صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
في عام 1979 كتب الصحفي محمد حسنين هيكل في مقدمة كتابه ” السلام المستحيل والديمقراطية الغائبة – رسائل إلى صديق هناك ” ما يلي وأقتبس:
” ليست هذه مقالات ، وإنما هي بالفعل رسائل. هي رسائل إلى صديق
( هناك ). إنني لا أعرف بالضبط أي تقع هناك ( هناك ) هذه التي أقصدها، ولا ما هو عنوانها على وجه التحديد – لكني لا أظنها بعيدة.
( هناك ) هذه التي أقصدها – نقطة على خط طويل طويل، يمتد بين محيط وخليج. ( هناك ) هذه نقطة ما على هذا الخط، وربما كانت هي نقطة بالذات على هذا الخط ! كان المحيط هادرا في يوم من الأيام، وكان الخليج ثائرا، وكانت الأحلام فوارة على امتداد الخط الطويل الطويل بينهما.
ماذا جرى للمحيط ؟ وماذا جرى للخليج ؟ وماذا جرى للأحلام الفوّارة ؟ ماذا جرى لنا ؟ حتى لم يعد من خطاب بيننا غير الرسائل عن بعد ؟ “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
لو أن هيكل يستطيع استلام الرسائل، أو القراءة على وسائل التواصل الاجتماعي، لأجبته على تساؤلاته بالتالي :
المحيط ابتلعته الحيتان وسكنت على شواطئه، والخليج أصبح يسكن في حضن إسرائيل، والأحلام الفوّارةّ خبت واستسلمت للقدر، وما جرى لنا هو أننا أصبحنا دويلات ضعيفة، فاقدة لسيادتها تستجدي رضا إسرائيل، وتتلقى الأوامر من أمريكا.
ولكنها من جانب آخر، استقوت على مواطنيها في الداخل، وأصبحت تحاسب المواطنين بقانون جرائم إلكترونية ما أنزل الله به من سلطان، وأصبحت السجون مكتظّة بسكانها.
وأما الخطاب بيننا . . فلم يعد رسائل عن بعد فحسب، بل أصبح سباقا محموما نحو للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، واستضافة لسفاراته محروسة في معظم العواصم العربية. وفي محاولة تخالف الدين والخُلقُ، راحت بعض الدول تقيم حفلات الرقص والغناء، بجوار الأماكن المقدسة، بفتاوى من شيوخ السلطان، وبصورة تسيء إلى مشاعر المسلمين.
كما تجري هناك ممارسات لمتنفّذين في دول أخرى، حيث يقيمون حفلات جماعية ماجنة، داخل قصورهم ومزارعهم، تخريبا وتفتيتا لبنية المجتمع وتقاليده المحافظة.
ختاما اقول: فلتطمئن وترتاح يا هيكل في مقرّك، لأنك لم تشهد هذه الأيام . . فأمورنا كأمة عربية، تتردى من سيء إلى أسوأ. ومن حقك علينا أن نتمنى لك الرحمة في عالمك (هناك )، بعيدا عن عالمنا الموبوء بفيروس التخاذل والسقوط . . !
التاريخ : 21 / 7 / 2020