صراحة نيوز – بقلم عبدالسلام بن عبدالله العنزي
الدبلوماسية السعودية الجديدة لها نجاحات متتالية على الصعيد الدولي تحققت من خلال أعمالها في المجتمع الدولي التي أهلها لقيادة العالمين العربي والإسلامي وكذلك يراها ويرصدها الأعداء قبل الأصدقاء، نجحت من ترك بصماتها الفاعلة إقليمياً ودولياً، في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط الكثير من النزاعات والحروب الإقليمية، حيث لعبت الدبلوماسية السعودية الجديدة دوراً مهماً وبارزا لدى دول الجوار بقيادة صاحب الفكر الجديد ورائد التغيير في المملكة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فحراك المملكة ودبلوماسيتها الجديدة أفضت لأن يكون لها دور محوري في معالجة العديد من ملفات المنطقة المشتعلة، وفي قيادة المنطقة والدفاع عن حقوق وأمن دول الجوار وخدمة الإسلام والمسلمين والقضايا الإنسانية بشكل عام، ومناصرة قضايا الأمة العربية بدءاً بالقضية الفلسطينية التي تُعَد ركيزة أساسية للسلام والاستقرار العالمي.
فها هي تبذل الغالي والرخيص وتدفع بأرواح أبنائها للحفاظ على وحدة أراضي الجار اليمني وحمايته من الغزو الإيراني، والحفاظ على الشرعية فيها، إلى جانب جهودها في تسوية الأزمة السورية وذلك من خلال دبلوماسيتها مع جميع الأطراف لتفعيل وتطبيق مبادئ مبادرة «جنيف1» وإيجاد آلية للوصول للهدف المشترك بين جميع الأطراف، الذي يتمثل في دولة سورية موحدة تعيش جميع مكوّناتها فيها بسلام وبحقوق متكاملة ومصونه، كما أن الجميع يراقب ما تشهده العلاقات السعودية العراقية من تطور ملحوظ وحراك دبلوماسي سعودي عراقي مكثف في الآونة الأخيرة والذي تعمل به المملكة بلا كلل أو ملل لاستعادة عراق بلاد الرافدين شيئاً من هويتها العربية ورجوعها للحضن العربي مجدداً، ولم يقف الحراك الدبلوماسي السعودي الجديدة لهذا الحد، بل تجاوز ذلك ليصل للقضايا الإنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، الذي تهب فيه المملكة هنا وهناك في مختلف بقاع الأرض لإنقاذ الانسانية، بغض النظر الجنس أو اللون أو العرق اوحتى الديانه، «الإنسان» وحده لاغير و»الإنسانية» فقط ولا شيء آخر.
الدبلوماسية السعودية الجديدة التي تحولت إلى مؤسسة دبلوماسية مرموقة وقوة ناعمه بأسلوب أكثر واقعية، لنقل الصورة الحقيقية والمهمة للمجتمع الدولي، وذلك من خلال دبلوماسيه ناصعة البياض التي بنيت على القوة الثبات والوضوح في المواقف، والوقوف بجانب الضمير الإنساني لبناء جسور التواصل مع الدول والشعوب والثقافات المختلفة حول العالم.
فمع هذا السياق للعمل الدبلوماسي المنظم وزيادة ثقل دور المملكة في الساحة الدولية ونمو أهمية حراكها السياسي في المنطقة والمجتمع الدولي الذي واكبته نظرية اقتصادية جديدة ورؤية حملها وترجمها عملياً سمو ولي العهد في «رؤية 2030» هذه الرؤية التي سوف تنقل المملكة لمصاف الدول المتقدمه وتزيد من وجودها على الصعيد الدولي وفرض مكانتها السياسية والاقتصادية والذي أصبحت فيه المملكة لاعباً دولياً مهما وصانع ومحرك لسياسة العديد من الدول في المنطقة، وذلك من خلال التقاء وتقاطع المصالح، فمع هذه الأهمية السياسية والاقتصادية التي احتلتها المملكة على الخارطة الدولية، بات من المهم جداً أن تعمل فيه على تنمية علاقتها مع العديد من الدول باختلاف حجمها أو مكانتها الدولية، فاللقاءات التي يعقدها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكذلك معالي وزير الخارجية مع قادة دول العالم سواء زعماء ورؤساء القارة السمراء «إفريقيا» أو مع دول الآسيان والنمور الآسيوية فضلاً عن الدولة المنفكة عن الاتحاد السوفيتي وكذلك الدول الأوروبية حديثة النشأ ولا ننسى دول أمريكا الجنوبية، بلا شك أن هذا الحراك الدبلوماسي ودبلوماسية اللقاءات الثنائية مهمة جداً وتسير في الاتجاه الصحيح.
ومن هنا زادت أهمية الدور الدبلوماسي لبعثات المملكة في الخارج، وزادت المتطلبات لفتح المزيد من السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية في مواقع جديدة حول العالم، فتطوير العمل الدبلوماسي مهم جداً وتأهيل كوادر وقيادات جديدة لمواكبة هذه الدبلوماسية السعودية الجديدة المنفتحه على العالم لا يقل أهمية، كما أنه أوجب علينا العمل على تغيير الانطباعات السلبية السابقة الخاطئة والتي تعطي انطباعاً غير صحيح بأن سفاراتنا ودبلوماسيينا منغلقون ومنطويون على أنفسهم، ويخشون من الاجتهاد وبناء العلاقات الشخصية مع قادة الرأي والشخصيات المؤثرة في المجتمع الذي يعيشون فيه خوفاً من الوقوع في الخطأ أو الاجتهاد الخاطئ، والتي للأسف لا تعكس الصورة الحقيقة لسفارتنا ودبلوماسيينا الذين يتميزون بكفاءة عالية وتدريب عال.. فأنا من هذا الجيل الذي تدرب وانغمس بالعمل الدبلوماسي ووصل فيه العديد منا إلى الاحتراف في مختلف أنشطة العمل الدبلوماسي، ما يحتاجونه فقط هو مزيد من الثقة وإعطاء مساحة أكبر للتحرك، وفق معرفة تامة بالسياسة الخارجية للمملكة ومواقفها السياسية في مختلف القضايا، ومزيد من الصلاحيات وكسر جمود الاحتكار باختزال العمل والصلاحيات والمميزات على شخص أو شخصين في بعثاتها.. المطلوب هنا أيضاً دعم الدبلوماسي السعودي وغرس قيادات جديدة شابة تعمل بنشاط وحيوية على مواكبة هذا التغيير السريع والهائل الذي تشهده مملكتنا الغالية، لكي نسير بالشكل الصحيح وفق منظومة عمل متكاملة متجانسة، لخدمة هذا الوطن العظيم والذي يستحق منا الكثير والكثير، ولنحافظ على وطن بناه الآباء والأجداد وارتوت قيعانه من دماء شهدائه الأبرار.
المتحدث باسم السفارة السعودية في عمان – الأردن