صراحة نيوز – كتب احمد البدادوة
إن قيمة أي تحليل لا تكمن في الوقائع الحاصلة التي تقوم بها اي مؤسسة ونفس الشيئ ينطبق على الديوان الملكي، فأذا ما تعلق الموضوع بالديوان وتحليل وقائعه فالتحليل لا يكمن بما يقوم به من وقائع وحصرها وتعدادها، لان الكل يعرفها وبريقها يراه الجميع، انما تكمن في التي لم تحدث او حدثت ولم يطلع عليها الاغلبية، وهذا ما نسميه بالمعلومة، وهو ما يجب ان يعلمه الجميع من خلال اهمية الديوان الملكي ودوره الفعال ضمن العملية الإصلاحية واغاثة الناس ورص الصفوف وتحمله لكثير من القضايا الوطنية وبتوجيهات مباشرة من لدن جلالة الملك حفظه الله ورعاه، فمن يدعي انه لا يرى الشمس في وقت الظهيرة فهذا لا يعني أن ينكر وجودها فهي حقيقة وانكارها ضلالة وجحود . وأول ما نود التذكير به هو أن الأصلاح كما تعلمون ومحاربة الفساد بأشكاله مفتاح السلم الإجتماعي والاستقرار والنجاح في مختلف القضايا الوطنية، وهو ما انتهجه الحكم الهاشمي في مسيرته منذ تأسيس الإمارة عام 1921 الى وقتنا الحالي .
فعندما استقل الاردن استقلالا تاما بقيام دولة عربية اسلامية أردنية هاشمية في إطار ملكي عربي هاشمي سني أصيل قائم على الكتاب والسنة النبوية والعدل والمساواة والتعاون على البر والتقوى، وكيف أصبح تاريخ الاستقلال مبدأ السيادة الهاشمية الذي اختار الشعب أن يكون العرش الهاشمي رمزا لها، فان تفعيل هذا المنهج وتنزيل التوجيهات والخطابات الملكية فيه على ارض الواقع تحتاج الى دراية وجهد بتماشى مع تكييف الاوضاع بعكس ما يتصوره الكثير، وهو ما نحج به رئيس الديوان الحالي السيد يوسف العيسوي بتنزيل هذه التوجهيات والخطابات والتعليمات الملكية على ارض الواقع، وهي ارادة ملكية قوية وعزم ملكي سديد ليس بالسهل كما يتصوره البعض ضمن المنهج الهاشمي، فهي الطريق التي سار عليها الملوك الهاشميين منذ تاسيس الأمارة كما اشرنا الى يومنا هذا، ارادة لا يحيد عنها الا جاحد لوطنه وخائن لثوابته، وهذه السيادة عملت جميع الدول على ترسيخها والدفاع عنها الى جانب الشعب الاردني كأثمن ما يعتز به هذا الشعب بما تشكله هذه السيادة من عامل مهم وحساس في الاستقرار وحفظ كرامة الانسان ونشر السلام .
ولما كنا نكتب عن الأوضاع بجرأة شديدة ونتصدى للفساد بقوة، فذلك لأننا نعلم كما يعلمه الجميع وبتوجيهات ملكية سامية بان الديوان الملكي هو داعم باستمرار للسياسات الحكيمة والقرارات السديدة والتدبير السليم بما يترتب عليه اولا واخيرا مصلحة الوطن والمواطن وتحسين وضعه بشكل عام، ومن بينها وابرزها اهتمام جلالة الملك ومنذ اعتلاءه عرش أسلافه الميامين على تنقية المؤسسات في الدولة من كل الانتهازيين وكل من كان يستغل قربه من الملك او يستغل نفوذه، ومن السياسات الحكيمة ايضا اختيار الرجال الوطنيين على اعلى مستوى من الكفاءات والدراية والخبرة، رجال مشهود لهم بالنزاهة والخبرة العالية في ادارة المؤسسات والتجرد، اناس يلتزمون بما رسمه لهم الدستور من صلاحيات في اطار المؤسسة الملكية ويحترمون الجميع ولا يتدخلون باختصاصات اي مؤسسة حكومية او مدنية إلا بما هو مسموح لهم قانونيا، ويؤمنون بأن الوطنية هي تغليب مصلحة الوطن والمواطن وجعلها فوق كل اعتبار بعيدا عن منطق الولاءات والمحسوبية .
وعندما توضح للجميع خبرة وقدرات الديوان الملكي ودوره واهتمامه بالعديد من قضايا المواطنين وسبق ان اشرنا اليها في مقالات سابقة، وكيف يعمل جاهدا لصيانة كرامة الانسان ودوره ومساهمته بتضميد الجراح وسعيه لتحسين مستوى معيشة المواطن والعيش الكريم والتلاحم مع الشعب بحيث اصبحت سنة حميدة جعلت هذا التلاحم قوي بين الشعب والعرش وهو سر قوة المملكة والصخرة التي تنكسر عليها احلام الكارهين، ندرك حينها تأكيد الديوان الملكي ودأبه بتغليب مصلحة الوطن والمواطن وجعلها فوق كل اعتبار .
