صراحة نيوز – قال سمو الأمير الحسن بن طلال: إن دراسة الآثار والتاريخ تذكرنا بأصالتنا والمشتركات فيما بيننا حيث أن هناك حضارة إنسانية واحدة وثقافات متعددة ذات مكونات متنوعة.
وخلال الجلسة الحوارية الخاصة التي عقدت ضمن أعمال المؤتمر الدولي الرابع عشر لتاريخ وآثار الأردن في مدينة فلورنسا الإيطالية بعنوان “أثر الأزمات على ثقافة وحركة الإنسان ونتاجه الحضاري حول تاريخ وآثار الأردن، أكد سموه أهمية الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان حيث يمكن للثقافات والمجتمعات ان تزدهر وتتطور عبر التفاعل البناء المبني على تعزيز الكرامة الإنسانية والمواطنة الحاضنة للتنوع.
وأشار سموه إلى أهمية التكامل بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومي والتواصل الحقيقي بينها وبين المجتمعات من اجل تحقيق حياة أفضل بما يضمن كرامة الإنسان وتأمين احتياجاته الأساسية؛ مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية دور الإعلام في التحقق من المعلومات ونشرها بصورة موضوعية.
ودعا سموه الى بناء قدرات المؤسسات في الإقليم لكي تسهم في حماية التراث الحضاري والإنساني، وبخاصة حماية المواقع الدينية ذات القيمة الروحية والمعنوية، مؤكدا ضرورة المحافظة على مكنونات التراث العالمي، وجعلها جزءا من الاستراتيجيات الوطنية للتطوير والتعاون الإقليمي والدولي.
وأشاد سموه بدور خبراء الآثار الأردنيين في الحفاظ على التراث في العديد من دول المنطقة بما في ذلك جهود الأردن في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وتحدث رئيس إقليم توسكانا يوجيني جياني عن أهمية التعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والحاجة إلى الفكر النيّر والتنوع وتعزيز العمل الإنساني.
ودعا إلى مزيد من التعاون بين إيطاليا، وبخاصة فلورنسا، وبلاد الشام في المجال الأكاديمي وتبادل الباحثين والطلاب.
وتحدث السفير الإيطالي في عمان فابيو كاسيسي عن التعاون الإيطالي الأردني في مجال الحفاظ على التراث والنتائج المثمرة المنبثقة عن هذا التعاون، مشيرا إلى أهمية احترام التعددية وتعزيز الفهم المشترك بين الشعوب، مشيدا بالجهود التي يقوم بها الأردن من أجل تدعيم الاستقرار في المنطقة.
وقال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر البروفسور غيدو فانيني: إن المؤتمر تطرق إلى أهمية تطوير منهجيات استراتيجيات جديدة في مجال الآثار والحفاظ على التراث، وأن الأزمات تدعونا للعمل معا من أجل منهج ثقافي جديد في الإقليم يتخطى الأزمات ويسهم في معرفة تراث الآخر.
وتطرقت نائب رئيس جامعة فلورنسا للتعاون الدولي البروفسورة ميريلا لودا، إلى أهمية التنسيق بين الجهات المعنية بالحفاظ على التراث وأهمية المعرفة والبحث العلمي في دعم المشاريع والبرامج المختلفة في هذا الإطار.