صراحة نيوز – كتب . فارس الحباشنة اعادنا وزير الداخلية المتلزم و الجاد ، و البعيد عن التكاذب الوطني ، و الاستجداء الشعبي ، و الخوف من الفيسبوك الى لغة الوضوح و الثقة ، و المواجهة . نعم المحروقات سيتم رفعها 4 مرات ، ولربما اكثر . كلام تحدث به رئيس الحكومة من قبل ، و صحيح ان هناك وزراء معنيين بملف الطاقة و اقتصاد الطاقة هربوا الى الخلف ، و اختبواء خوفا من المصارحة و قول الحقيقة . من هاجموا وزير الداخلية ، واعرف ان بعضهم حامل لضغينة وحقد شخصي دفين ، و فقر بالخيال السياسي ، و حاولوا ان يروجوا الى ان تصريح الفراية يتارجح ما بين زلة او خطاء . ومن ناقشوا تصريحات الفراية من باب الاختصاص وعدم الاختصاص وقعوا في فخ حزورة الدجاجة و البيضة . وهي متاهة يجيد صناعتها هواة السويشل ميديا و المؤثرين الجدد ، و حملة ادمغة الديوك و الذباب . هناك ازمة اقتصادية .. وهناك اقتصاد اردني شبه مفلس و يقف على حافة الانهيار .. و ليس ثمة وقت للتسلية و الاسترخاء ، و النظر من وراء اقنعة و غرف زجاجية ، و عندما تسؤ الامور و الازمات تتصاعد ، فلا يشيل البلد الا رجالها الصادقون و الحقيقيون . الخطورة ان هناك وزراء ومسؤولين كبار في الدولة جالسون على الكراسي مرتعشون و خائفون .. تعرفون لماذا ؟؟ همه الاول والوحيد ان يقدم حسن سيرة وسلوك لمنظمات دولية و سفارات اجنبية . و صاحب المعالي و العطوفة حامل سيرته الذاتية و مؤهلاته و خبراته يروج لها ، ولكي يحجز موقعا ومنصبا رفيعا في منظمة ومؤسسة دولية بعد الخروج من الحكومة ، و يعود الى الاردن مستشارا و خبيرا من بوابة الاستشراق الاقتصادي الغربي . حاولت ان لا اتدخل و اعلق و اكتب على تصريح الوزير الفراية وردود الفعل .. ولكن في متابعتي لحبل الكلام والدردشة على السويشل ميديا ، حقيقة شعرت ان الخطر الحقيقي على الاردنيين ليس من رفع الاسعار بل من ينصبون انفسهم اوصياء على الرأي العام . لقد حاول وزير الداخلية وضع الاردنيين امام حقيقة و تحد ، وبالارقام .. و السؤال الاهم و الخطوة التالية ، بعيدا عن الصراخ و الشتم و الشيطنة ، فماذا يمكن للحكومة ان تقدم من حلول وبدائل واقعية للتكيف مرحليا ؟ اظن ان رسالة الوزير الفراية ، و ان حاول البعض ان يكسيها بالتهديد المبطن للناس فهذا خارج حسابات الوزير و رئيس الحكومة .. و للعلم ، يسجل لحكومة الخصاونة انها ارخت حبل الحريات العامة ، و في عهدها الاعتقال والتوقيف على خلفية قضايا نشر و حريات عامة صفر مئوي .. وانا صحفي ، و مثلت امام القضاء في قضايا نشر كثيرة ،في عهد حكومات سابقة دون ذكرها كانوا يشرشحونا قبل الوصول الى المدعي العام . و اظن ان الوزير الفراية لا يستحق الا الشكر و الاحترام .. و اظن ان الخفافيش و ناعقي الاتهامات لا يريدون خيرا للاردن دولة و شعبا .. و الرجل صراحة ليس تاجر مواقف ، و يتخبيء وراء مطمع ذاتي ، و انما عبر في فروسية قلما نظيرها عند وزراء الحكومات الاردنية عن واقع حال اقتصادي يدعو الى الحذر و التنبه ، ودق الطبول . في الحكومة وزراء ينشد فيهم الظهر و يبعثوا على العزيمة ، و وزراء اتبثوا انهم على قدر الواجب و المسؤولية.. هل تعرفون ما هو مدى التحدي في ملفات الامن الغذائي و توابع ازمة اوكرانيا و سلاسل الغذاء ؟ وكيف استطاع وزير الزراعة خالد حنفيات ان يحافظ على بقاء الاردن في منطقة الامان غذائيا . بلدان قليلة في العالم افلتت من تداعيات وتوابع ازمة الغذاء . علينا ان نقبل ما يجري في العالم ، ولأننا لا نستطيع وقفه .. ولكننا نستطيع وقف “الغنج النضالي” في بلد يقف في عين العاصفة ، و يواجه اقسى و اصعب تحديات اقتصادية و امنية وسيادية غذائية .