الطراونة : بأيدينا أن نقترح ونبحث عن مخارج لا تكلف المزيد من الاعباء

25 نوفمبر 2017
الطراونة : بأيدينا أن نقترح ونبحث عن مخارج لا تكلف المزيد من الاعباء

صراحة نيوز – اكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ان السلطتين التشريعية والتنفيذية شركاء في تحمل المسؤولية، وواجبنا جميعاً أن ننصاع لإرادة جلالة الملك ورؤيته .

وأضاف في الكلمة التي القاها اليوم لدى افتتاحه المنتدى البرلماني الذي يعقده مركز الحياة ” ورغم كل التحديات الماثلة من موجات لجوء كبيرة تأثر بها بلدنا، ومن شح في المساعدات الحقه، وتخاذل للمجتمع الدولي في الإيفاء بالتزاماته الأخلاقية تجاه المملكة وغيرها من البلدان المستضيفة، ومحاولات هنا وهناك لتكسير المجاديف علينا جميعاً الإيمان بأن بلدنا قوي بحمد الله، راسخٌ لا تهزه المارقات، فقد حبانا الله بقيادة حكيمة، بقيت وستظل بإذن الله ملاذ الأردنيين جميعاً، فإن مال ميزان عدلته، وإن عصفت من حولنا الرياح احتمينا بخيمتها “.

وقال ” لن يكون مقبولاً الانكفاء على القرارات الجاهزة، بينما بأيدينا أن نقترح ونبحث عن مخارج تحمي المواطن ولا تكلفه المزيد من الأعباء فنحن مع السلطة التنفيذية شركاء في تحمل المسؤولية، وواجبنا جميعاً أن ننصاع لإرادة جلالة الملك ورؤيته حيث أكد في خطاب العرش السامي لدى افتتاحه أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة أهمية ‘الاعتماد على إرادتنا وإمكانياتنا وطاقاتنا في مواجهة التحديات، حيث لن يقوم أحد بإيجاد الحلول لمشاكلنا، إلا نحن أنفسنا ” .

نص الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين

وبعد.

فإنه ليسُرني أن أتحدث اليوم أمام نخبة من الشباب الأردني الطموح، والذي ينظر كغيره بعين الاهتمام والترقب لمآلات ما يحيط ببلدنا اليوم من أخطار وتحالفات جديدة.

وتعلمون أن منطقتنا عصفت بها المتغيرات، فأصبح اللامعقول واللامنطقُ منطقاً، وأصبح المألوف غريباً، وكلها تنطوي تحت معادلات جذرها المصالح، وذابت فيها أواصر حميدة طالما كانت منطقتنا تتغنى بها.

لقد كان لأهوال ما جرى في المنطقة العربية، الأثر الكبير على أحلام الأجيال وتطلعاتها، فهُجِرت شعوب وتغيرت معالم ديمغرافية لمدن وسُفِكت دماء، فإلى شمالنا تعاني سوريا أزمة منذ ست سنوات، كان شعار الأردن تجاهها أننا حريصون على سلامة أرضها وشعبها واستقلالها عن كل التدخلات، وإلى الشرق عانى العراق ما عانى من تدخلات إقليمية وفوضى خلفتها يد الإرهاب التي سرعان ما بُترت عبر تطهير العراق الشقيق من زمرة داعش، وإلى الغرب كان القلب ينبض، حيث فلسطين التي تكتوي بنار آخر احتلال في عصرنا الحديث، يضرب بأهلها وأرضها ومقدساتها دونما أي وازع.

الحفل الكريم

اليوم ورغم كل التحديات الماثلة من موجات لجوء كبيرة تأثر بها بلدنا، ومن شح في المساعدات الحقه، وتخاذل للمجتمع الدولي في الإيفاء بالتزاماته الأخلاقية تجاه المملكة وغيرها من البلدان المستضيفة، ومحاولات هنا وهناك لتكسير المجاديف علينا جميعاً الإيمان بأن بلدنا قوي بحمد الله، راسخٌ لا تهزه المارقات، فقد حبانا الله بقيادة حكيمة، بقيت وستظل بإذن الله ملاذ الأردنيين جميعاً، فإن مال ميزان عدلته، وإن عصفت من حولنا الرياح احتمينا بخيمتها.

