صراحة نيوز – اختتم سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، زيارة عمل إلى مدريد التقى خلالها الملك فيليب السادس، ملك إسبانيا وشارك في عدد من الندوات واللقاءات المختلفة.
وخلال الاحتفال الذي أقامته الأكاديمية الملكية الإسبانية للتاريخ بمناسبة تسمية سموه عضوا مراسلا في الأكاديمية، قال سموه أنه كان للفكر العربي والعرب حضور بارز في شبه الجزيرة الأيبيرية لا ينفصل عن ماضيها وحاضرها بما يجمع العالمين من روابط تاريخية: إنسانية وثقافية وسياسية واقتصادية.
وأضاف سموه أن التشابه العميق بين الثقافتين يؤكد بأن الثقافات تتجاوز الحدود وتتخطى الحواجز، فهي في تواصل مستمر وتطور دائم منفتح على الحوار التفاعلي والتلاقي بما يضمن الحفاظ على التمايز.
وأكد سموه الحاجة إلى تعزيز العمل الثقافي والأكاديمي بين العالمين العربي والأيبريي-اللاتيني والتعاون الفكري الذي يثري التفاعل الحضاري فيما بيننا ويؤدي إلى تعميق الفهم التحليلي المقارن لنظرتنا لبعضنا البعض والأمور المشتركة التي تجمع بيننا.
وفي كلمته التي ألقاها في ندوة خاصة نظمتها مؤسسة “البيت العربي” في مدريد، بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإسبانية وعدد من السياسيين والدبلوماسيين والأكاديميين، دعا سموه إلى التركيز على كرامة الإنسان وصياغة السياسات التي تركز على الإنسان؛ مؤكدا إن تحديد القيم المشتركة التي يمكن من خلالها بناء إطار أخلاقي للتضامن الإنساني لا بد أن ينسجم مع الزمان والمكان، من أجل توافق آراء أوسع نطاقا حول معنى الإنسانية.
ونوه سموه إلى الحاجة إلى الانطلاق من الإشراق نحو التنوير في إطار حديثنا عن درب الأفكار وأن نعمل معا، في منطقة حوض الأبيض المتوسط، على تعزيز مفاهيم الحوار واحترام وفهم الآخر واحتياجاته الإنسانية والعمل على بناء المشتركات الخلاّقة بنظرة استشرافية.
وأكد سموه الحاجة إلى تعزيز مفهوم “التراث الإنساني المشترك” المستند إلى التعددية الدينية والثقافية والقيم المشتركة، مشيرًا إلى التشابه بين العمارة والفسيفساء في مسجد قرطبة الكبير وقبة الصخرة، ما يؤكد الحاجة إلى إيجاد آليات مشتركة لإدارة الفضاء الديني بعيدا عن السياسة.
والتقى سموه خلال الزيارة بمدير وفريق عمل وخبراء منظمة أبيرتيس الإسبانية حيث تناول اللقاء مواضيع تتعلق بالشباب والعمل المجتمعي والبيئي وخاصة المياه وبحث سبل التعاون والمشاريع المشتركة.
كما زار سموه المركز الثقافي الإسباني في مدريد استمع خلالها إلى الأنشطة التي يقوم بها المركز في إسبانيا والشرق الأوسط اللغوية والثقافية وبخاصة حفظ التراث.
وأشار سموه إلى أهمية دراسة اللغات في تعزيز التفاهم والتناغم بين الثقافات المختلفة وبناء الجسور؛ مشيرا إلى مبادرة الديوان العربي الايبيري اللاتيني للفكر والثقافة الذي تم إطلاقه في عمان عام 2017 كمنبر لتعزيز الحوار بين العالم العربي والأيبيري-اللاتيني والتعاون على المستوى الأكاديمي والاجتماعي والثقافي.