صراحة نيوز – احتفل في المركز الثقافي الملكي، مساء الخميس الماضي، بإشهار كتاب للدكتور كامل العجلوني بعنوان “تاريخ الطب الحديث في الأردن وفلسطين منذ القرن التاسع عشر”.
وقالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، خلال رعايتها حفل الإشهار، إن الكتاب يعد جهدا توثيقيا كبيرا، لا يقتصر على الطب والصحة والمستشفيات والمستوصفات والعلاج والوقاية ومؤسساتها الخدمية، وإنما يتناول واحدة من المفردات النهضوية التي اهتمت بها الدولة الأردنية منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، وتتعلق بها حياة الإنسان في مراحل عمره المختلفة، والتي وصلت إلى أعلى مستويات الرقي والتقدم العلمي. وأضافت النجار في الحفل، الذي حضره عشرات الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية، أن الطبيب الإنسان كامل العجلوني وضع في هذا الكتاب جهدا عظيما يمتد على مئة عام، ويتسع لمساحة جغرافية تطاول الأردن وفلسطين، وتتبع التحولات التي تطور فيها الطب كما ونوعا بشكل شامل، منذ عام 1921، لافتة إلى أن صدور الكتاب جاء ضمن الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية وإنجازاتها.
وقالت إن الكتاب يمثل مرجعا في تاريخ الطب، حيث ينهج فيه المؤلف سيرة العلماء العرب في التأريخ للطب، لتوثيق سير الأعلام والأطباء الرواد، والمؤسسات الطبية، ويلقي الضوء على تأسيس النقابة، والمجالس الطبية، والجامعات وكليات الطب ووزارة الصحة، والتشريعات الصحية، والمهن الطبية بوصف ذلك يمثل جزءا من التاريخ المشرق للدولة الأردنية.
وبين الدكتور العجلوني، أن الكتاب يقسم إلى سبعة مجلدات، تتناول مواضيعَ قريبة من بعضها وينتظمها خيط محدد، مشيرا إلى أن القارئ يلحظ تكراراً لبعض المعلومات فيما بينها، وهو أمرٌ فرضه الحرص على المحافظة على تكامل الموضوع في مجلد واحد تجنباً للإحالة التي ترهق المُهتم بموضوع بعينه، وإن كان بإمكانه العودة إليه في موضعه إذا رغب في مزيد من التفصيل. وأشار إلى أن المجلدُ يحتوي على خلفية تاريخية للمنطقة المقصودة من الدراسة، وهي جنوب سوريا الطبيعية (فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية حالياً)، إذ لم تكن ثمة حدود جغرافية أو سياسية متعارف عليها.
وبين العجلوني أنه حاول قدر الإمكان أن يعطيَ فلسطين حقها من الدراسة، بدءاً من القرن التاسع عشر، إذ حظيت بأهمية كبيرة من لدن العالم الغربي، فبالإضافة الى الدولة العثمانية، اهتمت بها كل القوى السياسية والدولية الفاعلية، حيث لعبت إنجلترا وروسيا وفرنسا دوراً فعالاً فيها سياسياً وطبياً، وجعلت منها مكاناً للتنافس بينها.
وقال “سعينا لتغطية النهضة الطبية في “شرق الأردن” بكل مسمياته التي بدأت سياسياً بشرق الأردن، ثم إمارة شرق الأردن والمملكة الأردنية الهاشمية لاحقاً بضفتيها الشرقية، والغربية (فلسطين) بعد الاحتلال الإسرائيلي لجزء كبير منها عام 1948، وللضرورة الجيوسياسية كان اهتماماتنا بالوضع في الأردن بمسماها القائم “المملكة الأردنية الهاشمية” بعد حلول الكارثة باحتلال الباقي من فلسطين في عام 1967″. وأضاف أن القارئ سيجد أنه منذ بداية القرن العشرين وحتى منتصفه كان الاهتمام في الأردن منصباً على الطب الوقائي، لأنه كان يُعطى اهتماماً خاصاً من السلطات البريطانية ثم في عصر الإمارة، وكانت السلطات تهتم كثيراً بالأمراض المستوطنة كالملاريا وأمراض العيون والسل والأمراض الوبائية المختلفة امتدادا إلى يومنا هذا، وما شهدته الأردن وفلسطين من تطور في الطب. وأشاد الحضور في حفل الاشهار الذي أداره الدكتور سامي الخصاونة، وتحدث به الدكتور علي محافظة، والدكتور موسي الناظر، والدكتورة هند أبو الشعر، وحسني عايش، ومحمد خروب، بجهد المؤلف الكبير الذي توسع في ذكر تفاصيل تطوير مهنة الطب في الأردن وفلسطين وتوثيقها في موسوعة مميزة، حيث تحدث عن المستشفيات الحكومية والجامعية والعسكرية والخاصة والمراكز المتطورة، الاختصاصات والمؤسسات التي تمنح هذه الاختصاصات، وتطور التشريعات والقوانين الناظمة لها.