صراحة نيوز – أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس معهد غرب آسيا وشمال افريقيا، أهمية اعتماد النظم المتداخلة لصياغة السياسات طويلة الأمد المتعلقة بالأمن الغذائي، وذلك من خلال ربط موضوع الأمن الغذائي بالمياه والطاقة والزراعة والاستخدام المستدام للموارد.
وجدد سموه الدعوة إلى إيجاد مجلس اقتصادي واجتماعي إقليمي يمثل الفكر الجامع، لتوحيد الإجراءات وتحقيق التضامن متعدد الأطراف، مع ضرورة توجيه الدعم الأساسي له كصوت نابع من الإقليم، لافتاً إلى أن التضامن يُحقق البقاء.
جاء ذلك خلال ندوة عقدتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) تحت عنوان “إعادة تصور الأمن الغذائي في المنطقة العربية في مرحلة ما بعد كوفيد-19” والتي أُقيمت عبر تقنية الاتصال عن بُعد، أمس الأول بحضور عدد من الخبراء والباحثين في موضوع الأمن الغذائي.
وقال سموه خلال الندوة “إذا أردنا للعام 2021 أن يؤدي إلى نتائج لا بد من إدامة وتفسير وصيانة الأولويات”، مؤكدا أن الاستثمار الأساسي هو الاستثمار في الرأس المال البشري لدرء الأذى وإبعاد الخوف.
ونوه سمو الأمير إلى أن ثلثي الأشخاص المتأثرين بالجوع يعيشون في بلدان متأثرة بالنزاعات أدت إلى إضعاف البنية التحتية الانتاجية وعطلت سلاسل القيمة الغذائية والى التخلي عن الأراضي الزراعية بسبب الأضرار أو نزوح السكان.
وحول الجهود البحثية في مجال الأمن الغذائي، لفت سموه إلى ضرورة استنهاض العملية الزراعية والبحثية، مشيراً إلى أن “الأرقام لا تصنع المستقبل ولكن الإنسان وكرامته هي الضمان لمستقبل كريم”.
من جانبها، أشارت الأمينة التنفيذية للإسكوا، الدكتورة رولا دشتي، الى أهمية الأمن الغذائي وارتباطه الوطيد مع الأمن الإنساني والعدالة الاجتماعية والاقتصاد الأخضر، متوقعة ازدياد وتفاقم مشكلة الأمن الغذائي في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام مع تأثيرات جائحة كورونا.
وقال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعة الدكتور ابراهيم الدُخيري، في كلمة له إن “التحول في إطار الأمن الغذائي العربي يحتاج الى تحول هيكلي في النهج التنموي”، مشيراً إلى أن أهم القضايا في التحول تحتاج الى ابتكار وتعاون وتضامن وتنسيق.
أستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة الخليج الدكتور وليد زُباري، أشار خلال مشاركته إلى الحاجة لتوظيف البحث العلمي والتطوير واشراك القطاع الخاص في الوطن العربي لحل مشاكل الزراعة والمياه، مؤكداً أن حوكمة الغداء تحتاج الى تنسيق وتعاون بين مختلف المؤسسات المعنية بشكل مباشر وغير مباشر بمفهوم الامن الغذائي.
كبير العلماء في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الدكتورة اسمهان الوافي، أشارت في كلمتها إلى ضرورة استخدام التكنولوجيا في الأمن الغذائي، منوهة إلى أن الاستثمار بالعلوم والتكنولوجيا وربط العلوم بالسياسات أصبحت ضرورة قسوة.
من جهتها، أوضحت ريم النجداوي من مجموعة تغير المناخ والموارد الطبيعية المستدامة “الاسكوا”، عمل المنظمة بجمع المعلومات وتحويلها الى بيانات ومعايير وعرضها بطريقة مبسطة ومفهومة لمساعدة أصحاب القرار بصنع وتعديل السياسات.
وكانت الدكتورة ميساء يوسف من منظمة “الإسكوا”، والمؤلفة الرئيسة للتقرير العربي للتنمية المستدامة 2020، استعرضت النتائج الرئيسية للتقرير مع الإضاءة على الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالقضاء على الجوع.
يذكر أن هذه الندوة هي الرابعة من نوعها وتأتي ضمن حوارات متعددة تطلقها منظمة (الإسكوا) حول التنمية المستدامة في المنطقة العربية. بترا