صراحة نيوز – استضافت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة، في مبناها بعمان، بالتعاون مع جمعية الهدف/ال هلسه، مساء الاثنين وفدا من فلسطينيي الداخل للحديث عن الشهيد رسمي عيسى الهلسة نموذجا لشهداء الأردن في فلسطين.
وبدأ السيد فايز الحوراني الذي أدار الندوة، بالتعريف عن الضيوف معبرا عن عمق العلاقة التاريخية التي تربط الأردن بفلسطين وأهلها المجاهدين، مضيفا أن الأشقاء الفلسطينيين لا يعدوا ضيوفا على الأردن بل هم بين أهلهم وأشقائهم.
بدوره قال رئيس الجمعية المهندس سمير الحباشنة، أن عمان العربية لم ولن تنسى شقيقتها القدس الجريحة رغم كل المحاولات البائسة للأبعاد بينهما، وأن الشعبين الأردني والفلسطيني غير قابلين للقسمة أو الانشطار.
مضيفا أن فلسطينيي الداخل لطالما كانوا في مقدمة الركب للدفاع عن هوية الأرض والإنسان العربي في فلسطين، رغم الانحياز الأعمى والسلوكيات العنصرية التي تمارسها دولة إسرائيل، وأنهم ما زالوا يشكلون الرقم الأصعب في المعادلة الفلسطينية وخط المواجهة الأول.
وعبر الحباشنة عن استعداد الأردن الرسمي و الشعبي لدعم القضية الفلسطينية، لا سيما والشعب الفلسطيني يضرب أمثلة يومية في الصمود والمقاومة.
كما أوضح الحباشنة مدى صلابة العلاقة بين الشعبين ومناعتها أمام الذين يحاولون تحويل القضية عن مجرها الرئيس إلى اتجاهات ثانوية غير مجدية لا للشعوب العربية ولا لقضاياهم المصيرية، بدليل وجود ضيوف من فلسطين ليتحدثوا عن شهيد عربي أردني روى فلسطين بدمه وأهداها روحه الطاهرة.
رئيس الوفد السيد واصل طه، قال أن الزيارات المتبادلة بين فلسطينيي الداخل وبين الأردنيين وباقي العرب لا تعد تطبيعا، بل هي تواصلا محمودا يبقي الروح العربية حائمة فوق ثرى فلسطين.
ووصف طه، فلسطيني الداخل بأنهم حراس الوطن، منتظرين عودة فلسطينيي الشتات إلى أرضهم العربية.
وروى طه، قصصا من سيرة البطل الهلسه، الذي عرف حركيا باسم “راسم”، مبينا دوره في الذود عن الأرض العربية أمام عصابات الحركة الصهيونية التي لم تفرق بين البشر والحجر إبان استيلائها على فلسطين.
ومن ضمن القصص التي رواها طه، معركة “كفر كنه” التي دارت رحاها بين كتيبة “البرق” الصهيونية والتي تعد نواة الأساسية للواء النخبة الإسرائيلي “غولاني”، وبين الثوار الذين تقدمهم الشهيد “راسم” ملحقين بالقوة المهاجمة خسائر فادحة باعتراف الوثائق الإسرائيلية، التي عدتها أول هزيمة لقوات النخبة على يد الثوار بحضور ابن الأردن الشهيد رسمي الهلسة.
وفي قصة أخرى رواها طه، عن معركة “الصبيح” الذي اختير الشهيد “راسم” فيها قائدا للمجموعة الثوار الذين نصبوا كمينا لعصابات الصهاينة الذين خسروا ثلث قوتهم في المعركة التي استمرت ثلاث أيام من بينهم ابن رئيس دولة إسرائيل الثانية.
وختم طه حديثه بأن الفلسطينيين الذين صمدوا بعد عام 1948 وعددهم 155 ألف عربي، أصبحوا اليوم مليون ونصف المليون عربي على ثرى التراب الفلسطيني، مؤكدا أنهم صامدون رغم كل محاولات وضغوط المؤسسة الإسرائيلية عليهم.
وعى هامش حفل التكريم قال عضو الهيئة الإدارية في “الجمعية الأردنية”، المحامي صالح الداؤد، أن هذه الفعالية تزامنت مع الوقت الذي يكثر فيه “الهرج والمرج” حول العلاقة الأردنية الفلسطينية لقطع الطريق على شذاذ الآفاق الذين يحاولون النيل من الأردن وفلسطين لمصالح ضيقة ولكسب “شعبويات” وهمية.
وأضاف الداؤد “ليس الصدفة هي العامل الوحيد في الرد على هذه الفتن”، موضحا “الفعاليات التي تقام بشكل يومي في الندوات والحوارات الثقافية والسياسية تؤكد على عمق العلاقة وعلى أهمية فلسطين كقضية مركزية في وجدان الأردنيين”.
وفي نهاية التكريم قدمت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة، دروعا إلى الوفد العربي وإلى عائلة الشهيد الذي تسلمه عنهم ابن الشهيد رسمي الهلسة.
وأقامت جمعية الهدف/ال هلسة، عشاء تكريميا على شرف الوفد برعاية وزير الاشغال سامي هلسة في قاعة النادي الأرثوذكسي.