صراحة نيوز – قال رئيس قسم اللغة العربية بجامعة جدارا وعميد البحث العلمي فيها الناقد عبد الرحيم مراشدة ،ان الرواية قابلة لامتصاص كثير من الأجناس الأدبية الأخرى .
وأضاف خلال الأمسية الأدبية التي نظمها فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء مساء أمس السبت لمناقشة الرواية العربية المعاصرة ومستقبلها ،ان الرواية تعتبر منجما من المعرفة والعلم وأكثر رحابة من الشعر والقصة اضافة الى كونها متحولة باستمرار .
وتابع ، اننا نستطيع أن نجد في الرواية الشعر والقصة والمثل الشعبي والحكمة ،فهي تتقدم على الأجناس الأدبية الأخرى في قدرتها على التناص المباشر وغير المباشر والخفي والظاهر،الأمر الذي يفتح المجال أمام المبدعين لاستشراف المستقبل والخروج برؤى وأفكار جديدة تفرزها حالة التشظي والنزاعات السياسية .
وأشار مراشدة الى ان السينما والمسرح أسهما في تصدر الرواية للمشهد الأدبي في العالم العربي ، اذ نهلت السينما والمسرح من النصوص الروائية وأظهرتها الى المتلقي وعرفته بنصوص عديدة ذات عمق ورؤى وأفكار فلسفية كبيرة .
وبين ان الروائي والمبدع المصري نجيب محفوظ جعل للرواية العربية نكهة خاصة بها ، لاسيما اثر ظهور روايتيه ” اللص والكلاب ” و” ثرثرة فوق النيل ” حيث حمل رواياته بالأفكار والأبعاد السياسية والأيديولوجية ، اذ ان المبدع لا يحكي الواقع كما هو وانما من خلال التخييل وتحميله ما أمكن الرؤى الجديدة للواقع.
وأكد ان المبدع يكتب ما يمكن أن يكون ، حيث يدخل في مجال التخييل والنبوءة ، فكل تلفظ يجري على اللسان هو سرد ،وهو يعني التماسك والحبكة والنسج المحكم ، لافتا الى ان السرد يعني تناول أية قضية من خلال استخدام كلمات مناسبة لتعبر عن ما يجيش من أفكار ورؤى ونظمها لتكون نصا ،اذ أن كل سرد مختلف باختلاف الراوي وهذا ما يعرف بالأسلوب .
ولفت الى ان تعريف الرواية ملتبس ، فالسردية تعتبر فرعا من فروع الشعرية التي تعني باستنباط القوانين الداخلية للأجناس الأدبية واستخراج النظم التي تحكمها والقواعد التي توجهها وتحدد الخصائص والسمات لها ، اذ لا يوجد حد صارم يفصل بين السردية والشعرية .
وتطرق، خلال الأمسية التي أدارها الشاعر جميل أبو صبيح وحضرها جمع من الكتاب والمهتمين ،الى تجربة الروائيين الأردنيين تيسير السبول وغالب هلسا في الافادة من التقنيات الغربية في الرواية وتطويعها لتصبح ذات سمات عربية.
يشار الى ان الناقد مراشدة ولد في سوم عام 1955 ، و حصل على الدكتوراة في الأدب و النقد الحديث عام 2000 ، وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان ” لسع السنابل ” ، والعديد من المؤلفات والدرسات النقدية منها : “منازل النص ” و” الفضاء الروائي ” .