الحكم على رئيس فرنسا الأسبق ساركوزي بالسجن 3 سنوات بتهمتي التنصت والفساد

1 مارس 2021
الحكم على رئيس فرنسا الأسبق ساركوزي بالسجن 3 سنوات بتهمتي التنصت والفساد

صراحة نيوز – أصدر القضاء الفرنسي الإثنين حكمه في القضية التي تعرف بقضية “التنصت” التي تورط فيها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ومحاميه تييري هرتزوغ والقاضي السابق جيلبير أزيبير. حيث أمر بسجن ساركوزي لمدة ثلاث سنوات بينهم سنة مع النفاذ بتهم الفساد واستغلال النفوذ.

أصبح نيكولا ساركوزي ثاني رئيس فرنسي سابق يحاكم في عهد الجمهورية الخامسة بعد الرئيس الراحل جاك شيراك، في إطار قضية تشهد منذ سنوات متابعة واسعة على الساحة السياسية الفرنسية، تعرف “بقضية التنصت”.

وأصدرت المحكمة الإثنين حكمها الذي يتمثل في إدانة الرئيس السابق في جريمتي الفساد واستغلال النفوذ وقضت المحكمة بسجن الرئيس السابق ثلاث سنوات بينها اثنتان مع وقف التنفيذ. ولن يدخل ساركوزي السجن رغم هذا الحكم لأن هذه العقوبة تطبق عادة في فرنسا للأحكام التي تزيد عن سنتين.

في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي طالب مكتب مدعي عام مالي بسجن نيكولا ساركوزي البالغ من العمر 66 عامًا لمدة أربع سنوات، اثنتان منهم نافذتان معتبرا أن صورة الرئاسة قد “تضررت” بسبب تأثيرات هذه القضية . وفضلا عن هذه المحاكمة يواجه نيكولا ساركوزي محاكمة ثانية في 17 مارس/آذار القادم، في قضية “بيغماليون”، والمتعلقة بشبهات حول تكاليف تمويل حملته الرئاسية لعام 2012.

وتأتي محاكمة ساركوزي بعد تسع سنوات على إدانة جاك شيراك بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية وظائف وهمية في بلدية باريس التي كان يرأسها.

وتعود أطوار قضية “التنصت” إلى عام 2014 في إطار التحقيق حول تمويل ليبي محتمل لحملة ساركوزي الرئاسية عام 2007 . فاكتشف خلال التحقيق أن نيكولا ساركوزي يستخدم خطًا هاتفيًا سريًا للتواصل مع محاميه تييري هيرتسوغ مستخدما اشتراكا هاتفيا باسم “بول بيسموث” ، وهو إسم زميل سابق لنيكولا ساركوزي أيام الدراسة .

خلال التحقيق تم التسجيل كتابيا لحوالي 10 من محادثات ساركوزي ومحاميه الذي يعتبر أيضا صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي الأسبق . يقول الادعاء إن التحقيقات أثبت إبرام “اتفاقيات فساد” بين الأطراف الثلاثة : نيكولا ساركوزي ومحاميه وقاضي التحقيق السابق جيلبار أزيبار.

حسب الادعاء، نقل جيلبار أزيبار عبر المحامي تييري هيرزوغ معلومات سرية وحاول التأثير على استئناف قضائي قدمه نيكولا ساركوزي ، على هامش قضية الثرية ليليان بيتنكور. وفي المقابل، وافق ساركوزي على دعم ترشيح قاضي التحقيق جيلبار أزيبار، الذي كان حيذاك مدعيا عاما، للحصول على منصب مرموق في إمارة موناكو .

وتضمنت إحدى الرسائل التي تم قراءتها في جلسة الاستماع السابقة جملة قالها تييري هيرزوغ بشأن القاضي أزيبار “لقد قام بعمل جيد “. في حين قال نيكولا ساركوزي في مناسبة أخرى : “سأساهم في ارتقائه ” .

محامو الدفاع اعتبروا هذه المحادثات مجرد “دردشة بين أصدقاء” ، وسخروا من “الأوهام” و “الافتراضات” التي قدمها الإدعاء العام في هذه القضية. واستنادا إلى فريق الدفاع فإن هناك غياب واضح للأدلة ولذلك طالبوا بإخلاء سبيل المتهمين الذين كانوا يواجهون في حال ادانتهم عقوبة أقصاها عشر سنوات من السجن وغرامة قدرها مليون يورو.

كما أصدر القضاة نفس العقوبة على قاضي التحقيق السابق جيلبار أزيبار والمحامي التاريخي للرئيس السابق تييري هيرتسوغ الذي نال حكما بالمنع من مزاولة عمله كمحامي لمدة خمس سنوات . كما أدينوا بخرق أسرار المهنة.

وكان فريق الدفاع قد وصف تهم الادعاء بالـ”قمامة ” وطالب بإلغاء إجراءات التتبع على أساس أن التنصت على المكالمات الهاتفية “غير قانوني” لأنه ينتهك سرية المبادلات بين المحامي وموكله.

فرانس 24

الاخبار العاجلة