صراحة نيوز – قال السفير اليمني في عمان علي العمراني، ان جلالة الملك عبدالله الثاني يتصرف بحكمة وعقل ومسؤولية وكفاءة في هذه الظروف العصيبة لا تخدم الاردنيين وحدهم انما تخدم العرب والمسلمين وقضاياهم.
واضاف في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية “ان جلالته يثير اعجابنا وتقديرنا وفخرنا عندما يتناول القضايا التي تهم المواطن العربي ويطرحها في المحافل الدولية بأفضل ما يمكن”.
وزاد ان جلالته يمثلنا ويمثل العرب والمسلمين وهو يقدم تلك الإيضحات والتفاصيل الرائعة عن من نحن، وما هي حقيقة ديننا، بعد محاولة اختطافه من المتطرفين والإرهابيين ، وتقديمه للعالم بشكل مغلوط وللأسف هناك أيضا في الضفة الأخرى من يتلقف ترهات المتطرفين وأعمالهم الشريرة ، ويقول : هذا هو الإسلام وكم كان جلالته ، موفقا جدا ، عند ما قال : أولئك نسميهم الخوراج”.
وقال العمراني :”اننا في اليمن نقدر لجلالته إهتمامه بإبنائه وإخوانه في اليمن وهم يمرون بظروف صعبة جدا والحقيقة ، سمعت جلالته بنفسي، عند تقديم أوراق الإعتماد، يحث المسؤولين على الإهتمام باليمن وعقد اللجان المشتركة التي تعالج القضايا ذات الإهتمام المشترك، وربما ذات الهم اليمني على وجه الخصوص في هذا الظرف”.
ووصف العلاقات الاردنية اليمنية بانها علاقات اخاء حقيقي ومودة عميقة وتعاون وتآزر دائم ومستمر، “وننظر إلى هذه العلاقة في اليمن باعتبارها نموذجية، وعلى مر السنين ظل التعاون والتفاهم بين البلدين كاملا ، وتنقل الموطنين دون تأشيرة، ونتطلع لعودة الأمور في شأن التأشيرة إلى ما كانت عليه قبل الحرب في اليمن، بعد تحسن الوضع في اليمن، وهو قد بدأ في التحسن خاصة بعد عودة فخامة الرئيس والحكومة إلى عدن، وواثقين إن عودة كل شيء إلى ما كان عليه سوف يحصل بحول الله .
وقال ان الاحداث في اليمن انعكست على العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومع ذلك هناك عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال اليمنيين، نزحوا بأنفسهم وأموالهم إلى الأردن، ولعل ذلك ساهم في رفع مستوى رؤوس الأموال اليمنية المستثمرة في الأردن.
وحول مساعي السلام في اليمن قال العمراني:” نحن في الشرعية اليمنية ، تحاشينا الحرب بكل ما نستطيع، وقدم الرئيس للحوثيين ما لم تحلم به مليشيا متمردة ، رغبة في السلام ، وفِي تحاشي الإنخراط في الحرب، واشركهم في الحوار الوطني، وهم كانوا لا يزالون يحملون السلاح، وتضمنت نتائج الحوار الوطني معالجات عادلة لقضية صعدة، غير مسبوقة، وحتى بعد ما دخل الحوثيون صنعاء ، انخرط الجميع معهم في حكومة واحدة تشكلت بطلب الحوثيين، وكانوا حينها مهيمنين على العاصمة صنعاء، لكنهم قاموا بالإنقلاب، واعتقلوا الرئيس والحكومة، وبعد أن تمكن الرئيس من الإفلات من بين أيديهم، لاحقوه إلى عدن ، وقصفوا مقره بالطيران ، وقاموا بغزو عدن، فانفجرت الحرب ، وبقية الحكاية معروفة”.
واضاف :”اننا الآن لا نزال نمد أيدينا للسلام ، ولَم تكن الحرب ضمن أجندتنا يوما ، لكن طرف الإنقلاب ممتهن الحرب، وليس له عمل سواها ، وعندما يتذكر الناس إن الحوثي يحمل السلاح ويقاتل منذ 2004 قد يدركون ويفهمون مشكلة وطبيعة الحرب في اليمن”
وعن الرئيس هادي، قال “انه وطيلة عهد الرئيس هادي في صنعاء، لم يكن يتحدث عن شيء أكثر من كونه جاء من أجل السلام، وهذه حقيقة، وطالما تحدث إلى الناس عندما كان في صنعاء، منذ 2012 مذكرا بأنه الذي منع الحرب الأهلية الآخرون يتحدثون عن الحرب، صالح يتحدث عن حرب لأحدى عشر عاما قادمة، فيما يتحدث الحوثي عن الحرب عبر الأجيال ، وحرب حتى يوم القيامة..!
واضاف :”نحن نرى ضرورة تحقيق السلام في إطار المرجعيات ، وهي مبادرة الخليج ونتائج الحوار الوطني، وقررات مجلس الأمن، ذات الصِّلة وخاصة القرار 2216 ، مشيرا الى ان الحكومة أبدت مرونة واستعدادا أكثر من مرة، وقد وقعت على المبادرة التي قدمها المبعوث الأممي في الكويت”.
واكد ان “تجربة الأردن جديرة بإهتمام العرب، وجديرة بالإستفادة منها، ولم تمنع ندرة مواردها الطبيعة، من أن يكون الأردن نموذجا في مجالات كثيرة ، ولعل اهتمام قيادة الأردن ببناء الإنسان الأردني يبعث على الإعجاب ويستحق التقدير”، مشيرا الى ان “طموح الأردنيين كبير، قيادة وشعبا، ولكن تُحسُن المقارنة دائما مع الذين يشبهوننا في الموارد الطبيعة ، وليس مع من تتوفر لهم موارد طبيعية هائلة و عندما يقارن الأردنيون أنفسهم بمن مواردهم الطبيعية مثلهم أو أزيد منهم قليلا ، سيجد الأردنيون أنفسهم وقد تفوقوا كثيرا”.
وعبر عن اهمية الدور الاردني في التحالف العربي، ومواقفه المؤيدة لليمن، التي تتحدد في معالجة الوضع في اليمن في إطار المرجعيات الثلاث المشار إليها أعلاه، مشيرا الى ان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، قد اشار الى ذلك مجددا عند لقائه السفراء العرب قبل أيام، بحضور سفير اليمن.
وحول القمة العربية القادمة قال، انها تعقد في ظروف إستثنائية جدا، حيث يواجه العرب تحديات ومخاطر غير مسبوقة والأمل هو أن تشكل هذه القمة بداية جديدة يستأنف فيها العرب مسيرة التضامن والوحدة، ومواجهة كافة التحديات والمخاطر.
وقال ان القمة التي تُعقد في هذا البلد الطيب، وبرئاسة قيادته الحكيمة، فإنه يعول عليها الشيء الكثير، وعلى الرغم من كثرة التحديات، فلسان حال المواطنين العرب، يقول للقادة الكرام : ليس أمامكم إلا النجاح. وفقهم الله.