د. النجار: لا تنتظر من احد ان يصنع سعادتك..فجودة الحياة هي خيارك ومسؤوليتك
صراحة نيوز – مستشار جودة الحياة وسفير المعرفة والتسامح الاستاذ الدكتور بجامعة الامارات العربية المتحدة احمد عبد العزيز النجار خارطة طريق لصناعة السعادة الاسرية ومقومات جودة الحياة ومرتكزاتها الرئيسية وذلك خلال انعقاد الملتقى التاسع لجمعية الاجتماعيين بالتعاون مع الجمعية الاجتماعية الخليجية ضمن سلسلة من اللقاءات الشهرية والذي كان تحت عنوان “سفراء الإيجابية وجودة الحياة والسعادة في دول مجلس التعاون الخليجي”.
وقال النجار الذي يعتبر من اشهر مستشاري الاسرة وجودة الحياة في منطقة الخليج ان مفهوم السعادة يختلف من ثقافة الى اخرى، ففيما هي لدى ثقافة معينة مرتبطة بالعلاقات القريبة والقوية والثايتة، نجدها في ثقافات اخرى كاليابانية ترتكز في عيش حياة سعيدة مبنية على مفاهيم ماذا نحب؟ الهوايات التي نتقنها، المهمات المفضلة، الوظيفة، الاحتراف في العمل، والراحة.
واكد النجار والذي يعمل ايضا اختصاصي علم نفس إكلينيكي ومساعد العميد للبحث العلمي والدراسات العليا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة ان إدراك السعادة لها خطوات متدرجة على شكل سلم يبدأ بالاسس والمسلمات وينتهي بالشعور بالطمانينة، مرورا بالتفاعل الايجابي، فالاشباعات والرضا.
وكشف الدكتور النجار ان هناك اسسا للتناغم الايجابي مع الاسرة والمحيط في المجتمع، هذه الاسس تستند الى ثلاثة اسس كما بينها وهي الاسس القيمة للتناغم الايجابي وتشمل (قيم الاحترام، الثناء، التهذيب)، فيما الاسس العاطفية تشمل (الحب والرضا والامل)، واما الاسس السلوكية فتشمل قيم (التكريم، الاعتذار، والشكر)، مشيرا الى ان تناغم هذه الاسس مع بعضها البعض يشكل مفهوم السعادة الحقيقة لللاسرة.
كما عرض النجار ثلاثية محققات جودة الحياة والتي بحسب رؤيته تستند على ثلاثة محققات هي حياة ايجابية، تواصل ايجابي، وبية تعليمية ايجابية. مؤكدا ان الوصول الى مفهوم الاسرة الايجابية السعيدةوالقادرة على الاستمتاع بجودة الحياة ترتكز بشكل اساس على الاداء الجيد للوالدين للاسرة، ومستوى الرضا لدى الاطراف، والفرص المتاحة لزيادة الدخل او استقراره المناسب، الى جانب فرص التشارك بالانشطة وقت الفراغ.
وساق الدكتور النجار عدة اسهامات تطال الاسرة من التركيز على جودة الحياة الاسرية وتحديدا انها تساهم في جعل الاطفال يشعرون بالامان والمحبة مما يساعد ادمغتهم على النمو، كما يساعد في التغلب على الصعوبات في اكل الاطفال ونومهم وتعلمهم وسلوكهم، كما تكمن اهميته في انه يسهل على العائلة حل النزاعات والمشكلات، ويساعد الاسرة على احترام الاختلافات في الرأي ويطور استقلالية الاطفال، كما انه يساعد في اعطاء الاطفال المهارات التي يحتاجونها لبناء علاقات صحية خاصة بهم.
وكشف النجار عن عدة مؤشرات رئيسية يمكنها التنبوء برفاهية الاسرة ومنها، المعرفة الديناميكية، السلامة والامان، الدخل والمدخرات المالية، نمط حياة صحي، قضاء الوقت مع العائلة، توازن الحياة بين العمل والاسرة، الاهتمام بالمعاني والمفاهيم المجتمعية، سعة المنزل، الى جانب حجم رعاية الاطفال والاهتمام بهم.
واقترح الدكتور النجار عدة اليات لخلق ثقافة اسرية ايجابية تكمن في الدعم النفسي والاجتماعي، نشر الطاقة الايجابية، التحكم في الضغط والضبط، التعامل مع القدرات والاختلافات، مشاركة القصص والذكريات العائلية. بالاضافة الى شمول الجميع وعدم التفريق والاستثناء، وكذلك نوعية اجتماعات الاسرة، التشاركية في اتخاذ القرارات وحل المشاكل، التعاون بالاعمال المنزلية الى جانب اتباع اسلوب الثناء والمدح والمكافئة.
وبين ان ثمة خطوات يمكن اتباعها في التخطيط لجودة الحياة من ابرزها التخطيط الاسري وتعليم الاطفال المواطنة الصالحة والاحساس بالمسؤولية واكتساب قيم المجتمع والولاء للوطن، الى جانب التخطيط المؤسسي من خلال ممارسة القوة الناعمية وتعزيز الوعي العام. وختم النجار بقوله ان لا ننتظر من احد ان يصنع لنا السعادة، مؤكدا ان جودة الحياة هي خيارنا ومسؤوليتنا.