التفاؤل والنظرة إلى نصف الكوب الممتلئ

31 ديسمبر 2019
التفاؤل والنظرة إلى نصف الكوب الممتلئ

صراحة نيوز- بقلم موسى العدوان

في كتابه ” أحاديث المساء ” يروي الكاتب أدهم شرقاوي القصة التالية وأقتبس :

” جلس صحفيّ على كرسي مكتبه في المنزل وأمسك قلمه وكتب :

في السنة الماضية أجريتُ عملية لإزالة المرارة
ولازمتُ الفراش عدة شهور
وبلغتُ الستين من العمر
وتركتُ وظيفتي التي عملت فيها ثلاثين عاما
وتُوفي والدي
ورسبَ ابني في كلية الطب لتوقفه عن الدراسة
بسبب إصابته في حادث سيارة
وفي نهاية الصفحة كتب :
يا لها من سنة سيئة ..!
* * *
ثم دخلت زوجته غرفة مكتبه
ولاحظت شروده، فاقتربت منه بهدوء
ومن فوق كتفه قرأتْ ما كتب
فتركت الغرفة بهدوء دون أن تقول شيئا
ولكنها بعد عدة دقائق، عادت وورقة بيدها
وضعتها قرب الورقة التي كتبها زوجها
* * *
فتناول الزوج الورقة وقرأ فيها :

في السنة الماضية شُفيت من آلام المرارة
التي عذبتك سنوات
وبلغتَ الستين في تمام الصحة والعافية
وستتفرغ للتأليف وكتابة مذكراتك
وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين
من غير أن يسبب متاعب لأحد
وتوفي بهدوء دون أن يتألم
ونجا إبنك من الموت بأعجوبة
وخرج سليما ولم يّصب بأي عاهات
* * *
وختمتْ
الزوجة كلامها بالعبارة التالية: يا لها من سنة أكرمنا الله بها . . ! ”
انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
1. تختلف النظرة بين إنسان وآخر لنفس الحدث. فهناك من ينظر إلى النصف الفارغ من الكأس، بينما هناك من ينظر إلى نصفه الممتلئ. فمن ينظر إلى النصف الفارغ يسيء استمتاعه بالنصف الممتلئ.
2. هناك من يساعد الآخر على رؤية الجانب المضيء، في أي عمل أو حادثة مهما عظُم شأنها. فيدفع الطرف الآخر إلى التفاؤل بالمستقبل ونسيان الماضي بكل ما حمل. وخير مثال على هذا تلك الزوجة الرائعة، التي كانت خير معين لزوجها وأخرجته من نظرته السوداوية لعام مضى، ودفعته للتفاؤل والأمل في العام الجديد. فهل لنا من زوجات تقتدي بها في هذا الوطن ؟
3. أما هذا الحال فإنه لا ينطبق على الحكومات الأردنية، التي تعدنا بالخير العميم، وتحويل الرمال ذهبا، وحُزما اقتصادية متوالية تصنع حكومة النهضة، وتصور لنا نظريا الكأس شبه الممتلئ وليس نصفه. ولكن النتيجة تكون دائما فشلا ذريعا وإحباطا بامتياز.
4. نودع عام 2019 بخيره وشره، ونستقبل العام الجديد، آملين أن لا نرى به عجائب حكومية جديدة. وكل عام والجميع لخير.

التاريخ : 31 / 12 / 2019

الاخبار العاجلة