الصفدي ونظيرته السويدية يترأسان المؤتمر الوزاري الدولي لدعم الأونروا

16 نوفمبر 2021
الصفدي ونظيرته السويدية يترأسان المؤتمر الوزاري الدولي لدعم الأونروا

صراحة نيوز – شارك 29 وزيراً للخارجية ووزراء دولة ونواب للوزراء، وممثل عن 61 دولةً ومنظمةً دوليةً في المؤتمر الوزاري الدولي لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والذي نظمته المملكة والسويد لحشد الدعم السياسي والمالي لوكالة (الأونروا).
وترأّس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ووزيرة خارجية السويد، آن ليندا، المؤتمر، الذي انعقد اليوم الثلاثاء في بروكسل، وتحدّث فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الدور الأساسي الذي تلعبه الوكالة في حياة أجيالٍ من اللاجئين الفلسطينيين، ودورها المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشدداً على أنه وبالرغم من موافقة الدول على التكليف الأممي الممنوح للأونروا إلا أنها لا تزال تواجه أزمة وجودية، داعياً إلى ضرورة تقديم التمويل الكافي والمستدام الذي يمكن التنبؤ به لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين، ولسد فجوة التمويل بصورة فورية، قائلا: “الاستثمار في الأونروا هو استثمار في السلام والأمل”. وفي كلمة افتتاحية في المؤتمر، أكد الصفدي ضرورة استمرار المجتمع الدولي في توفير الدعم المالي اللازم للوكالة حتى تتمكن من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين. وقال الصفدي إن الأونروا تتعرض لعجزٍ مالي وصل إلى 100 مليون دولار أميركي لهذا العام، مشدداً على ضرورة دعم الوكالة لتتمكن من تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وتوفير حياة كريمة لهم ولموظفي الأونروا الذين يعولون على رواتبهم الشهرية للعيش بكرامة.
كما شدد الصفدي على ضرورة ضمان حق أكثر من خمسمائة ألف طفل فلسطيني في التعليم، وحق اللاجئين في الخدمات الصحية حقوق غير قابلة للتصرف، وإن دور الوكالة لا غنى عنه وعامل استقرار في المنطقة.
ورفض الصفدي الطروحات التي كانت استهدفت الأونروا، وزعمت استحالة إدامتها بسبب نقص التمويل.
وشدد على أن إدامة عمل الأونروا هو مسؤولية يجب تحملها عبر آلية تضمن مبدأ تقاسم الأعباء. وثمن الصفدي قرار الولايات المتحدة الأميركية التي استأنفت مساعداتها للوكالة، وقدمت حوالي 318 مليون دولار أمريكي لها هذا العام. وشدد على ضرورة وجود موازنات طويلة الأمد ومتعددة السنوات لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية وفقاً لتكليفها الأممي. وقال الصفدي إنه يجب أن تستمر الوكالة في تقديم خدماتها إلى حين حل قضية اللاجئين وفق القانون الدولي، وفي سياق حلٍ شاملٍ على أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وفي مداخلة ختامية في المؤتمر، أكد الصفدي أن المملكة التي تمثل الداعم الأكبر للوكالة وللاجئين الفلسطينيين، ستظل تعمل مع الشركاء ومع الوكالة لضمان استمرار تقديم التمويل اللازم للوكالة وسد العجز في موازناتها. وقال الصفدي إن دعم الأونروا هو دعم لحق اللاجئين في الحياة الكريمة، مؤكداً أن الوكالة التي تعمل في ظروف صعبة أثبتت مركزية دورها واستحالة الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها بفاعلية وكفاءة.
وأشار إلى أن انعقاد هذا المؤتمر والدعم الذي أظهرته الدول المشاركة يؤكد أن المجتمع الدولي يدعم الوكالة ويرسل رسالة للاجئين بأن المجتمع الدولي يقف معهم ومع حقوقهم ولن يتخلى عنهم.
وشكر الصفدي وزيرة خارجية السويد على شراكتها المؤثرة والراسخة في جهود دعم الوكالة، وثمن تواجدها في المؤتمر الذي نُظم بشراكة مع السويد رغم أن الحكومة السويدية الآن هي حكومة تصريف أعمال كما شكر المفوض العام للوكالة وزملائه في الأونروا على جهودهم.
