صراحة نيوز – دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، إلى تأسيس مرصد متخصص بالشؤون الفلسطينية، يعمل عليه فريق من الشباب العربي لإبراز ما يحدث في فلسطين من أحداث ووقائع ويسهم في إيجاد حالة متقدمة من التفاعل مع التحديات الحقيقية التي تواجه الفلسطينيين وتعزيز صمودهم.
وقال سموه خلال الحلقة النقاشية “مستقبل القضية الفلسطينية في إطار المشرق العربي”، إن الأردن لم يدخر جهدا في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ترابه الوطني، وذلك منذ عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه وحتى الآن، مشيرا سموه إلى التضحيات التي قدمها الأردن وثوابت مواقفه الأصيلة في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأضاف سموه: إذا نظرنا للماضي كمقدمة للمستقبل فعلينا أن نفكر كيف نؤمن للأجيال القادمة مستقبلا يستند على أرضية صلبة متفائلة وسليمة، مضيفا أنه عندما نتحدث عن المشرق العربي لا بد من التأكيد على أهمية التكامل بين دول الإقليم لإيجاد عوامل مشتركة والتصدي للتحديات المتشابكة المتمثلة بندرة المياه ونقص الطاقة وموجات اللجوء والنزوح البشري غير المسبوقة.
وتحدثت الدكتورة هند أبو الشعر عن ارتباط الأردن وفلسطين بمصير واحد عبر التاريخ منذ العصور القديمة، حيث تشاركت أراضي الأردن وفلسطين بوحدة إدارية واحدة ساهمت في توحيد الإدارة والسكان، وكان السكان يرتبطون بعلاقات قائمة على المصاهرة والتجارة اليومية، مشيرة إلى أن تجربة وحدة الضفتين من أوائل حركات الوحدة العربية، التي تستحق الدراسة.
وأكدت الدكتورة نادية سعد الدين أن مرتكزات العلاقة الأردنية الفلسطينية اليوم تنطلق من ثوابت الإرث الحضاري والامتداد التاريخي المشترك ووحدة الموقف السياسي المستند إلى “حل الدولتين”، والقاضي بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود العام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، مضيفة أن المتغيرات في المشهد الإقليمي العربي والدولي يقتضي استمرار التنسيق والتعاون الأردني – الفلسطيني للتصدي للمشروع الإسرائيلي، كما يستدعي فلسطينياً؛ وضع استراتيجية وطنية موحدة لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، وترتيب البيت الداخلي.
وحول مقومات العلاقة المستقبلية الأردنية الفلسطينية ومحدداتها، أكد الدكتور جواد العناني أن الأردنيين والفلسطينيين داخل الأردن وخارجه مرتبطان مع بعضهما ارتباطا وثيقا، وأن أي علاقة مستقبلية بين الأردن وفلسطين بما فيها الضفة الغربية تتطلب اعترافا بضرورة الرجوع تدريجيا إلى معـادلات وصيغ الإدارة العامة التي اتفق عليها في صيغة اتحاد الضفتين ليشكلا المملكة الأردنيّة الهاشمية عام 1949-1950.
وأشار الدكتور عبد الحسين شعبان، من العراق، في محور القدس والمعركة الدبلوماسية والثقافية، إلى أن المعركة الدبلوماسية ووجهها القانوني ظلت بعيدة عن الاهتمام المطلوب، كما لم تولَ المعركة الثقافية الأهمية التي تستحقها، وكلاهما يمثلان جانبا حضاريا وسلميا كجزء من “دبلوماسية القوة الناعمة” التي على العرب ومناصريهم استخدامها لما لها من انعكاسات على الجوانب الاقتصادية والتجارية. وفيما يتعلق بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، دعا الدكتور شعبان إلى التحرك على الصعيد الثقافي لتعزيز الحقوق العربية الفلسطينية فيما يتعلق بالمقدسات.
وتحدث الدكتور هشام الخطيب عن التحديات التي تواجهها مدينة القدس وسكانها العرب الذين يتمتعون بحقوق الإقامة الدائمة والبلدية دون الحقوق السياسية ـ ويشكل الصمود العربي المقدسي مشكلة جذرية للاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية، داعيا إلى تعزيز صمود المقدسيين في القدس ودعم الرعاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وزيادة التواصل مع القدس الشرقية ثقافياً واجتماعياً وتشجيع الوجود العربي فيها.
وتناول الدكتور محمد غوشة مشروع مركز الحسن بن طلال لدراسات القدس، الذي يُؤمل أن يرى النور في الفترة المقبلة برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، مؤكدا أهمية الدور الحضاري والأكاديمي الذي سيؤديه هذا المركز عند تأسيسه، والذي يستهدف الباحثين لمرحلة ما بعد الدكتوراه، ويعنى بتوثيق القدس في الفترات الإسلامية وتشجيع البحث العلمي عن القدس، من أجل إبراز الدور الحضاري والفكري للقدس الشريف ومكانتها الروحية والدينية والتاريخية.
بدوره أكد الدكتور إبراهيم بدران، في محور اللاجئين، أن الموقف الأردني كان دائما داعما لحقوق اللاجئين كاملة واستمرار الأونروا وحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم على ترابهم الوطني، لافتا إلى أن حقوق اللاجئين لا تسقط بالتقادم ولا يستطيع أحد أن ينوب عن اللاجئين بالتنازل عن حقوقهم في العودة إلى ديارهم أو التعويض إذا رغبوا حتى لو تغيرت السيادة على الأرض لأن نص القرار رقم 194 لسنة 1949 في المادة 11 يشير إلى عودة اللاجئين إلى ديارهم أو تعويض من لا يرغب بالعودة.
وتحدث الدكتور منذر حدادين عن عدم التزام اسرائيل بالعهود التي تنص عليها الاتفاقات مع الأردن وبخاصة في موضوعي المياه والبيئة، مثلما أن إسرائيل تغتصب حصص المياه السطحية والجوفية التي تخص الفلسطينيين ودولا عربية أخرى، لافتا الى انعدام التنسيق في موضوع البيئة.
وكان الدكتور محمد أبو حمور أمين عام منتدى الفكر العربي قد رحب بالمشاركين في بداية اللقاء، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما تزال قضية العرب المركزية، وقضية الشرق الأوسط؛ بل العالم، بأبعادها المختلفة، إلا أن معادلات (الحل) في الأفق المنظور لا يبدو أنها تراعي أيا من تلك الأبعاد أو الحقوق الفلسطينية والعربية.