صراحة نيوز – بقلم الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس
من جديد تتجدد حكاية الشهادة والشهداء , ليأبى الزمن والارض والشجر والحجر الا ان يروي على اسماعنا , ويشهد اعيننا , على عظم هذا الجيش المصطفوي ,(الجيش العربي) , هي محطة تتجدد لتروي على مسامع الدنا , قصة وطن بني بتضحيات جسام صاغها رجال اقسموا بالله الواحد الاحد على نيل إحدى الحسنيين, فكان لهم ما تمنوا .
من جديد تنهض ارض فلسطين من سبات تجاوز الثلاثة والخمسين عاما , لتقف مرخية جدائلها , ولتنثر اريج الشهادة على مرأى من عيون العالم , ليولد من رحمها شهيد لينضم الى مواكب المجد والشهادة الاردنية , الشهيد الجندي الأردني فريد عبد اللطيف يوسف الحراحشة بني حسن، احد شهداء الجيش العربي على ارض فلسطين في حرب عام 1967.
قامة اردنية من رجالات الجيش العربي الذين سطروا أسماءهم في لوح المجد بدم الشهادة. في حضرته وحضرة الشهادة وقف الوطن كله هنا, وفي اكناف القدس واسوارها العتيقة , وفي نابس ليلف الزمن بهالة عنونت لمجد جيش عربي مغوار .فتجدد يوم الشهادة ففيه وقف الاهل هناك على الضفة الاخرى من النهر في بلدة بيتا, ليؤدوا تحية الوفاء إلى أهل الوفاء، وقفت النساء وقد ذرفن الدموع وكأنهن في زمن عودة الروح التي تاقت الى الحرية والكرامة , وقف الرجال والأطفال جميعاً وبصف واحد , ليحيوا أهل الرجولة والبطولة، حيث انصهرت كل الكلمات ، فكيف يمكن لنا أن نخط بالحبر كلمات تصف أولئك الذين سطروا أسماءهم في لوح المجد بدم الشهادة وبطولة الفرسان، الذين حملوا هم الوطن على أكتافهم، وكان لهم قسما بالله الذي رفع السماء وبسط الأرض بأن يكون لهم مع الشهادة ملاحم تصنع الحياة، وبأن ارض فلسطين ستظل أبداً عربية , ومنطلقاً لنشامى حملوا الرسالة وايقنوا بان الموت درباً لحياة فضلى كريمة .
من جديد يابى المجد الا ان يفرض نفسه , وليثبت للدنيا باسرها بان الارض الفلسطينية احتضنت بين جنباتها , وفي ارجائها اجساد رجال دافعوا عنها دفاعا مستميتا , ليكون لهم على المدى مع المجد حكاية , ومع البطولة عنوان, ومع الكبرياء موقف, في حضرة الاسم الطاهر وقف الجميع ليتلوا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة التي استحقت هذه الوقفة بعد ثلاثة وخمسين عاما من استشهاده .
ايها الشهداء ..التحية لأرواحكم ولميلاد الفجر في العيون المكحلة بلون الدم، والأسمائكم التي تشرق مع نداء الواجب. فكلما ودعنا احدكم فنحن نودعه بجسده لا بذكره , وكلما رويت الارض بنجيع دم شهيد ارخص الروح أشاحت نجمة في السماء بوجهها خجلاً وفرحاً وترنما , وكلما هدرت قطرة من دماء جندي ارتعدت السماء واهتزت من هول الفاجعة , وارتفع صراخ من رحم الأرض حداداً يمتزج بفرح رواء أحمر روى عطش خضراء عشبها وحمرة اقحوانها وصفراء بابونجها , ستبقى اسمائكم ابد الدهر تعلق في ذاكرتنا, تصيغ ملاحم بنائية .
فالسلام على هذا الجيش العربي المطوق بجلال الرفعة والعطاء والنصر المبين , و السلام على شهدائه الأبرار الذين اودعوا الارض اجسادهم الا ان ارواحهم تتنعم في عليين باذن الله , السلام عليكم ايها الشهداء وعلى أرواحكم الطاهرة التي تودعنا وتودع المكان ولكنها ستظل حاضرة في فكرنا وقلوبنا ووجداننا وفي ضمائرنا.