وبدورها، عبّرت وزيرة الخارجية السويدية عن تقديرها لجهود الوكالة في هذه الظروف الصعبة، مشددة على أن مؤتمر اليوم يوفر فرصةً لتجديد التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين وتفويضها الدولي ودورها الأساسي الذي لا غنى عنه. كما أكدت ضرورة الاستمرار في دعم الأونروا إلى حين إيجاد تسوية لقضية اللاجئين، لافتةً إلى أهمية مواكبة الدعم السياسي للوكالة مع الدعم المالي التي تعد في أمس الحاجة للمزيد منه، ويمكنها من القيام بالحد الأدنى من عملياتها في مناطق عملها. وفي هذا السياق، أكدت ليندا الحاجة لتوفير موازنة مستدامة ومستقرة للوكالة.
ومن جانبه، شكر المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، الصفدي وليندا على تنظيم عقد هذا المؤتمر، مشدداً على أن رؤية الأونروا تستند إلى الالتزام بأن “لا يتخلف أي لاجئ فلسطيني عن الركب”، وأن “تستمر خدمات الأونروا في مرافقة جميع اللاجئين في رحلتهم التحولية نحو الاعتماد على الذات”. وذكر لازاريني بأن التحديات المالية والسياسية ذات الطابع الوجودي تعمل ضد هذه الرؤية، وإذ لم يتم معالجة هذه التحديات بشكل حاسم، فمن شأنها خلق فراغ وكارثة إنسانية لا تستطيع هذه المنطقة تحمل تبعاتها، داعياً إلى ضرورة دعم الأونروا بما قيمته 100 مليون دولار أميركي لإعادة الأونروا وطواقمها للعمل بكامل قدراتها.
ووفقاً للمفوض العام، تمكن المؤتمر من الحصول على تعهدات من الدول وصلت إلى 38 مليون دولار أميركي. ويعتبر هذا المؤتمر هو الثالث في سلسلة المؤتمرات التي عقدت بتنظيمٍ أردنيٍ سويديٍ منذ مؤتمر روما الذي انعقد في العام 2018 مستهدفاً حشد الدعم الدولي السياسي والمالي اللازمين للوكالة وتخفيض العجز المالي الذي واجهته، مما أثمر عن سد العجز المالي غير المسبوق الذي واجهته بقيمة تعهدات بلغت 122 مليون دولار. كما عُقد المؤتمر الوزاري الدولي للمانحين للوكالة خلال شهر حزيران للعام 2020 وبمشاركة ما يزيد عن خمسين دولة وممثلين عن المنظمات الدولية والاقليمية وتم خلاله حشد دعم بقيمة 130 مليون دولار للمساهمة في تمكين الوكالة من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وفقاً لتكليفها الأممي، والعمل جارٍ على تخفيض العجز المالي الذي تواجهه الوكالة، وضمان تعهدات طويلة الأمد وتحديد مصادر تمويل إضافية ومبتكرة.
وصدر عن المؤتمر بيان مشترك لرئيسيّ المؤتمر الأردن والسويد أكدا فيه على الدور الأساسي للأونروا في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وضرورة تمكينها لمواصلة العمل للاستجابة لاحتياجات هؤلاء اللاجئين. وأعرب المشاركون فيه عن قلقهم العميق من أن الوكالة لا تزال تواجه نقصاً متكرراً وكارثياً في التمويل. كما استعرض البيان خطط الأونروا لضمان عمل فاعل وكفوء في تنفيذ مهامها وفقاً للولاية المناطة بها من الأمم المتحدة، والتي ستسهم في العمل على استراتيجية الوكالة المقبلة متعددة السنوات والتي سيتم الانتهاء منها في عام 2022. وأعرب المشاركون عن دعمهم القوي لهذه الخطط، ويشمل ذلك الاستفادة من الفرص التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاستفادة من الدروس المستفادة من تجربة التعامل مع جائحة كوفيد- 19.
كما أتاح المؤتمر فرصة لإعادة التأكيد على أهمية الأونروا وموظفيها في دعم قيم الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية وجددت الأونروا التزامها الراسخ بهذه القيم والمبادئ، وعملها المستمر لضمان انعكاس ذلك في عملياتها.

(بترا)

الاخبار العاجلة