صراحة نيوز – رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، في المركز الثقافي الملكي مساء امس الاثنين حفل إطلاق الموسوعة الفلسطينية للدكتور محمد هاشم غوشة.
وقال سمو الأمير الحسن بن طلال خلال الحفل الذي نظمه منتدى الفكر العربي بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية، ان هذه “الموسوعة خرجت إلى حيز النور بشكل يليق بالقدس”، مضيفا أن من الطبيعي أن ينطلق هذا العمل بخصوص فلسطين من الأردن.
وأكد سموه أن العمل في سبيل “إثبات عروبة أرض فلسطين يتوج بالجهد الفكري والثقافي الأصيل ليقول بلغة واضحة لا جدال حولها أن فلسطين عربية ولها أصل وشعب يعرف باسمها ولهم تاريخ طويل حافل”، معربا سموه عن أمله في “توفر الإرادة الكفيلة بأن توصلنا إلى هوية مشتركة تستند إلى أرضية مشتركة، وضرورة أن نمتلك الأفكار التي تمكننا من تعزيز القيم إذا ما أردنا للسياسة أن تدار لفائدة الشعوب وكرامة الإنسان”.
وختم سموه بالقول انه “لا بد من الاعتراف أن هناك ثراء عظيما في التنوع والتعدد في المجتمع والذي يمكن النظر إليه كغاية نبيلة ويجب أن لا يكون سببا للفرقة، بل يتعين أن يكون أساسا لنشأة رابطة شعوب متكاملة ومتجانسة”.
من جهته قال مؤلف الموسوعة محمد غوشة، انه بدأ العمل لإنجاز الموسوعة منذ العام 2006 وزار خلال لهذه الغاية مكتبات وأراشيف ومتاحف ومدنا فلسطينية، واستعان بمصادر أولية وخرائط وصور ورسومات عن حياة الشعب الفلسطيني العامة حتى استطاع إنجاز هذه الموسوعة، مشيرا الى أن الموسوعة مكونة من 24 مجلدا باللغة الإنجليزية وسبعة آلاف صفحة علمية دقيقة، “تسافر عبر إرث الأجداد الممتد لأربعة قرون لرصد مناحي حياة الفلسطينيين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها”.
بدورها قالت المؤرخة الدكتورة هند أبو الشعر اننا “في احتفالية استثنائية لإطلاق هذه الموسوعة التي انجزت بعمل فردي وبجهود حثيثة لم تتوقف، وصدرت بطريقة حضارية تواكب العصر الحالي والقادم، عصر الصور مع كتابة تعليق يختصر الكثير من الحديث”.
وبينت أبو الشعر ان إصدار وإنجاز مثل هذه الموسوعة “يحتاج لمؤسسات وفرق بحثية كثيرة إلا ان مؤلفها أصدرها وحده وبجهد شخصي، حيث استطاع المؤلف جمع 40 ألف صورة وزار 400 أرشيف محلي وعربي وعالمي، مضيفة إن هذه الموسوعة ستحمي الأرشيف المقدسي.
وأشارت إلى أن هذه الموسوعة استكملت جهود المؤرخين السابقين وأن المؤلف زاد على عملهم باستخدامه الآلاف من الصور، واستعانته بمصادر متنوعة، لذلك غطت الموسوعة ووازنت بين كافة المحاور والأحداث.
وقال خليل العسلي، أحد أعضاء الوفد المقدسي الضيف الذي جاء لحضور الحفل، “جئنا لنكون شاهدين على إنجاز المؤرخ غوشة والحامل لراية القدس، حيث جاء هذا الإنجاز بعد مشقة طويلة، في جهد لضحد محاولات طمس الهوية الفلسطينية ومعالم القدس.
وعرض خلال الحفل ثلاثة أفلام لخصت محتوى الموسوعة، وبينت التاريخ الحضاري والثقافي والفكري والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني وركزت على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين والقدس.
يشار إلى أن غوشة المقدسي، حاز على العديد من الأوسمة والجوائز العربية والعالمية، ودخل موسوعة جينيس عام 1987 وكان عمره 15 سنة كأصغر مؤرخ بالعالم، وقدم عدة محاضرات، وشارك في ورشات ومؤتمرات عديدة، وله عدة مؤلفات منشورة جلها ركزت على الدراسات المعمقة عن فلسطين والقدس.