صراحة نيوز – كتب د . صبري الربيحات
اليوم وغدا وفي الايام القادمة ستكون الطفيلة مدينة حزينة فقد رحل احد اعمدتها وحراسها واكثر الذين حملوا همها واحسوا بوجعها , لقد ظل الحاج ابراهيم الحناقطة يتحرك دون كلل او ملل يحادث رؤساء الوزارات ويلاحق المسؤولين من اجل حل مشكلات المحافظة ودفع مسيرتها في الزمن الصعب.
تحت كوفيته البيضاء وخلف نظراته المتحفصة التي كانت تقول نيابة عنه ” اذا تبدلت الايام …نحنا ما تبدلنا ” تسكن الاف الافكار والطموحات والاحلام وفي قلبه المحب الذي احتمل احزان رحيل الاحباب والعزوة محمود شقيقه الاقرب له عمرا واهتماما والذي بقي يذكره كلما التهم الصحراوي ضحية اخرى الى فجيعته بفلذة كبده النائب الاسبق عبدالرحمن قبل عامين وشقيقه عطالله الذي بقي ملازما له طوال رحلة العناء والعطاء ومنذ ايام طحن الجبال التي تحولت الى بيوت وارصفة وجدران .
لقد كان ابا عبدالرحمن يحمل الطفيلة بين اضلاعه فيحرص على صورتها وسمعتها وهيبتها وجلالها. فلا يحل عليها ضيفا الا وكان في استقباله يعطي بلا منة ويرحب وهو يستذكر ارث الاوائل الذين كانوا مثل الرواسي ثباتا والينابيع كرما. كانت نظرة واحدة في وجه الرجل كفيلة بان تنقلك الى زمن عبدالمهدي المرافي وحسن العطيوي وذياب العوران ومصطفى المحيسن وعبدالمطلب العكايلة وسالم الكردي وعبد المهدي العدينات ومحمد المحاسنة والعشرات من الرجال الذين كانوا مثال للكرم والفروسية والصلابة.
لم تنجح الخطوب ولا المحن ان تنسي ابا عبدالرحمن واجباته تجاه المحافظة التي ظل يذكرنا بتقصيرنا كلما حادثنا ليقول بان التلفزيون الاردني لا يغطي اخبارها وانشطتها وان الوعود التي يقطعها المدراء والوزراء لا تتعدى محاولات استرضاء او صرف مجالس كما كان يقول.
لقد تملكني الحزن بعد ان تلقيت خبر الرحيل وتخيلت حجم الفقد والفجيعة الذي سيحل بمدينتنا ومجلس اعمارها والفراغ الذي سيتبدى في كل مرة يلتئم فيها جمع ابناء المحافظة. فبعد اليوم لن يقف ابا عبدالرحمن ليدعو القادمين من عمان وبقية المحافظات الى مائدته وبعد اليوم لن يأتيني صوتك الدافيء ليقول ان الكاميرا التلفزيونية لم تحضر لتصوير اوضاع المحافظة ومشكلاتها..
عمنا الغالي الرحمة لروحك والسلام عليك ولك منا كل الحب والدعاء والشكر على كل ما قدمته لنا وللمحافظة نيابة عنا ولاسرتك الطيبة الكريمة اطيب العزاء؟