صراحة نيوز – تشهد المناطق الصحراوية بالجنوب الجزائري، إقبالا كبيرا على السياحية العلاجية، حيث توافد مئات الجزائريين الى الجنوب الكبير بغرض العلاج عن طريق “الردم” في الرمال الذهبية، اذ يعتبر هذا النوع من الطب البديل فرصة للمرضى للعلاج من الروماتيزم والأمراض المرتبطة به، بالإضافة الى آلام المفاصل وتنشيط الدورة الدموية وعلاج الدهون على الكبد والرفع من نسبة المناعة.
ولا تقتصر السياحة العلاجية بالردم على منطقة معينة بالجنوب الجزائري، فهي منتشرة هذه الأيام في عدة محافظات وتستقطب الكثير من الذين يسافرون من 58 محافظة من محافظات الجزائر لغرض التداوي بالرمال الساخنة.
وبحسب المسؤول بوزارة السياحة قاسم بن شرودة، فإن الصحراء الجزائرية تعرف هذه الأيام انطلاق موسم السياحية العلاجية الذي يقام كل عام خلال الأسابيع الأخيرة من شهر أغسطس حتى آخر الخريف وبداية فصل الشتاء.
وقال بن شرودة: ان “التداوي بالرمل هي ثقافة قديمة جدا، يطلق عليها اسم السياحة النظيفة، فقد اعتاد السكان المحليون على الإقبال عليها وتنظيم لقاءات خاصة في أحضان الكثبان الرملية”.
وتعتبر السياحية العلاجية بالردم متاحة للجميع من حيث السعر، حيث لا يتجاوز سعر الرحلة 150 دولارا، وتشمل النقل من العاصمة إلى محافظة بشار والإقامة لمدة ثلاثة أيام، بالإضافة إلى العلاج والرعاية.
وتوقع المكلف بالإعلام لدى الجمعية السياحية للترفيه والتبادل والتطور والبيئة ببشار، محمد دالي، توافد 30 ألف سائح خلال الموسم السياحي الصيفي لهذه السنة، وذلك مقارنة بالموسم الماضية التي تجاوز فيها عدد الزوار الـ40 ألف زائر، قبل أن تضطر الجمعيات لتوقيف نشاطها لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.
ووفق الحاج سفيان، الذي يدير مركز “راقي النخيل” للسياحة الصحية والتداوي بالرمال الساخنة، فقد أوضح أن لرمال الصحراء فوائد كثيرة،لاحتوائها على معدلات عالية من المعادن التي تمتص السموم الموجودة في الجسم والعظام.
وكما هو معروف فإن طريقة العلاج بالرمل تقوم على طمر المريض في الرمال الساخنة حتى رأسه، ليبقى تحت الرمال مغطى الرأس كما يقوم بشرب كميات كبيرة من المياه حتى لا يصاب بالغثيان نظرا للحرارة الشديدة التي تحيط بجسمه وأشعة الشمس الحارقة.
وتعتمد تقنية الردم على إبقاء المريض لمدة ساعتين متفرقة في اليوم الواحد لمدة يومين تحت الرمل الساخن، حيث يتم ردم المريض مدة بين 10 دقائق إلى 15 دقيقة ثم استراحة لمدة قصيرة ثم العودة إلى الرمل.
ورغم الرواج الكبير لهذا النوع من التداوي، إلا أنها لا تزال تحتاج إلى الكثير من الترويج، فالمجهودات لا تزال فردية حيث يشرف متطوعون على تقديم الخدمات لزوار الكثبان الرملية وتأمين ظروف جيدة لراحة المرضى، خاصة كبار السن.