَغْمَ ألجَحيمْ

18 أبريل 2019
ألشَعبُ ألأردني عَظيمْ .. رَغْمَ ألجَحيمْ

صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

 
عَظَمَةُ الشعب الأردني مُستمدة من إنتمائه إلى أُمتين عظيمتين سابقاً ، مُنهارتين ومُتخلفتين حالياً ، هما الأمة العربية ، والأمة الإسلامية ، وحسب رأي علماء اللّغويات فإن العربي إسمٌ يطلق بالأساس على كل من يتكلم العربية ، أي أن العروبة ليست عِرقاً ، لكن تَمَازُجَ الدّم على مرّ العصور حوّلها الى عِرق .
الأسباب التي أدت إلى إنهيار وتَخلُّف الأمتين العربية والإسلامية كثيرة ومتعددة ويصعب حصرها ، منها أسباب داخلية تكمن في كينونتهما ، وأسباب خارجية أهمها الإستهداف من الأعداء الطامعين وهم كُثر .
ومما يدعو الأردنيين للفخر به هو أنهم حافظوا على بعض القيم النبيلة المكتسبة من الأمتين ، ومنها : الإنتماء للوطن ، والعروبة ، وسواد العقلانية ، واليقظة من الأخطار المحدقة ، والثبات في الملمات ، ومواجهة المؤمرات ، والوقوف في صفّ الوطن ، والحكمة في التعامل مع قرار الحكومات ، وهذا محور ومرتكز موضوع المقال .
حكوماتنا المتعاقبة ، متخلفة النهج ، متبلدة الإحساس تجاه المواطنين ، عشوائية الأداء ، فردية المطامع والمطامح والمكاسب ، عاجزة عن فهم دور الحكومات في بناء الأوطان والإرتقاء بحياة المواطن .
الشعب الأردني إستمد عظمته من حرصه الشديد على وطنه ، وعقلانيته ، ومن صبره على جَور وتغطرس الحكومات ، والتاريخ والواقع المُعاش يشهد أنه خلال العقود الماضية لم ترتقِ كل الحكومات الى مستوى الشعب .
بالله عليكم ، شعب بهذه المواصفات أليس أرقى وأعظم من تقزُّم الحكومات !!؟؟
الحكومات المتعاقبة في الأردن حولت الوطن الى حقل تجارب في إدارة كافة شؤون الدولة الأردنية ، وهي بنظر كل مُطّلِعْ بصير فاشلة لان هدفها ليس وطني ، ومنشؤها ليس أردني ، وأَقَلُّها سياساتها خاصة المقتبسة منها ، مقتبسة بجهل يشوه صواب المُقتبَس وضحالة فكر من إِقتبس .
أيها الأردنيون الشرفاء ، الصابرون على الضيم ، القابضون على جمر الحكومات ، الصابرون حتى لا تأخذوا وطنكم الى المجهول ، إستمروا في صبركم ، رغم إستمرارهم في غِيّهم ، ورغم قرارتهم العشوائية التي لا تتحسس نبض الشارع وعَوز المواطن ، نعم إصبروا ، حتى لا تعطوا فرصة للأعداء الخارجيين للإنقضاض على وطنكم ، نعم إصبروا حتى يتجاوز صبركم صبر أيوب ، فما بعد الصبر إلا الفرج ، فكلما إشتد الخَطب كلما قَرُب الفَرجْ ، وكلما إدْلَهَمَّ الليل كلما قَرُبَ الفَجْرْ المؤذن بزوال فُجْرِهِمْ .. وكما قال الشاعر : فلا بد للّيل أن ينجلي .. ولا بُدَّ لِلّقَيدِ أن ينكسر . نعم باْذن الله سيأتي الفَرَجْ مع بزوغ الفَجْرْ ، ويذهب الفُجْرْ .
الاخبار العاجلة