صراحة نيوز – كتبت الزميل سوسن المبيضين
بترحيب حار و ابتسامة تسبق الايادي , استقبلنا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني, في الديوان الملكي العامر , ظهر يوم الاربعاء, وكما فتح لنا بابه فتح لنا قلبه , وبادرنا في الحديث عن واقع الحال في الوطن , هنا لمست ان خلف الابتسامة التي اشرقت على وجهه و التي خلتها ملآت المكان والزمان ملامح لتحديات تختصر الحكايا…
فثمة وجع والم ومعاناة , داخل الوجدان لا بد أن يحكى .. ورغم المدارة لجلالته,لكن كان لا بد أن نتلمسه و نلتقطه…
في حضرة الفارس الهاشمي, قول خرج من القلب الى القلب, ومن الفكر الى الفكر, فاستمعنا من جلالته لحجم التحديات والضغوطات التي يواجهها, على المستوى الداخلي والاقليمي , تحديات غير مسبوقة, بتشعبها وتنوعها وامتدادها .
فتحدث جلالته عن تحديات تضع الاردن أمام مفترق من الطرق , مؤكدا أن الاختيار دوما هو للمبادىء والثوابت والتي تضع الوطن وابناءه, أمام أزمة توفير حياة كريمة للشعب , وخصوصا تحديات , تراجع المساعدات الخارجية, بشكل كبير , نتيجة موقف جلالته من القدس , فقال جلالته: انهم يحاصروننا ويعاقبوننا بالضغوطات الاقتصادية بسبب موقفنا السياسي من قضية القدس وصفقة القرن , قائلا جلالته : أننا صحيح لا نمتلك الكثير من الامكانات, لكننا نمتلك الثوابت, والمبادىء, والحضور القوي والمؤثر, لدى دول لعالم .
وفي جانب اخر للحوار ، كانت هناك إشارة واضحة من ابا الحسين , إلى الجهود الاردنية, والامل القريب بافتتاح الحدود السورية والعراقية, مع الأسواق الرئيسية للمملكة, والتي ستحدث انتعاشا للصادرات الأردنية.
وفي سياق اخر, شدد جلالته على اهمية دور مؤسسات الدولة المختصة في كشف الفساد والتصدي له , مؤكدا اهمية دور الاعلام في كشف الحقائق وفي التصدي لاخبار الملفقة والكاذبة والشائعات , واغتيال الشخصية , وانجازات مؤسسات الوطن , التي اصبحت تنتشر, بشكل كبير , على مواقع التواصل الاجتماعي , والتي طالته ايضا اثناء سفره الى الولايات المتحدة مؤخرا .
وعندما طرحت على جلالته ما تتناوله النخب السياسية والشعبية في الوطن, مؤخرا حول موضوع الكونفدرالية , كان رده صارما وحازما , رافضا هذه الطروحات معتبرا اياها ، مؤامرة على القضية الفلسطينية، مؤكدا بأن الاردن لن ينخرط فيها,حيث قال :. لن نقبل بهذه الحلول مهما بلغت الضغوطات والتحديات .
لكن في خضم هذه التحديات والقضايا , لم ينسى سيدنا ان يثمن موقف دولة الامارات , ووقوفها بجانب الاردن من خلال دعمها للقوات المسلحة الاردنية لمشروع المدينة التدريبية , ولمشروع، إنشاء مساكن لضباط وأفراد القوات المسلحة الأردنية في الزرقاء..
وعلى صعيد أخر, وبتنهيدة طويلة وعميقة ,حمل خلالها سيدنا, هم المتقاعدين العسكريين, قائلا جلالته :ان رفاق السلاح , شريان الامان والعطاء والمسوؤليه , وها هم الان يعانون من ظروف معيشية صعبة , بعد أن حملوا الوطن على كفوفهم وفي قلوبهم , ولابد من الوقوف الى جانبهم واعطاءهم الأولوية السريعة, من أجل تحسين اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
وبابتسامة ممزوجة بالثقة , تغنى جلالته بالقوات المسلحة , والمخابرات والاجهزة الامنية, جميعها مفتخرا بانه ينتسب اليهم , وبأنه بدأ حياته معهم وبينهم , معبرا عن اعتزازه بهم وتقديره لهم ولانجازاتهم, وللنقلة التوعية والحرفية التي وصلت اليها هذه الاجهزة , وخصوصا بالتنسيق الامني المشترك , الذي حصل فيما بينهم ,عندما تعاملوا, مؤخرا مع الارهاب الجبان الغاشم , خلال مداهمة قوات أمنية لمبنى تحصن بداخله مجموعة من الارهابين في السلط , , مشيدا جلالته بدقة التحقيق وسرعة كشف حقيقة انفجار عبوة ناسفة وضعها الارهابيون أسفل سيارة دورية أمنية في منطقة الفحيص.
وافصح جلالته لنا بانه عندما علم عن تحصن الارهابيين في مبى بالسلط , فقد عقد الهمة على التحرك فورا لقيادة القوة الامنية, التي واجهت الارهابيين , لكن الجميع ومن حوله, وقفوا حائلا دون مشاركته , خوفا على حياته .
كان ابا الحسين خلال اللقاء منصتا ومستمعا جيدا لنا, حرص على الاستماع لنا ,وسماع اراءنا ووجهات نظرنا في معظم قضايا الساعة , وبنفس الوقت واثقا بنا ومن تحليلاتنا للامور.
في الحقيقة حديث صاحب الجلالة , لا نضعه في خانة التوجيهات السديدة فحسب ,بل كان دافعا قويا لنا وطاقة ايجابية , لمواصلة العمل الاعلامي والصحفي بكل عزيمة واصرار ومسؤولية والتزام بمصلحة الوطن .
وعند انتهاء لقاءنا الخاص بجلالته طلب منا مرافقته, للقاء كبير يجمعه مع المتقاعدين العسكرين في الديوان الملكي ايضا .
هنا ظننت ان الحديث من القلب للقلب انتهى عند انتهاء لقاءه بنا , لكن ما أن وصلنا خيمة مضيئة مشرقة, بها ما يقارب ال 300 شخصية من العسكريين المتقاعدين ,حتى وجدت ابتسامة عريضة, جميلة رسمت على وجه سيدنا …فلمست الفرح والسعادة والاعتزاز والفخر… حيث كانت واضحة العلاقة العميقة, بين القائد والمتقاعدين العسكرين , حديث جلالته ابتدأ بشغف وبحب كبير وبشوق لرفاق السلاح فقال: “ياهلا بالاصدقاء”
وانتهى بتقدير لهم, وبثقة ملكية مطلقة حيث قال جلالته :” لن أخاف من اية مؤامرات ومعي نشامى مثلكم”
غادرنا الديوان الملكي العامر, كما استقبلنا بالحفاوة والترحيب, ونحن على يقين, بان ملكنا هو “زعيم الأمة” بلا منازع في وقت ضاعت فيه بوصلة الحكام وشعوبهم