صراحة نيوز – بقلم رامز ابويوسف
في تاريخنا العربي و الإسلامي الكثير من نماذج حجاب الملوك والخلفاء وكلهم نماذج مختلفة يقربون ويبعدون الناس عن ملوكهم حسب أهوائهم وأمزجتهم وعلاقتهم بالناس والمقامات إلا في عصرنا الحديث والذي رأينا فيه حسب نظامنا الملكي حفظه الله وأدام عزه أن هناك حاجبا للملك يسمى رئيسا للديوان الملكي وهو الذي يتولى مهمة قضايا الناس وهمومهم ومتابعة مبادرات الملك الهاشمي مع شعبه وهنا تقلب على هذا الموقع العديد من الشخصيات و القيادات السياسية والعسكرية ومنها من حظي برضى نسبي من الشعب والملك ومنها من تعامل مع المنصب بتعالي فقرب من شاء وأبعد من شاء إلا من فترة وجيزة عندما تولى منصب رئيس الديوان الملكي يوسف باشا العيسوي الرجل الرزين والعسكري الوفي لقائده ولوطنه العادل في نظرته ونظره للأردنيين وعلاقتهم بالملك ومحبتهم للهاشميين وتعلمهم للخلق والإخلاص للوطن من الملك المؤسس عبد الله الأول حتى الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين حماه الله وسدد على طريق الخير خطاه .
فجمع الباشا العيسوي في شخصيته بين العسكري الوفي الذي يحبه الأردنيين ويرون فيه تاريخ البناء والتأسيس في العهد الصعب الذي شهدته المملكة في بداياتها وبين الحاجب العادل في عهد الإزدهار الذي يعيشه الشعب الأردني في علاقتهم بديوان الملك حيث العدالة والباب المفتوح لكل سائل عن حاجة .
فالأردنيين ترقص فرحا قلوبهم كلما رأو الملك بحاجة أو بدونها فيزعجهم أن يأتي من يتلاعب بهذه العلاقة والفرحة من الحجاب الذين يتقلبون على رئاسة ديوان الملك والذي يسميه الهاشميين بيت الأردنيين جميعا وهنا تكمن المحبة والرضى الكبيرين الذين يكنهما الشعب الأردني للباشا العيسوي صاحب الشيب الذي شاب في محبة الأردن والهاشميين فبادلوه حجم المحبة والرضى حيث الوفاء والإخلاص في هذا الشيب الكريم قدره الأردنيين بكل أطيافهم وأديانهم وأعراقهم فكانت الصورة الملحمية الجميلة في علاقة الشعب والملك والتي رسمها الحاجب الأمين يوسف باشا العيسوي الجسر المتين بين الأردني وملكه وبين الشعب وديوان الهاشميين الذين لم يتواروا يوما عن الوقوف عند حاجات شعبهم فلم ينهروا سائلا أو يردوا محروما .
يوسف باشا العيسوي من النماذج التي ستكتب بدفاتر التاريخ حول الصورة الغير مسبوقة التي رسمها في علاقة الملك بالشعب .