صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
وطني الغالي ، يغرق ، ويحترق ، يغرق بالفساد ، ويحترق بالنيران ، التي ألسنتها لا ترحم ، وتفتك بكل شيء ، لا تبقي ولا تذر ، تحيله رماداً ، تذروه الرياح ، في السهول ، والوديان ، والبطاح .
هل يعقل !؟ وهل هو منطقي !؟ وهل هو طبيعي !؟ وهل سبق وحدث مثل هذا !؟ هل سجلت إحصائيات الجهات المسؤولة ذات العلاقة ، إنتشاراً للنيران بهذا الحجم !؟ أعلنت الصحف الرسمية ان الحرائق وصل عددها الى اكثر من ( ٦٠٠٠ ) حريق ، نعم ستة آلاف حريق !؟ وأول وأكبر ضحاياها محاصيل الحبوب وتحديداً القمح والشعير ، علاوة على الأشجار المثمرة ، والغابات .
ما لا نعلمه ، هل الجهات المختصة اعتبرت ذلك حدثاً عادياً ، مرّ عليهم مرور الكرام ، واعتبروا انهم وصلوا الى أقصى غايات الإنجاز بإطفائها ، وبعد ذلك يذهب كل واحدٍ الى بيته ، مفتخراً ، ومنتشياً ، بما أنجز ، معتبراً نفسه انه حمى الوطن ، والمواطن من ان تأكلهم ألسنة النيران !!؟؟
أنا لا أظن ، واذا خاب ظني ، فقد حلّت كارثة أخرى بوطني الحبيب ، غير كوارثه التي لا تعد ولا تحصى .
كمواطن ينتمي إنتماءاً مطلقاً وشريفاً لوطنه ، ومع انه ليس لديّ خبرة في هذا المجال ، الا انني ارى ان الغالبية العظمى من هذه الحرائق مفتعلة ، وقد تمت بفعل فاعلين ، مأجورين ، ويهدفون إستهداف الوطن ، وإرباكه ، والإكثار من مصائبه ، حتى يصل لدرجة لا يقوى فيها على الاستمرار والنهوض .
حرائق المحاصيل كارثية ، وليست عفويه ، ويجب ان لا نشبهها بحرائق الغابات المفتعلة لغايات الحصول على الحطب ، مطلقاً ، لان حرائق الغابات يقوم بها أناس بسطاء ، دافعهم الفقر ، فيتم إغرائهم من تجار الحطب ، تجهيزاً لموسم الشتاء .
كثير من المسؤولين غير الشرفاء ، الفاسدين ، المنحرفين ، غير المنتمين للوطن ، عديمي الضمير ، والخُلق والدّين ، حرقوا قلوب كل الاردنيين بسرقة كل مقدرات الوطن خلال عقدين من الزمان ، لكنني واثق بان أجهزتنا الأمنية المختصة ، لن تعتبر حدوث ( ٦٠٠٠ ) ستة آلاف حريق صدفة ، وأنها بعد ان قامت بواجب الإطفاء ، ستطفيء لهيب قلوب الاردنيين بكشف الحقائق ، لان عقيدتهم أسمى وأجل وأرفع من عقيدة الفاسدين ، فعقيدتهم حماية الوطن والمواطن ومقدرات الوطن ، ويفتدونه بارواحهم .