صراحة نيوز – يشارك وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات في أعمال المؤتمر الاربعين لمجلس منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في روما الذي بدأ الاول من امس الأحد ويستمر ستة ايام بمشاركة العديد من دول العالم بهدف مراجعة التقارير الفنية والمالية والادارية للفترة الماضية واستعراض الانجازات.
ويستعرض المؤتمر خطط عمل الفاو للعامين القادمين ورسم الخطوط العريضة للسياسات التي ستنفذها المنظمة في قضايا تهم قطاع الزراعة والغذاء والأمن والتنمية الزراعية ودعم صغار المزارعين وتعزيز سبل العيش ودعم جهود المزارعين للحد من تأثير الازمات والمخاطر.
وقال الحنيفات في كلمة الاردن ان وجود ما يزيد على 850 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية يعيش معظمهم في المناطق الريفية، يؤكد أهمية المؤتمر، مشيرا بهذا الخصوص الى الزيادة الطبيعية في أعداد السكان، والتوجه العالمي نحو إنتاج الطاقة البديلة من المنتجات الزراعية، والتغيرات المناخية التي زادت من الضغط على الموارد الطبيعية، في ظل النقص في مياه الشرب والزراعة.
وأشار الى زيادة الطلب على الغذاء والنقص في المنتجات الزراعية والارتفاع المطرد في أسعارها، والهجرات المتواصلة لا سيما في الدول النامية والفقيرة، كلها عوامل تقلل من امكانيات الحصول الاحتياجات الغذائية لهذه المجتمعات.
واشار الى ان الحكومة الأردنية تدرك تماماً أن الزراعة احدى أهم دعائم التنمية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ومن هذا المنطلق وللوفاء بالتزامات الأردن الدولية في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية فقد تضمنت الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الزراعية ضمن أولوياتها تنمية المناطق الريفية وتحسين قدرتها على زيادة إنتاج الغذاء والمنتجات الزراعية لتحسين الأمن الغذائي، وديمومة استخدام الموارد الطبيعية الزراعية دون الإضرار بالبيئة مع الحفاظ على النظم الإيكولوجية، وتوفير الحماية الصحية للثروة الحيوانية والنباتية، وتعزيز الفرص الاقتصادية للمنتجين الزراعيين، وتنظيم العمليات التسويقية وتطوير سلاسل القيمة، بالإضافة لتحسين كفاءة استخدام مياه الري.
ولفت الى ان الأردن يعتبر ثاني أفقر دول العالم في المياه ومن بين البلدان التي تعاني من آثار الجفاف والتغيرات المناخية، وتتعرض موارده الطبيعية لتهديد يتسبب في تسريع وتيرة تدهور نظم التوازن البيئي، ما يزيد من المخاطر التي يواجهها قطاع الزراعة بشكل عام وصغار المزارعين بشكل خاص، ولذلك أضحى تعزيز صود صغار المزارعين أمراً غاية في الإلحاح.
وتطرق الحنيفات الى الأوضاع السائدة في الدول المحيطة بالأردن وبالتحديد الأزمة السورية التي تدخل عامها السادس وتواصل تداعياتها السلبية بالتأثير على أجندة التنمية المستدامة، بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين والذين وصلت أعدادهم حولي 5ر1 مليون يقطن أكثر من 90 بالمئة منهم خارج المخيمات وفي المناطق الريفية والهشة بالأصل، ما شكل عبئاً وتحدياً إضافياً على الموارد الطبيعية وفرص العمل والأمن الغذائي والتغذوي للأسر الريفية.
وأوضح ان هذه المعاناة لا تلقى إلا الجزء اليسير من اهتمام المجتمع الدولي، معربا عن امله في إيلاء هذا الموضوع اهتماما كبيراً وبذل الجهود لدعم خطط الاستجابة الوطنية لتجاوز تداعيات الأزمة، انسجاماً مع أهداف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في تحقيق الأمن الغذائي والنهوض بمستويات التغذية وتيسير سبل المعيشة.
ودعا الحنيفات الى زيادة دور منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في التخفيف من آثار التغيرات المناخية والأزمات والمخاطر الزراعية التي تؤثر على الزراعة والغذاء، كما دعا جميع الدول المانحة الى دعم المنظمة وتمكينها من دعم صغار المزارعين في العالم في ظل التحديات الكبيرة التي تهدد وجودهم كمزارعين وكرافدين للغذاء، وللمساهمة في سد النقص من المنتجات الزراعية الغذائية، ورفد اقتصادات تلك الفئات ومساندتها بالتكنولوجيا الحديثة والأنماط التقنية عالية الجودة.