اعتذار على استحياء من شهداء الكرامة وابطالها واحفادهم
ويبقى السؤال ما موقف الصحيفة التي سمحت بنشر مقالته ؟
25 يونيو 2021
صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
مئة عام مضت من عمر الدولة الأردنية صمدت خلالها في مواجهة تحديات ومؤامرات جمة وسط اقليم ما زال مضطربا لكن الأبرز كانت تلك المعركة الخالدة ” معركة الكرامة ” التي احتفلنا قبل أشهر بذكراها الثالثة والخمسين والتي شهد العالم أجمع كيف كسر الجيش العربي الاردني شوكة جيش العدو المدجج بمختلف انواع الاسلحة الحديثة لتنتهي اسطور الجيش الذي لا يُقهر .
كانت المعركة الوحيدة في التاريخ الحديث التي ما زالت الأمة جمعاء تتغنى بها وحتى اطفال الأردن احفاد شهداء وابطال المعركة الخالدة يتحدثون عنها بفخار وكأنهم عايشوا الحدث وفجأة يخرج علينا كاتب مقالات ليُنكر علينا حقنا الاعتزاز بالجيش المصطفوي مصنع الرجال الرجال كابرا عن كابر .
لو كان كاتب المقال الذي غمز ولمز وأنكر علينا تلك الملحمة غشيم بتاريخ الأردن أو من دولة اخرى لأعذرناه مرغمين ورددنا عليه بالوقائع خشية تزوير التاريخ لكن ان يُقدم على ذلك شخص يعيش في الأردن ويحمل جنسيتها والذي كان قد حظي برعاية خاصة قبل نحو 22 عاما مكنته من تأسيس مركز للدراسات السياسية في العاصمة عمان واتاحت له ان يًصبح كاتب عامود في صحيفة الدستور وأن يُقدم برامج سياسية مسموعة ومرئية ولسنوات طويلة في المحطة الرسمية للاذاعة والتلفزيون فان الأمر يبقى مستغربا ومستهجنا ويشي بصورة واضحة الى ان ما اقدم عليه ليس زلة أو خطأ غير مقصود بل يشي الى انه قد سعى حين ذكر ان من قرر المعركة هو الراحل ياسر عرفات وان الإنتصار دفع عشرات الألوف الى الإنظمام لمنظمة التحرير الى محاولة طمس حقيقة الانتصار الذي سطره الجيش العربي الأردني .
من تابع تعليقات الأردنيين على منصات التواصل الإجتماعي للمس مدى الحرقة والسخط الذي انتابهم جراء تجاهله علاقة الأردن بتلك المعركة وهنا اقتبس بعض ما حملته التعليقات والمقالات الساخطة
” إقالته مطلب شعبي لأن من يحمل هذا الفكر بأكثر من مقال يحمل أجنده خاصه وخارج نطاق مصلحة الأردن العليا كلياً ولا يمكن أن يكون شريكاً في الأصلاح “
“لماذا لم يتم تكريم بطل معركة الكرامة المرحوم مشهور حديثة بمناسبة مئوية الدولة الاردنية ؟ “
” لا يمكن الدفاع عن تعمده عدم ذكر بطولات الجيش الاردني ولو تلميحاً ولا يقبل من أحد تفسير الأمر أن الرجل تحدث عن جزئية في المعركة الرجل تعمّد تهميش بطولات عيال سلامة حديثة ومتعب وزعل وعقلة “.
” الرنتاوي أنكر دور جيشنا العربي بمعركة الكرامة وانا رددت عليه بما رواه قائد الجيش مشهور الجازي رحمه الله حينها الذي قال عندما قامت القوات الإسرائيلية بالاقتحام قطعنا خطوط الاتصال مع القيادة وقررنا خوض معركة الشرف بالتنسيق مع أبطال العمل الفدائي و بعد ذلك شارك الملك ”
” حسين رحمه الله .. وزيادة بالرد على رنتاوي عمليات المقاومة من الاردن قبل العام ١٩٦٨ كانت تتم بالتنسيق بين جيشنا العربي و المقاومة الفلسطينية وهذا موثق ولا أحد يستطيع إنكاره ونقول ذلك دون خوف من أحد وهناك من عاصروا الاحداث أحياء إلى الان فاسألوهم”
ماذا نقول لأحفاد شهداء وأبطال المعركة الخالدة وماذا نقول لهم بحق سيد المعركة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه وعن قائد المعركة الراحل مشهور حديثه وكيف سيكون موقف نجله الدكتور عمر الذي تجمعه بالكاتب الان عضويتهم في اللجنة الملكية لتطوير وتحديث المنظومة السياسية وكيف سيتقبل الشعب الأردني مخرجات اللجنة واحد اعضائها يُنكر عليهم أمجاد ابائهم واجدادهم الذين سطروا ملحمة الكرامة .
الملفت ان ما اسماه بالإعتذار جاء في أخر فقرة من المقالة وبصورة توحي ان ما أثار حفيظة الأحرار كان فقط بعض التغريدات والمنشورات دون ان يحددها وليس ما قاله في المقالة وعليه فانه يعتذر .
لا اعتقد ان الأحرار كانوا بانتظار اعتذاره فالخطيئة أكبر والذي يتحمل مسؤولية النشر تبقى أولا واخيرا ادارة التحرير في الصحيفة التي اجازت نشرها ما يفرض عليها ان تُحدد موقفها من نشر المقال ومن كاتبها .