صراحة نيوز – أعلن المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد ابو سماقة، أن جائزة حبيب الزيودي للشعر العربي ستكون مفردة سنوية ضمن البرنامج الثقافي في جميع الدورات المقبلة في المهرجان.
وفي افتتاح الندوة التي نظمها المهرجان بالتعاون مع رابطة الكتاب الاردنيين ووزارة الثقافة بعنوان “حبيب الزيودي شاعرا”، اليوم الاحد بقاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي في عمان، ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان، قال ابو سماقة، “عنمدا بدأنا التحضير للبرنامج الثقافي للمهرجان قبل شهرين او يزيد وجدنا انه لا بد من التركيز على الجانب الادبي الاردني من خلال القاء الضوء على قامة ادبية اردنية لكي نكرس الاحتفاء بشخصية ثقافية اردنية”، مشيرا الى انه كان اجماع جميع اعضاء اللجنة العليا للمهرجان ان تكون الشخصية الادبية هذه هي الشاعر الراحل حبيب الزيودي.
ولفت في افتتاح الندوة الى ان المركز الثقافي الملكي تكفل بالجانب المالي للجائزة.
وفي الجلسة الاولى للندوة التي ادارها رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الناقد الدكتور زياد ابو لبن، قرأ استاذ الادب العربي في الجامعة الهاشمية الناقد والشاعر الدكتور ناصر شبانة ورقة بعنوان “مفاصل التجربة الشعرية ومفاتيح القراءة في شعر حبيب الزيودي”، تحدث فيها عن تتبع مفاصل التجربة الشعرية لدى الشاعر الاردني حبيب الزيودي، بحيث تتوخى هذه المفاصل ان تضع منطلقات القراءة التي تقدم للقاريء مفاتيح دراسة شعر الزيودي، معتبرا ان كل منطلق منها يصلح ان يكون دراسة مستقلة تتناول قضية اساسية من قضايا شعره.
واستعرض منطلقات القراءة في شعر الزيودي والمتمثلة اولا بما اطلق عليه “قصيدة الظل: استعارة نموذج”، مبينا انه لا يمكن دراسة شعر حبيب بمعزل عن شعر شاعر الاردن مصطفى وهبي التل(عرار)، وثانيا ما اطلق عليه “الخبز الحاف: عبقرية البساطة”، وثالثها “لذة النهاية : اصطياد الروي الاخير”، والرابع “اللحظة الرومانسية : شعرية البياض”
فيما خامس المنطلقات تمثل بـ”ظمأ الشاعر وينابيع الطفولة”.
وتحدث استاذ الادب العربي في جامعة الطفيلة التقنية الدكتور محمد السعودي في ورقة بعنوان “صورة حبيب الزيودي في ذاكرة الشعراء” عن الاثر العميق الذي تركه الشاعر حبيب الزيودي في حركة الشعر الحديث في الاردن.
واستعرض تجارب شعراء معاصرين حملو صورة حبيب الشعرية في قصائدهم ومنهم الشاعر سعيد يعقوب الذي مزج بين الوطن/الارض والانسان وبين حبيب الشاعر، واتكأ في بناء صورته على الحركة التي شيدها بالجمل الاسمية، وصور الشاعر الدكتور عطالله الحجايا استعان بحاسة السمع وبالمكان في شعره مما التقطه من اسلوبية الزيودي في هذا الشأن، والشاعر اسماعيل السعودي الذي حاول ان يحمل روح الشاعر حبيب زيودي في صورته الشعرية من خلال مشهد ريفي مقتطع من حركة الحياة ومن ذكرى الزيودي، وتجربة الشاعر الدكتور ابراهيم الكوفحي لاسيما في ثيمة “ثقوب الناي” التي وظفها الزيودي في شعره ووظفها الكوفحي بشكل مغاير، والشاعر هشام قواسمة وغيرهم.
وفي ختام الجلسة الاولى تحدث الدكتور عبدالرحيم مراشدة في ورقة بعنوان “شعرية الرعوية والتمرد في مدونة (ناي الراعي) “، اشار فيها الى العتبة النصية والاستهلالات بحيث مثل عنوان ديوان “ناي الراعي” احدها، واللوحة الفنية للغلاف، واول قصيدة في الديوان “ناي الراعي” التي مثلت استهلال آخر وعتبة لكامل المجموعة.
وتحدث عن شعرية الفضاء وترييف السرد في شعر الزيودي.
وفي الجلسة الثانية التي ادارها الشاعر الدكتور عطالله الحجايا، قدم وزير الثقافة الاسبق الدكتور صبري اربيحات شهادة قال فيها “يعرف حبيب كثر، والقادرين على الحديث عنه قلة، والقادرين على فهمه اقل”.
وراى ان الشاعر الراحل حبيب الزيودي اكثر شخص قابله يمتلك للــ”جنسية” الثقافية الاردنية التي نحبها وانه استطاع صياغة تلك الجنسية او الهوية بشعر جميل احبه كل الناس.
واشار الى انه ادخل قيما كانت موجودة في تراث الاباء والاجداد الى نسيج الحياة الجديدة، لافتا الى ان الشباب الفوها وتفاعلوا معها من خلال اندماجهم بوعي او دون وعي على وقع القصائد المغناة التي تحمل تلك القيم.
وقدم استاذ الدراما في جامعة اليرموك لفيلم من كتابته واعداده بالتعاون مع الفنان نصر الزعبي جرى عرضه في الجلسة الثانية وتحدث عن سيرة الشاعر حبيب الزيودي.
وفي ختام الجلسة الثانية قرأ الشاعر لؤي احمد قصيدتين للشاعر حبيب الزيودي الاولى بعنوان “سطرت سلمى” والثانية التي لم تنشر في اي من دواوينه وهي اخر ما كتبه قبل وفاته ببضعة ايام بعنوان “عمان لا اهلها اهلي”.
وفي ختام الندوة سلم مدير المهرجان محمد ابو سماقة الشهادات التقديرية على المشاركين فيها، كما سلم درعا تكريميا لاسرة الشاعر الراحل واستلمه نجله محمد حبيب الزيودي.
وفي الفقرة الثانية من الفعالية وعلى المسرح الرئيس بالمركز قدمت فرقة “ترانيم” طقسية شعرية غنائية من قصائد الشاعر الراحل و”الترويدات الشعبية” التي كان يحب سماعها استهلتها بقصيدته “صباح الخير يا عمان”.