عندما نعود للحياة السياسية فإنها بُنِيَت على درجات متفاوتة من ثقافة وأخرى وبين تطبيق وآخر، ففي حين أن أصول السياسة تميل لصعوبة وجود الثقة فإن الديمقراطية الحقة لا تنجح إلا بمصداقية بين الأفراد القائمين على تطبيق الفكر الوطني البنّاء.
فمن تأريخ المراحل السابقة نجد أنه في روما انقلبت الدولة عن نهجها الديمقراطي بتحالفات كان أساسها عمل انقلابي لم يكن الهدف منه خدمة الوطن بل مصالح ضيقة، وكذلك كان الأمر في الشورى الإسلامية في أواخر مراحل الخلافة الراشدة فقد شهدت انقلابا على الشورى بذريعة تحقيق العدالة قبل ترسيخ الأمان في الدولة وهذا حوّلها من دولة شوريّة القيادات إلى خلافة موروثة ومُلْك عَضّود.
وفي الدولة الحديثة كان الحلفاء السياسيين أكثر من غيرهم عرضة للإنشقاق والانقلاب في التيارات المؤدلجة يسارا ويمينا، وكذلك في التيار الوطني بحمائمه وصقوره فكان انقلاب هزاع على حكومة النابلسي مدعاة للخوف عند أي تجربة حزبية قادمة وكذلك لقفز أي معارض إلى الضفة الأخرى ليكون منفردا في صفوف السلطة متخليا عن فكره ومضادا له.
الحياة الحزبية قائمة على الإيمان بالفكر وعقيدة الحزب ولا يمكن أن نعتبر أي خبرة سابقة هي الأساس إن .كانت تخنق الحياة السياسية وتجعل من المناخ المحيط خاليا من الثقة برفقاء الطريق وتجعل الشك هو ما يأسر العقل ويجعل من الهمم فاترة.
الحياة الحزبية نجاح عام ورفاه دائم إذا كان الولاء للحزب والانتماء للوطن.