صراحة نيوز – قال مدير الإعلام العسكري العقيد مصطفى الحياري إن نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي يواجهون حرب مخدرات ممنهجة تستهدف المجتمع الأردني وقيم أفراده تقودها تنظيمات منظمة مدعومة من جهات خارجية.
وأشار إلى حديث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مقابلته مع معهد هوفر، أن الفراغ الذي تتركه حاليا روسيا خصوصا في الجنوب السوري تملؤه إيران من خلال أدواتها وهي الميليشيات الإيرانية، لافتا إلى “تنظيمات إيرانية خطيرة تأتمر وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.
عليمات تهريب منظّمة ومدعومة
وفي حديثه للمملكة، اليوم الاثنين، أوضح الحياري أن عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأراضي الأردنية تتم من قبل 3 إلى 4 مجموعات وكل منها تتألف من 10-20 شخص، تقسّم إلى فئة تعمل على الاستطلاع والمراقبة وأخرى لتشتيت جهود المراقبة من قبل نشامى القوات المسلحة وفئة ثالثة تنتظر الفرصة المناسبة لتقوم بعمليات التهريب.
وبين الحياري أن “هذه المجموعات تتلقى دعماً أحيانا من مجموعات غير منضبطة من حرس الحدود السوري ومجموعات أخرى”.
“نشاهد مجموعات غير منضطبة وجرمية مسلحة تنتهج عملية التهريب باحترافية، ومؤخرا بدأت باستهداف الاسلحة لتلقوم بعملية التهريب باستخدام القوة” وفق حديث الحياري.
وأكد “لا ارتباط للمهربين مع مجموعات داخل الأردن”، مبيناً “أن طبيعة التهريب تتطلب وجود عناصر موجودين على طرفي الحدود.”
وحول الجماعات المتشددة والإرهابية الموجودة على حدودنا الشمالية والشرقية، قال الحياري “إن هناك تواجدا لتنظيم داعش وجبهة النصرة وأنصار الدين وهناك جزءا آخر وهو التنظيمات الإيرانية، وهي أخطر لأنها تأتمر بأجندة خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.
تضاريس الواجهة الشمالية وأجر المهربين
وقال إن تضاريس الحدود الشمالية معقدة جداً، حيث إن الجزء الغربي تتواجد مناطق جبلية شديدة الوعورة، وفي الجزء الأوسط تواجد صخور بركانية “الحرة”، ولا يمكن للآليات أن تسير فيها، وفي الجزء الشرقي مناطق صحراوية مفتوحة تستخدم فيها الآليات في عمليات التهريب.
وأشار إلى تحقيقات أثبتت أن العنصر الذي يجتاز الحدود يكون متعاطيا للمخدرات حتى لا يتردد في مواجهة الخطر، وهو لا يعلم من يقف وراء العملية، موضحا أنه مستأجر فقط لتمرير حمل “التهريب”.
ولفت إلى أنّ سعر عملية تمرير المهرب للحمل الواحد ارتفع إلى 10 آلاف دينار بعد تغيير قواعد الاشتباك، حيث كان في السابق يصل المبلغ إلى ألفي دينار.
تغيير القواعد الاشتباك وما تعنيه
شدّد الحياري على أن قواعد الاشتباك الجديدة مفعلة ومعمول بها لغاية الآن وسنستمر في استخدامها لأنها كانت نتيجتها إيجابية جديدة والدليل حجم المضبوطات والذي أصبح أضعافا منذ بداية العام.، مؤكدا أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ستستجيب لأي تهديد للأمن الوطني الأردني مهما كانت طبيعته.
واضاف أن تغيير قواعد الاشتباك مفهومها أوسع، حيث إنها تعبّر عن مرونة عالية لدراسة وتقييم التهديد وما يستجد منه والطريق الأنسب للتعامل معه.
جاهزية القوات المسلحة
وحول جاهزية القوات المسلحة، قال الحياري “نحن على أتم استعداد لمواجهة التهديدات واستراتيجيتنا هي امتداد لاستراتيجية الدولة وتتطلب نظام سياسي قوي وهو موجود، وتماسك على المستوى الوطني، وتنسيق ما بين أجهزة الدولة حيث يتم بشكل يومي على الحدود”.
وأضاف الحياري إن الاستراتيجية تتطلب إعدادا للقوى البشرية، “لدينا البرامج والدورات المتعددة لتأهيل نشامى القوات المسلحة لمواجهة ما يستجد من تهديد، وتوظيف التكنولوجيا في مواجهته”.
وأضاف أن القوات المسلحة تعمل على خطط لاستقدام وتصنيع طائرات مسيرة مسلحة لاستهداف المهربين وأخرى للمراقبة، إضافة إلى رادرات تقوم بتعطيل الطائرات المسيرة التي يستخدمها الطرف الآخر.
عمليات التهريب لا تستهدف الأردن وحده
قال الحياري “القوات المسلحة تواجه هذه التهديد بالنيابة عن الأردن ودول المنطقة ودول العالم، حيث إن تقارير أشارت إلى أن المخدرات التي يتم تصنيعها في سوريا تصل إلى دول أوروبية”.
وتابع أن القوات المسلحة وبقية أجهزة الدولة تقوم بمواجهة تهريب المخدرات نيابة عن دول المنطقة والعالم، وبالتالي “نتوقع أن تساعد الأردن كما فعلت سابقا ترك الأردن وحيدا لا يحمد عقباه”.
وأكد أن “السيناريو الأكثر تشاؤما ترك الأردن وحيدا والأردن لديه تحديات عديدة وأوليات” مبيناً “ربما إذا انصرفنا لتحديات أكثر أولوية سيعني استمرار التهريب وتهديد دول الجوار والعالم بشكل أشمل”.
وأوضح أن تأثير الأزمة السورية سابقاً انعكس على دول المنطقة وطال ودول أوروبا.
كميات التهريب تضاعفت عن العام السابق
ونوّه بأنّ الهدف من تجارة المخدرات هو تمويل الميليشيات على الحدود الأردنية ما يشكل تهديدا للأمن الوطني الأردني، معلنا عن ضبط 20 مليون حبة كبتاجون خلال 2022.
وأشار إلى أن الكميات التي تم ضبطها خلال النصف الأول من العام الحالي، يزيد عن ما تم ضبطه خلال عام 2021 حيث بلغت الكميات حينها 14 مليون حبة من ذات الصنف.
تهريب أسلحة وذخائر
وحول إن كانت عمليات التهريب تستهدف غير المخدرات، قال الحياري “تم ضبط أسلحة وذخائر وحتى بعض المعدات المستخدمة في التهريب مثل أجهزة الاتصال “الثريا”” موضحاً أن كمياتها تؤشر إلى أن استخدامها يقتصر على المهربين فقط”.
وأكد الحياري “أن أولوية التنظيمات هي تهريب المخدرات بشكل رئيس وتحديدا مادة الكبتاجون”.
المملكة