الضابط عبد الرحمن السبايلة من كشف للملك تآمر نذير رشيد ..وثيقة

7 فبراير 2020
الضابط عبد الرحمن السبايلة من كشف للملك تآمر نذير رشيد ..وثيقة

صراحة نيوز – خاص

يكشف كتاب ” مهنتي كملك ” للمغفور به بإذن الله الحسين بن طلال بعض المؤامرات التي استهدفته شخصيا واستهدفت النظام الهاشمي وكان من ضمن المتأمرين ” مدير المخابرات السابق ووزير الداخلية لاحقا نذير رشيد الذي كان احد ضباط الجيش العربي – القوات المسلحة الأردنية .

صراحة نيوز تنفرد بمناسبة يوم الوفاء والبيعة الى اعادة نشر مقتطفات مما ورد في الكتاب .

يقول المغفور له باذن الله في كتابه

أن بعض الوحدات التي كان يقودها رجال موثوقون وموالون قد نقلت إلى مختلف المناطق في الأردن، وكنت على علم بهذه التحركات .

كانت الكتيبة المدرعة المعسكرة في الزرقاء، بقيادة نذير رشيد أحد الأصدقاء المقربين لعلي أبو نوار،يضاف الى ذلك أن ابن عم علي أبو نوار ، معن أبو نوار ، كان يقود لواء المشاة (الأميرة عالية) في الزرقاء. كانت تخالجني بعض الشكوك في شخصه ولكنني كنت أكثر قلقاً من ناحية القادة الآخرين في الزرقاء، أكبر المعسكرات في البلاد.

جاء لمقابلتي في نفس الوقت تقريباً الشريف ناصر الذي كان يقود كتيبة المدرعات الأولى قبل أن يترك الجيش . قال لي   يا صاحب الجلالة، ان ضابطاً يود التحدث إليكم سراً حول موضوع عاجل جداً وفي غاية الأهمية” .

فرجوت خالي أن يدخل فوراً هذا الرجل إلى مكتبي الخاص، كان عبد الرحمن سبايله ضابطاً أقدر اخلاصه إلى حد كبير. وقد اختير من قبل فريق من ضباط وجنود الكتيبة المدرعة.

سألته : ” وما هو الموقف الآن؟” .

وبصوت جهوري وعينين تشعان عزماً وتصميماً بدأ بالقول: ” يا صاحب الجلالة، يوجد خونة في كل مكان. ولكن ليس في كتيبة المدرعات الأولى. كونوا واثقين بنا جلالتكم. إن ضباط وجنود الكتيبة يؤكدون لجلالتكم أرسخ الدعم والتأييد.

وتابع شرحه لما حدث قائلاً بأن قائد الكتيبة جمع بعض الضباط لاعطائهم الأوامر: كان عليهم أن يستعدوا للزحف على عمان لتطويق القصر الملكي والقبض على الملك. وكانت التعليمات تقضي بالرد على كل طلقة بقذيفة من عيار ستة أرطال إذا ما بدت أية مقاومة، لقد اختيرت كتيبة المدرعات الأولى لهذه المهمة .

وقد وعدت بأن المجد سيكون من نصيبها، إلا أن الضباط تشاوروا فيما بينهم وأقسموا على البقاء مخلصين للملك والبلاد، ثم أعلموا بذلك ضباط الصف والجنود الذين كانوا يثقون بهم . لقد قبلوا جميعاً بالتظاهر بمسايرة المتآمرين وقرروا اعلامي بالأمر وانتظار تعليماتي.

فحمدت االله أنه ما زال يوجد مثل هؤلاء الرجال في الأردن .

طلبت من عبد الرحمن أن يلتحق بوحدته وأضفت: “نبه أصدقاءك وزملاءك أن يحتاطوا لكي لا يكتشف أمرهم حتى اللحظة الأخيرة، وكونوا على اتصال فيما بينكم واالله معكم” .

أمعنت النظر بضع لحظات . كنت شديد القلق. لم أكن أخشى الموت .

