اسطنبول : احياء ذكرى مقتل خاشقجي فيديو

2 أكتوبر 2019
اسطنبول : احياء ذكرى مقتل خاشقجي فيديو

صراحة نيوز – احيا اصدقاء  الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي اليوم  ذكرى مرور عام على مقتله داخل قنصلية بلاده في اسطنبول .

وشارك مؤسس موقع أمازون، ومالك صحيفة Washington Post، جيف بيزوس، والمدير التنفيذي للصحيفة الأمريكية، فريد ريان، اليوم الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الثاني، في وقفة أمام القنصلية السعودية في إسطنبول، لإحياء الذكرى الأولى لقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية بلده.

وتأتي مشاركة بيزوس، وريان، في وقت تتواصل فيه الضغوط على المملكة العربية السعودية لمحاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي، كاتب العمود الصحفي في صحيفة Washington Post الأمريكية، وهي جريمة رسمت صورة سلبية عن الرياض أمام الرأي العام العالمي.

كذلك شاركت أغنيس كالامار، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، ووضاح خنفر مدير منتدى «الشرق»، والصحفي البريطاني ديفيد هيرست رئيس تحرير صحيفة Middle East Eye البريطانية، والصحفية اليمنية الحائزة جائزة نوبل توكل كرمان، والمعارض السياسي المصري أيمن نور، والمعارض المصري الحامل للجنسية الأمريكية محمد سلطان.

وبدأت الوقفة، ظهر الأربعاء، في نفس وقت قتل خاشقجي في قنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، يوم 2 أكتوبر/تشرين الثاني عام 2018، في حادثة أثارت استنكاراً واسعاً لم ينته بعد، حيث لم يُعثر حتى الآن على جثة خاشقجي، التي قالت التحقيقات إنها تمت إذابتها بعد تقطيعها، كما أنه لم يُعلن بعد عن نتائج المحاكمات بحق قاتليه.

بيزوف والسعودية

ومن النادر أن يشارك مؤسس موقع أمازون في قضايا تدخل السياسة في تفاصيلها، وتأتي مشاركته في الوقفة أمام القنصلية السعودية، كمؤشر على تزايُد السَّخَط حيال جريمة قتل الصحفي السعودي، الذي قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إنَّه يتحمل مسؤوليتها لأنها حدثت في عهده، نافياً في الوقت ذاته علمه بها.

وليست العلاقة بين بيزوس والسعودية بالطيبة، فقد اتّهم مؤسس أمازون السعودية بداية العام الجاري، بأنها تحاول ابتزازه بنشر «فضائح جنسية له»، مشيراً أن ذلك كان محاولة من الرياض للضغط عليه، من أجل إيقاف صحيفة Washington Post -التي يملكها بيزوس- عن ملاحقة قضية قتل السعودية لخاشقجي.

وقال بيزوس، في فبراير/شباط 2019، إنَّ «الشركة التي تملك ناشيونال إنكوايرر، المهتمة بالفضائح الجنسية، تحاول ابتزازه عبر تهديده بنشر صور حميمية خاصة به».

وفي منشور له على موقع «ميديام»، نشر بيزوس ما قال إنَّه رسائل بريد إلكتروني أرسلها إليه وسطاء يمثلون ديفيد بيكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أميركان ميديا» المالكة للمجلة، وتتضمن تهديداً بنشر صور خاصة له.

وأعلن بيزوس أنه قرَّر أن ينشر بنفسه ما يتعرَّض له من ابتزاز من المجلة التي يملكها ديفيد بيكر، صديق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مضيفاً «بدلاً من الاستسلام للابتزاز قرَّرت أن أنشر ما أرسلوه بالضبط، على الرغم من التكلفة الشخصية والإحراج».

وذكّر بأن بيكر خضع للتحقيق هو وشركته لقيامه بأعمالٍ نيابةً عن السعودية، وأن ترامب كافأه بأن دعاه إلى عشاء في البيت الأبيض، حيث اصطحب بيكر ضيفاً له علاقة وثيقة بالعائلة المالكة السعودية.