لكن للمنطق والاسترسال العقلي بما نكتب ثقة تجبرنا على الخوض في غياهب المستقبل .
فعندما نتابع حملات تخرج من البعض على مواقع التواصل الاجتماعي وغالبيتهم من الجهلة معتقدين انهم في الطريق الصحيح، سباب وشتائم واتهامات، واخرون يتفنون بسب الاوضاع العامة دون وازع ديني او اخلاقي فالكارثة عندما نرى هذه المواقع وما تحمله من مغالطات وترويج للأكاذيب وفبركة الفيديوهات والصور ومصطلحات مستهلكة، والأخطر غالبية المحتويات الأخرى تفاهات قد تخلق جيلا مشوها تربويا ووطنيا وأخلاقيا، دون حسيب او رقيب، هنا نتحسر ليس على مصير الاردن فهو بخير من الله، ولكن على فكر المواطنين وجعله قابلا لاستهلاك ما يسمعون فقط ، وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال نفسه ؟ لماذا كل هذه الحملات المغرضة على تراب الوطن ومؤسساته خاصة الديوان الملكي واقحامه بكل شيئ، مع عجز احزابنا السياسية وتنظيمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام في تاطيرهم .
عشرات الاحزاب السياسية وعشرات الجمعيات والعشرات من وسائل الاعلام والنتيجة اننا نجد غياب شبه تام للنخب منها والكفاءات وبعض رجال الصحافة والأعلام على مواقع التواصل الاجتماعي، وان تواجدو فأنه تواجد محتشم بدل ان يكون تواجد قوي قادر على تاطير هؤلاء الضالين الذين يسعون لتشويه سمعة الاردن ومصالحه وعن الوحدة الترابية، تواجد قادر على اقناع الناس والتأثير عليهم، لكن للاسف ان غالبيتهم مثل زبد البحر مجرد فقاعات لا فائدة ترجى منها .
ومع علمنا بوجود البعض مهنته هي تشويه وشن حملات وتعليقات على صفحات التواصل تتعمد الاساءة الى وطننا ومؤسساته وكسر انتصاراتهم ومن بينها الديوان الملكي ورجاله، فقد حان الوقت لوضع حد لكل هؤلاء المتاجرين بسمعة وطننا بما نملك من حجج ودلائل واقعية لا ان نترك كل عابر سبيل يلعب على السوشيال ميديا يتكلم ويكتب ما يشاء والركوب على قضايا الوطن .
ولما كان واضحا للشعب الاردني وبجميع اطيافه بأن الديوان الملكي يقوم بكل واجباته الدستورية على احسن وجه وما يتمتع به باختيار رجال وطنيين على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة والتجرد ويلتزمون بما رسمه لهم الدستور الاردني من صلاحيات في اطار المؤسسة الملكية ولا يتدخلون باختصاصات الأخرين ، فمن هذا المنطلق فأننا نتوجه برسالتنا هذه الى السيد يوسف العيسوى رئيس الديوان الملكي لنقول كلمتنا بعيدا عن منطق الولاءات والمحسوبية ومواضع المدح والأطراء بأننا نتابع ونفخر ونعتز بوطنيتكم وما تقومون به من نشاطات انسانية تنفيذا للعطف الهاشمي والتواصل مع الناس اينما كانو بصمت دون بهرجة وحب الذات مترفعين عن حقد الحاقدين واقوال التافهين، حاملين المشعل بكل اخلاص وامانة .
وهذا ما لمسناه وعايشناه عن قرب وجميع الشعب الاردني وانتم تحملون الأمانة بكل اخلاص وتفاني ما جعلنا نتاكد وزاد من ثقتنا رغم هذه الحملات المستهدفة للديوان الملكي بأن هذا الديوان برجاله هو بأيدي امينة يضحون بالكثير في سبيل خدمة الوطن وتحقيق توجهات القائد بكل اخلاص وأمانة، واذ نفخر بما يقوم به هذا الديوان العامر، فاننا ننوه ونشيد بمنتسبيه الذين يعملون بصدق واخلاص ونكران الذات وبروح وطنية واحدة، رجال مشهود لهم بالنزاهة والخبرة العالية والتجرد وابتعادهم عن الشبهات .
هذه رسالتنا للسيد يوسف العيسوس رئيس الديوان الملكي وكل غيور على هذا البلد نقول لكم : سيرو رعاكم الله يدنا بيد بعضنا البعض وأيدينا جميعا بيد ملك البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه ورعاه، رغم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين، رفعت الاقلام وجفت الصحف .