فلطالما تعرضت له حتى لم يعد يخيفني. ولكن خوفي كان من أجل بلادي، من أجل شعبي، من أجل القوات المسلحة التي هي مصدر اعتزازي واعتزاز الأردن. طلبت إلى علي أبو نوار أن يجيء لمقابلتي، كان لابد من الأقدام على العمل قبل أن يزداد الوضع خطورة.

وكنت أرغب في أن أضع الأمور في نصابها مع قائد القوات المسلحة .

معنت الفكر، وأنا أنتظر قدومه، في غرابة الطبيعو الإنسانية أية قوة تستطيع أن تبرر خيانة علي أبو نوار؟ كان هذا الرجل صديقاً لي، ولقد علقت عليه أملاً كبيراً، ووضعت فيه كل ثقتي هل تغير لأنه استسلم للشيوعيين ومعاونيهم من المصريين؟ لم يكن ثمة شك في أنه كان يزداد خضوعاً لتأثيرهم وأنهم أمعنوا من خداعه وتضليله. ولكن هل كان هذا كل شيء، أليس هنالك قوة أخرى تحثه وتحرضه وتغريه، هذا الضعف الإنساني الكبير ، ألا وهو ظمأ المرء إلى السلطة؟

كنت أعرف بأن الأردن إذا ما انهار ، فسيكون ذلك أقوى ضربة تصاب بها القضية العربية منذ عصور طويلة جداً، فلسوف تهجم إسرائيل حتماً وستصبح الأقطار العربية، أو بالأحرى ما سيتبقى منها خاضعة لتحكم الشيوعيين ومقسمة بين المنتصرين.

سيختفي عندئذ عائق هام جدي أمام المد الشيوعي وستهدد هذه الموجة سائر العالم العربي.

حتى أن بعضهم كان يقول: ” لتستول اسرائيل على الضفة الغربية فلسوف نستطيع استردادها بقيادة عبد الناصر ومساندة الشيوعيين”. انظر ماذا حدث منذ عام ١٩٦٧ . !

كانت الساعة قد قاربت السابعة . ولم يكن قد غمض لعيني جفن فعلاً منذ أسبوع، كنت أشتغل ليل نهار في مكتبي، دخل عندئذ على ابو نوار. وكان يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاماً. بالغ الاناقة دوماً، بقامة معتدلة، وشارب فائق العناية. لم أستطع أن أكظم غيظي عندما رأيته، فأمرته أن يقدم شرحاً كاملاً لكل ما بلغني من أنباء بعد ظهر هذا اليوم .

وعندما شرع في الكلام، قرع جرس الهاتف. كان نداء مستعجلا موجهاً لعلي أبو نوار . في الطرف الآخر من الخط، كان يقف ابن عمه معن ، قائد لواء (الأميرة عالية). سمعته يتكلم بصوت يخنقه الخوف.امتقع وجه علي أبو نوار، وألفى نظرة خفيفة نحوي ، ثم صرخ في آلة الهاتف: “امنعهم بربك . أوقفهم بأي ثمن . ماذا تصنع المدفعية إذن؟أين اللواء الحياري ؟” .

ميزت بوضوح تام صوت معن من الطرف الآخر وهو يضيف:

“لا أستطيع عمل أي شيء يعتقد أفراد اللواء بأن الملك قد مات أو أنه سوف يموت في هذه الليلة . لم يعد في وسع الضباط أ يسيطروا عليهم. إنهم يتجهون نحو عمان . ولن يستطيع إنقاذ الموقف سوى وجود الملك بينهم”.

نظر علي إلي .فانتزع منه الجهاز وصحت: “سآتي”. وأضفت من أجل علي أبو نوار: “لا تغادر المكان.سأعود حالاً .

ثم خرجت من المكتب راكضاً ، وفلت للتلهوني رئيس الديوان: “ابحث لي عن سيارة بسرعة”.

في الرواق، قلت لمرافقي العسكريين. وكان أحدهما ابن عني زيد والآخر قائد حرسي الخاص: “اذهبا فوراً وقولا للقوات التي تتجه إلى عمان بأنني سليم معافى. واطلبا إليهم أن يعودوا إلى معسكراتهم. وسوف ألحق بكما”.

لمعرفة المزيد عن احداث الزرقاء ومحاولات الانقلاب عام 1957 نقر هنا

 

 

الاخبار العاجلة