وأضاف أن ملكيته لصحيفة Washington Post جعلت منه عدواً لمن تتعرض لهم الصحيفة، ومنهم الرئيس ترامب، وأن تغطية واشنطن بوست قضية اغتيال خاشقجي يبدو أنها تزعج بعض الأصوات.

وقال بيزوس أيضاً حينها إنَّ مجلة «ناشيونال إنكوايرر» هدَّدته بنشر مزيد من رسائله النصية وصوره الشخصية، إذا لم توقف الصحيفة الأمريكية تحقيقاتها في قضية خاشقجي، غير أنه قرَّر مواجهة الابتزاز والمصالح والهجمات السياسية.

الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي – مواقع التواصل

السعودية تجسَّست على بيزوس؟

وبعد أيام من إعلان بيزوس أنه يتعرض للابتزاز، قال محقق إن السعودية تجسَّست على مؤسس شركة أمازون، باختراق هاتفه والاطلاع على بياناته.

واستخدم بيزوس المحقق غافين دي بيكر لمعرفة كيف تسرَّبت رسائله الخاصة إلى صحيفة «ناشيونال إنكوايرر»، وربط المحقق الأمر بمعالجة صحيفة Washington Post التي يملكها بيزوس، لقضية مقتل خاشقجي، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وفي موقع The Daily Beast الأمريكي، كتب المحقق: «توصل محققونا وخبراء عديدون إلى أن السعوديين اخترقوا هاتف بيزوس، ووصلوا إلى معلومات شخصية».

وفي فبراير/شباط الماضي، علَّقت السعودية على اتهامات بيزوس لها، وقالت إنها لا علاقة لها بتقارير صحيفة «ناشيونال إنكوايرر».

ويُعد بيزوس أحد أبرز أثرياء العالم، وحققت شركته أمازون أرباحاً تجاوزت 230 مليار دولار عام 2018، ووظفت نحو 650 ألف شخص حول العالم، وهو عدد يفوق عدد سكان لوكسمبورغ.

بيزوس اتهم السعودية بأنها تجسست عليه – رويترز

لماذا ينسى العالم فظاعة قتل خاشقجي؟

قبل أن يشارك فريد ريان، المدير التنفيذي لصحيفة Washington Post في وقفة إحياء ذكرى قتل خاشقجي، إلى جانب مؤسس موقع أمازون، طُرح هذا التساؤل في الصحيفة الأمريكية يوم 30 سبتمبر/أيلول 2019.

وقال في إجابته عن هذا السؤال: «إنه بغضّ النظر عن بشاعة بعض الأخبار وشدة وقعها على النفوس، فإن هناك أفعالاً شنيعة للغاية، لدرجة أنه لا يمكن لأي أمر آخر أن يجعل الجمهور ينساها.

وأرجع الكاتب استحالة نسيان الجمهور الأمريكي هذه الجريمة  إلى «الطبيعة الشيطانية والجنونية لهذه الجريمة، وكون مرتكبها حليفاً كبيراً لأمريكا، بالإضافة إلى ردة الفعل الأمريكية نفسها التي تقاعست فيها الإدارة الأمريكية عن الدفاع عن قيمها القائمة على حرية الصحافة وحقوق الإنسان، وازدراء هذه الإدارة غير المبرر بوكالة الاستخبارات الأمريكية والأمم المتحدة والكونغرس».

ويُعد ريان من بين أحد أبرز الأصوات الأمريكية التي نادت مراراً بضرورة محاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي، كما دعا في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، الكونغرس إلى التحرك حيال قضية خاشقجي، وقال: «في ظل هذا الفشل في القيادة من الرئيس ترامب، يقع الآن على عاتق الكونغرس الوقوف للدفاع عن قيم أمريكا الحقيقية ومصالحها الدائمة».

