عمان – صراحة نيوز – قال سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي إن تحقيق التضامن العربي يجب أن يستند إلى قاعدة معرفية موضوعية تشكل الأساس لصياغة السياسات المستدامة عبر برامج وأولويات واضحة.
وأكد سموه خلال ندوة “التضــامن العربيّ وإدارة الأزمات: رؤية مستقبلية” التي نظمها المنتدى مؤخرا بمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والاقتصادية والريادية والأكاديمية من دول عربية، أن ما تمر به المنطقة من عوامل الانفصال والانقسام والحروب يتطلب توافقا في الرؤى حول الحاجة الملحة للعمل في إطار التصدي للأزمات التي تشهدها المنطقة والإقليم.
ودعا سموه إلى التفكير في بناء جديد للمشرق العربي وبلاد الشام يقوم على مبدأ الاستقلال المتكافل ضمن موضوعات وأولويات مشتركة تحترم السيادة الوطنية لكل دولة في إطار وحدة عضوية اقتصادية وهوية عربية جامعة تؤكد القواسم المشتركة بيننا؛ مؤكدا الحاجة إلى تأسيس مجلس اقتصادي اجتماعي للمنطقة.
وأكد سموه أهمية إطلاق الحرية للعقل وابتكار أنماط للتفكير والعمل والسلوك من أجل تحقيق حركة نهوض وتطوير ومعرفة في المجالات كافة تستند إلى الحوار الموضوعي الهادف.
وفيما يتعلق بالقدس، لفت سموه إلى الدور المحوري للأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من خلال الوصاية الهاشمية عليها.
ودعا سموه إلى إيجاد آليات تنفيذية تحمي الفضاء الديني والمصلين من أي انتهاكات واعتداءات، وإلى إنشاء مؤسسة إنمائية للمدينة المقدسة تحيي الأمل في نفوس أبنائها وتعزز صمودهم في المدينة المقدسة.
بدوره، قال أمين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور إن هذه الندوة “تركز على القيم التي تجمعنا وعلى المشتركات التي تصون التضامن العربي حاضراً ومستقبلاً، وهو ما نستلهمه من مبادئ نهوض عربي جديد يشمل كل مقومات الكيان والهوية العربية، وجعل التنوعِ داخلها مصدر إغناء لا مصدر تدمير وإتلاف، من خلال مفهوم جامع للعروبة واحترام الخصوصيات والهويات الفرعية، ونهوض شامل يقوم على أساس المواطنة المتكافئة والمشاركة الجماعية في جهود الإصلاح والبناء”.
ودعا المشاركون، في ختام الندوة، إلى استثمار رأس المال الإنساني وبخاصة الشباب، وإدراج قضايا الفقر والبطالة بوصفها قضايا ذات أولوية، واستثمار التمويل الإسلامي لتوفير الحلول لعجز التمويل العالمي في القضايا الإنسانية.
كما دعوا إلى تشكيل مجلس حكماء عرب ووحدة لدراسات السلم وإدارة الأزمات تحت مظلة منتدى الفكر العربي، وتبنّي استراتيجيات جديدة في تعزيز ومساندة الحقوق العربية والإسلاميّة في القدس، والدفع باتجاه أن تتحوّل الأوقاف إلى آلية إنمائية لخدمة المقدسيين، وحماية الفضاء الديني لمختلف الطوائف، وتقديم نموذج إسلامي متنوّع ومستقرّ للتعايش مع الغرب، وفق قيم التسامح وقبول الآخر.
ودعوا إلى استثمار الفرص، وتوفير الشروط الموضوعية لتجميع الإمكانات، وتصحيح المسارات، وتعزيز المصالح العربيّة المشتركة، التي هي مصالح الشعوب العربيّة أولاً وآخرًا، للحفاظ على وحدة الأمّة وبقائها، وذلك بتطويق الخلافات وفض النزاعات بالطرق السلمية.
وأكد المشاركون ضرورة استنهاض الإمكانات المتوفرة في التّخطيط للمستقبل، واعتماد الحوار نهجاً للتوافق بما يخدم المصالح العربيَّة، في ضوء الضبابيّة الّتي تغلِّف المشهد العربيّ، وبروز أجندات ومشاريع إقليمية ودولية تسعى إلى رسم خريطة جديدة للمنطقة العربيَّة.
ودعوا إلى عقلنة الخطاب العربي الإسلامي، وفتح حوارات مع تيار الاعتدال والتنوير في العالم الإسلامي، من أجل تعزيز المشاركة السياسية والثقافية، لبناء قواعد فهم وتفاهم مشترك لمختلف القضايا التي تهم الوطن العربي والعالم الإسلامي.
وهدفت النَّدوة الحوارية إلى تشخيص مختلف أبعاد الأزمات الرّاهنة في الواقع العربيّ المعاصر، وانعكاساتها على إمكانات التضامن والنهوض وتحقيق مصلحة الأمّة في الحفاظ على كيانها ومكتسبات شعوبها.