صراحة نيوز –
حثت أستراليا الجمعة نحو ربع مليون شخص على مغادرة منازلهم وجهزت دعماً عسكرياً، حيث قالت السلطات إن الساعات القليلة المقبلة ستكون “في غاية الصعوبة” جراء حرائق الغابات القريبة وسط أجواء حارة عاصفة على الرغم من هطول المطر على بعض الأنحاء، فيما فر الآلاف من منازلهم وأسقطت المروحيات إمدادات على البلدات المعرضة للخطر.
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون للصحفيين إن أفراد الجيش متأهبون للتحرك إلى مناطق الحرائق إذا تدهورت الأمور بشدة حيث سبب ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح وضعا خطيرا.
من جانبه قال دانييل آندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا في إفادة بثها التلفزيون “حتى على الرغم من هطول أمطار في ملبورن ومع توقعات أفضل للطقس في الأسبوع المقبل لا يزال الطريق طويلا… وبالطبع نعلم أن موسم الحرائق لا يزال مستمرا لعدة أسابيع”. وأضاف “الساعات القليلة المقبلة ستكون في غاية الصعوبة”. طوارئ
وأرسلت السلطات رسائل طوارئ نصية إلى 240 ألف شخص في فيكتوريا تطالبهم بالمغادرة. كما حثت السكان في المناطق عالية الخطورة في ولايتي نيو ساوث ويلز وجنوب أستراليا على التفكير في المغادرة لكن المسؤولين لم يذكروا عدد من وجهت لهم هذه المناشدة.
واستعد آلاف من رجال لإطفاء لهذا الارتفاع الجديد في درجات الحرارة التي يتوقع أن تتجاوز الأربعين درجة مئوية في ولايتي فكتوريا ونيو ساوث ويلز أكثر ولايات أستراليا ازدحاما بالسكان. ويتوقع أن تتوجه الرياح إلى الجنوب ما يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وقال رئيس إدارة الإطفاء للمناطق الريفية في نيو ساوث ويلز شين فيتسيمونز للصحافيين إن “الظروف ستكون قاسية. الرياح الساخنة والجافة ستشكل من جديد تحديا حقيقيا”.
كما أضاف أن “سرعة الرياح ستكون بين 35 و50 كيلومترا بالساعة، مع هبات سرعتها بين سبعين وتسعين كلم في الساعة في بعض المناطق خلال جزء كبير من النهار”.
وكانت سلطات ولاية فيكتوريا مددت ليومين الإعلان القائم عن حالة الكارثة الطبيعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتوقع الجمعة.
ويبدو الوضع خطيرا أيضا في جزيرة الكنغر بولاية ساوث أستراليا (جنوب) التي قطعت كبرى مدنها عن بقية العالم بسبب الحرائق الهائلة.
في حين، أسفر موسم الحرائق الذي بدأ قبل أوانه واتسم بالشدة، عن سقوط 26 قتيلا حتى الآن في أستراليا التي تحول جزء منها يعادل مساحة جزيرة إيرلندا إلى رماد ودمر أكثر من ألفي منزل فيها.
وتفاقمت هذه الحرائق بسبب الجفاف الناجم عن تبدل المناخ.
وكانت خدمة الإطفاء الريفية في نيو ساوث ويلز حذرت من أن المدن الساحلية جنوبي سيدني بما في ذلك إيدن وباتمانز باي ونورا قد تتعرض مجددا للخطر بعد أسابيع من التهام الحرائق منازل هناك.
وفي فيكتوريا المجاورة، صدرت أوامر إخلاء في منطقة جبال الألب وناشد رئيس وزراء الولاية دانييل أندروز السكان للانتباه للتحذيرات.
ولقي 27 شخصا حتفهم ونزح الآلاف بسبب الحرائق الهائلة المشتعلة في أكثر من 25.5 مليون فدان، وهي مساحة بحجم كوريا الجنوبية.
ومن بين 160 حريقا في نيو ساوث ويلز يوجد 46 خارج نطاق السيطرة بينما يستعر 36 حريقا في ولاية فيكتوريا المجاورة منها تسعة في مستوى حالات الطوارئ.
وشهدت سيدني وملبورن مسيرات اليوم الجمعة في إطار احتجاجات أكبر في مدن كبيرة في أنحاء العالم لإلقاء الضوء على المخاوف بشأن سياسات تغير المناخ في أستراليا.
كما من المنتظر أن تشهد مدن مثل كانبيرا احتجاجات على تعامل الحكومة مع الأزمة وموقفها من تغير المناخ.