صراحة نيوز – بقلم موسى عوني الساكت
أزمة ليست كأيّ أزمة، أزمة ستغير العالم كما عرفناه، وستؤثر على الاقتصاد وتكون أكثر تأثيراً على الاقتصادات الضعيفة واقتصادات الدول النامية.
لطالما نادى جلالة الملك إلى الاعتماد على الذات، ولا توجد فرصة أفضل من هذه الفرصة للتأسيس لهذا المفهوم ولدولة الانتاج أيضاً.
دولة الإنتاج التي تعتمد على زراعتنا وسياحتنا وصناعتنا، ولكن هذا يحتاج الى اصحاب خبرة واختصاص وقدرة للتخطيط والتنفيذ، تحتاج الى اعادة هيكلة بعض الوزارات لتتناسب وهذه الخطط، وغير ذلك لن نستطيع التفوق اقتصاديًا على هذه الأزمة.
لا مجال اليوم للأخطاء أو تجربة المجرب، فصندوق النقد يتوقع انكماشا بنسبة 3.7 % للاقتصاد الأردني، وموازنة الدولة استندت على نسبة نمو 2.2 %، فلا غنى اليوم عن أصحاب الاختصاص في الحكومة وخارج الحكومة لتشكيل خلية أزمة اقتصادية لحماية اقتصادنا والقوى العاملة فيه وبأسرع وقت.
800 ألف عامل وعاملة في القطاع الخاص، ولو أخذنا توقعات الخبراء بأن العالم سيخسر من 8 % الى 10 % من الوظائف بالمعدل، فانه من المتوقع أن تزيد البطالة في الاردن 80 ألفا على اقل تقدير، ناهيك عن عدد من الشركات أيقنت أنها ممكن أن تعمل بعدد عمالة أقل!
مشاكل وتحديات كبيرة ستواجه الأردن بعد انتهاء الأزمة، أقلها ارتفاع البطالة وزيادة نسب الفقر وشح كبير في السيولة، ولا يمكن حل المشاكل والتحديات القديمة بنفس العقلية، ولا بد من عقليات متخصصة تضع خططا متوسطة وطويلة الأجل والاستفادة من الفرص وتحويل التحديات إلى مشاريع على ارض الواقع في جميع المجالات؛ الزراعية والصناعية والسياحية خصوصا السياحة العلاجية.
الوطن اليوم لا يحتمل أنصاف الحلول أو شخصيات قليلة الخبرة والاختصاص التي كانت في كثير من الأحيان سببا رئيسا في الأزمات.
الأردن أصبح محط أنظار العالم بالتصدي صحيًا لأزمة الكورونا، فكيف للأردن أن يكون محط أنظار العالم اقتصادياً؟! .. الجواب الشخص المناسب صاحب الاختصاص والقدرة والخبرة والرؤية في المكان المناسب.
هذه الأزمة كشفت عن معادن نفيسة لرجال لم نكن نعلم قيمتهم ونحن اليوم بأمس الحاجة للاستعانة بخبراتهم للنهوض بهذا الوطن.. الأن فرصة جوهرية وسانحة لأن نصنع ونلبس ونأكل من خير بلادنا ونُصدّر إلى دول الجوار والعالم.