صراحة نيوز – بقلم مخلد البكر
الصفر ملطشة الأرقام في عالم لا يرحم.
فمنذ الصغر تعلمنا وتربينا على انه شتيمة فاذا غضب الأستاذ مصطفى او المس ليلى او احد الوالدين عليك شبهوك بالصفر بلا قيمة ومن منا لم يسمعها من أحدهم ” انت اصلا ما بتفهم صفر عالشمال”.
وما ان وعينا حتى رحنا ندافع وننافح عن هذا الرقم المسكين وعن حقه في الحياة بكرامة كلما اهانه احدهم … بانه من أهم الأرقام و هو من ابتكارنا نحن العرب أمة العلم لا كما يردد البعض اننا أمة بلا إنجاز او إنتاج علمي مؤثر فعلى اكتاف هذا الصفر قامت كل منظومة وفكرة الحواسيب والكمبيوترات والحاسوب التي نراها الآن في كل تفاصيل حياتنا الإلكترونية والمحوسبة حتى في جوالك الذي تقرأ كلماتي هذه من خلاله.
ثم دخل الصفر عالم السياسة والحروب وأصبح القائد الهمام هو من يهدد و يحدد ساعة الصفر للانقضاض على العدو، وتدخل المسؤولون ورجال الأعمال فاصبحت ساعة الصفر عنوانا لافتتاح مشاريعهم الكبرى وإطلاق نشاطاتهم عابرة الحدود والقارات.
ومرت الأيام وجاءت جائحة كورونا فعاد الصفر ليتصدر المشهد من جديد وقامت التحليلات الإعلامية والتحقيقات الصحفية الاستقصائية لتبحث عن المريض رقم صفر في الصين من هو وما اسمه وهل هو على قيد الحياة ام لا .
ثم انتقلنا إلى صفر كوروني آخر فصرنا نصفق للصفر باعتباره المعنى الحقيقي لنجاح اي دولة في مواجهة هذا الوباء وأصبحنا نتباهى بين الأمم والشعوب اننا في الأردن عشنا (صفر حالة) ذات ليلة نيسانية ماضية بلا إصابات ومرت الايام وتحسنت الامور الوبائية ولله الحمد والمنة وبدأت إجراءات تخفيف الإغلاق فسمحت خلية الأزمة للمواطن بالتنقل بمركبته ولكن بنظام تم فرضه على الجميع فيوم للأرقام الفردية وآخر للأرقام الزوجية.
ومرة أخرى يتعرض الصفر لصفعة جديدة ماذا يفعل و كيف يتصرف ومع من سيكون فهو لا يعلم أن أحدا حدثه من قبل بوضعه، افردي هو ام زوجي صحيح انه يميل نفسيا للأرقام الزوجية لكن ذلك لم يمنحه اي من امتيازات هذه الفئة من الأرقام فكلهم يقسمون على اثنين وهو لا يستطيع مها فعل ان يصنع ذلك مثلهم بمفرده فيجب أن يستند على اي رقم آخر … حتى جاء الإنقاذ من الدولة التي أجمعت على اعتبار الصفر رقم زوجي بقرار حكومي.
ومن يملك ان يقول للحكومة لا فهي بحسب الفنان المصري عادل إمام تعرف كل شيء وترتب لنا الاشياء كما تراها هي لا كما نراها نحن
” مش انتو الحكومة هو انا اعرف أكثر من الحكومة”.
#مخلد_البكر
#كورونا_الأردن
#صفر_عالشمال