صراحة نيوز – بقلم محمد قضاة
أصبحت مصلحة المواطن الأردني في الحضيض، فلم تعد مصلحة المواطن من أوليات أي جهة حكومية كانت أو خاصة، و إن تعود المواطن على أن تقوم الحكومة بتهميش المواطن الأردني، فاليوم يشهد المواطن خيانة حليف من حلفائه ليزيدَ النارَ زيتاً، فلم يكن في حسبان المواطن الأردني أن يقومون أخوته من الموظفين البلدية أن يخذلوا المواطن بسعيهم وراء مصالح شخصية غير منطقية في هذا الفترة الصعيبة على الأردن .
يمكن أي شخص من سكان المحافظات من الجزم بان البلديات لديها عدد زائد من الموظفين، و مع ذلك لا تنجز الخدمات المطلوبة منها، و مع كامل احترامي و تقديري لموظفين البلديات و لكن تفسير المنطقي الوحيد لكثرة الموظفين و قلة الاخدمات هو وجود ترهل عجيب في الأداء الوظيفي، مم يدعوك لاستفسار لماذا يقوم موظفين البلديات بالإضراب .
قام أحمد السعدي بإنشاء إتحاد نقابات مستقلة و خاطب من خلال هذا الإتحاد وزير الشؤون البلدية، و تفاجأ أحمد بعدم رد الوزير على الكتاب الذي أرسله ، و هدا إن دل على شئ فيدل على جهل بالقانون الأردني، ألا يعلم السعدي بأن تعامل الحكومة مع أي جهة غير رسمية و غير مرخصة يعتبر مخالف للقانون، و ألا يعلم بان الأردن مع كل المشاكل الذي يواجها من مالية و سياسية و خدماتية فما زال الأردن دولة قانون، و إن هذا ما يفتخر به معظم الأردنيون بعدل و قوة الدستور الأردني ، و إن سعدي عدم لجؤه لجهات المعنية لترخيص هذا الإتحاد استحتارٌ منه بالدستور و القوانين الموضوعة، أو ربما يراها السعدي “بطاعة و قايمة”.
و إن تغاضينا عن بعد القانوني الكامل، و دخلنا في المطالب، سنرى أن معظمها غير مشروع و بعيد كل البعد عن المنطقية، و إن أكثر هذه المطالب سخرية هو عطلة يوم السبت، مع العلم بأن موظف البلدية دوامه الأسبوعي ٣٦ ساعة، وإن الموظف الحكومي دوامه ٣٦ ساعة، و هنا يأتي الفرق بان الموظف البلدي يعمل ٦ ساعات فقط يومياً، أما الموظف الحكومي فيعمل ٧ ساعات يومياً، و أما مطلب إعادة النظر بالتحفيزات و المكافئات فانا أستطيع التأكيد بان أي مواطن قد راجع أي بلدية في الآونة الأخيرة سيرفض هذا المطلب لما يراه من ضعف الخدمة و سوء التعامل، و هنالك مطالب مشروعة قد وافقت عليها وزارة البلديات الأمر الذي يجعلني متأكداً بان هذا الإضراب قد كان مبرمج قفط لتأزيم و لمصالح سياسية .
أما بالنسبة لي المطلب الأهم و هو تثبيت عمال المياومة، و هو المطلب الوحيد الذي أقف معاه و بشدة لأنه هم أكثر الموظفين تعباً و أقلهم راتباً ، و هم من يعمل بالجدية و من دون الشكر، و قد لوحظ هذا خلال فترة الإضراب ، فلم يفقد المواطن أي خدمة من خدمات البلدية إلا الخدمة التي يقوم بها عمال الوطن، فشهدت المدن تراكم كبير لنفايات في اليومين الأخيرين مما يدل على أهمية هذا العامل الذي يقوم يجهد أكبر من باليوم الواحد من أي موظف بلدية و لكنه للأسف في أخر السلم الراتبي.
لدي طلب من وزارة البلديات بان تقوم بإعطاء عمال الوطن بكل ما يطلبونه ، فهم المهمشين من قبل الاتحاد الذي يستغل اهميتهم، و برأي المتواضع على الوزارة بتنفيذ كل مطالب الاتحاد و لكن ليس لجميع الموظفين و لكن فقط لعمال الوطن، لانهم هم الجنود المخفيون في البلديات .