فريد ريان المدير التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست – مواقع التواصل

ضغوط مستمرة على السعودية

ويشير مراقبون إلى أنَّ السعودية وبعد عام من قتل خاشقجي، لا تزال تواجه ضغوطاً بسبب هذه القضية، وهو ما دفع أكبر مسؤولي المملكة على رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان لنفي تورط البلاط الملكي فيها، رغم أن تحقيقات أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وخلصت بثقة عالية إلى أن جريمة القتل كانت بتوجيه من ولي العهد.

وأمس الثلاثاء، قالت أنييس كالامار المحققة في الأمم المتحدة لوكالة رويترز، إنّ ولي العهد السعودي يحاول إصلاح ما لحق بصورته من ضرر نتيجة مقتل خاشقجي، عبر إصراره على وجود «طبقات فوق طبقات» في التسلسل الهرمي للسلطة، تفصل بينه وبين قَتَلة خاشقجي.

وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على شاشة قناة (سي.بي.إس) التلفزيونية، نفى الأمير محمد أنه أصدر الأوامر بقتل خاشقجي، لكنه قال إنه يتحمل في نهاية المطاف «المسؤولية كاملة» بوصفه القائد الفعلي للبلاد.

وعندما سُئل الأمير محمد خلال المقابلة كيف يمكن أن تكون الجريمة ارتكبت دون علمه، أجاب أن من المستحيل بالنسبة له أن يعرف ما يقوم به يومياً ثلاثة ملايين شخص يعملون في الحكومة السعودية.

وفي مقابلة مع رويترز، أرجعت كالامار، خبيرة الأمم المتحدة المعنية بجرائم الإعدام خارج نطاق القانون، تصريحاته إلى «استراتيجية لإصلاح الضرر في مواجهة الغضب في أنحاء العالم».

وقالت: «إنه يخلق لنفسه مسافة، ويعفيها من المسؤولية الجنائية المباشرة عن جريمة القتل. إنه يضع طبقات فوق طبقات فوق طبقات من العناصر والمؤسسات، وهو ما يشكل حماية له من المسؤولية المباشرة عن القتل».

وأدلت كالامار بهذه التعليقات قبل أن تنضم إلى أسرة خاشقجي وأصدقائه في إسطنبول، يوم الأربعاء، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لقتله.

قضية قتل خاشجقي ما تزال تشكل ضغطاً على السعودية – رويترز

حَصَانة من العقاب

وتوصَّل تقرير لكالامار، في يونيو/حزيران، إلى أن هناك أدلة موثوقة تستدعي إجراء المزيد من التحقيقات في مسؤولية ولي العهد وغيره من كبار المسؤولين، بما في ذلك مستشاره الرئيسي سعود القحطاني.

وقالت كالامار لرويترز إنَّ الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها تفسير اعترافه بمسؤولية الدولة، كنقيض للمسؤولية الشخصية، هي أنه «اعتراف بشكل ضمني على الأقل بأن الجريمة كانت قتلاً من فعل الدولة».

وفيما يتعلق بالعواقب والتبعات على الصعيد الدولي، قالت كالامار إنه إذا لم تتحرك الدول في جميع أنحاء العالم لتُبدي ردَّ فعل مناسباً على مقتل خاشقجي «فسوف يفتح هذا الباب أمام شعور بالحصانة من العقاب في قتل الأصوات المعارضة المستقلة».

ويقول معارضون سعوديون إن تعليقات ولي العهد الأخيرة، تأتي فيما يبدو، في إطار حملة علاقات عامة قبل استضافة الرياض لمجموعة العشرين العام المقبل، والطرح العام الأوّلي لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، وحملة لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.

ورداً على وصف الأمير محمد لعملية القتل بأنها «خطأ»، قالت كالامار إن عملية قتل مسرحها «قنصلية، وتستلزم إعداداً وتخطيطاً، وتعمداً مع سبق الإصرار على مدار 24 ساعة، لا تكون خطأً».

ودعت إلى «تحقيق شفَّاف في تسلسل القيادة» فيما يتعلق بعملية القتل، وطالبت الأمير محمد بالاعتذار لعائلة خاشقجي وخطيبته.

عربي بوست

الاخبار العاجلة