هذا هو أردننا يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم بحكمة واقتدار، ففي حين كنتم ترون الدماء تسيل في بلدان مجاورة، كان بلدنا مضرب مثل دولي في الأمن والاستقرار، وفي حين كانت يد الإرهاب الغادرة تضرب بخاصرة دول المنطقة، كانت يد الجيش وأجهزتنا الأمنية ضاربة، وفي حين كانت دول وشعوب منشغلة بذاتها، كان رأس الأردنيين مرفوعاً وهم رغم قلة مواردهم وضنك عيشهم يحملون راية الأمة في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويمدون العون لكل من استغاث بهم، وحالهم ‘ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة’ صدق الله العظيم.

وأمام هذا المشهد، فإن شعبنا الأصيل الذي طالما كانت حماية طبقته الوسطى ومحدودة الدخل منه هاجساً لدى جلالة الملك بأن تكون بعيدة عن أي تأثيرات سلبية لمشاريع التصحيح الاقتصادي، ليستحقُ من جميع المسؤولين كل في موقعه، الجد والكد في سبيل تحقيق تطلعاته نحو الكفاية والعيش الكريم.

وفي هذا الملف، نستمع في مجلس النواب غداً إلى خطاب الموازنة، وهاجسنا الانحياز إلى المواطن، في ظل الحديث الذي سمعتموه عن التعديلات الحكومية المقترحة على الضريبة ورفع الدعم، فلن يكون مقبولاً الانكفاء على القرارات الجاهزة، بينما بأيدينا أن نقترح ونبحث عن مخارج تحمي المواطن ولا تكلفه المزيد من الأعباء، فنحن مع السلطة التنفيذية شركاء في تحمل المسؤولية، وواجبنا جميعاً أن ننصاع لإرادة جلالة الملك ورؤيته حيث أكد في خطاب العرش السامي لدى افتتاحه أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة أهمية ‘الاعتماد على إرادتنا وإمكانياتنا وطاقاتنا في مواجهة التحديات، حيث لن يقوم أحد بإيجاد الحلول لمشاكلنا، إلا نحن أنفسنا’.

وقبل أن أختم فإنني أشدد من على منبر أعمال الأسبوع الدولي للانفتاح البرلماني، أن مجلس النواب وعلى المستوى والقدر الرفيع والحكيم الذي يقود فيه جلالة الملك عبد الله الثاني دبلوماسية المملكة، فإننا في مجلس النواب نجهد من خلف جلالته أن نؤدي دور الدبلوماسية البرلمانية على النحو الذي يخدم تطلعات المواطنين والذي يخدم كذلك قضايا أمتنا العربية والإسلامية، مؤكدين هنا أن مشاركات أعضاء مجلس النواب الخارجية ليست ترفاً، إنما تنطلق من اتفاقيات وتفاهمات برلمانية مشتركة مع مختلف دول العالم، ومن منطلق عضوية أعضاء المجلس في عديد اللجان والجمعيات البرلمانية الدولية التي استطعنا أن نحجز فيها مواقع هامة.

كما لا يفوتني التأكيد أن مجلس النواب حريص كل الحرص على التعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع الوطنية وكل المهتمين والدارسين لعمل البرلمان، حيث بدأنا منذ انطلاق أعمال المجلس الثامن عشر بإصدار تقرير نصف شهري عن منجزات وأعمال المجلس، مثلما أصبحت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإلكتروني لدى المجلس زاخرة بما يخص نشاطات المجلس وأعماله، مثلما أننا بهذا الصدد نؤكد مدنا ليد التعاون والتشارك مع الصحافة بوصفها سلطة حقيقة وفاعلة في الرقابة، متى ما ابتدعت عن الشخصنة والتصيد، ومتى كانت محايدة ودقيقة هاجسها خدمة الصالح العام وهذا هو الأمل المعقود على مختلف وسائل الإعلام الأردنية التي نعتز ونفتخر بأدائها ودورها في حماية وصون بلدنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الاخبار العاجلة