صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
التقيته ثلاث أو أربع مرات وبحكم مهنتي تابعت اداءه حين تولى رئاسة هيئة مكافحة الفساد ” هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ” لاحقا .
وفي ضوء انجازات الهيئة في عهده بالتعامل مع قضايا الفساد والتي أبرزها قضية ” الدخان ” وقضايا كبرى اخرى اعادت للخزينة العامة مئات ملايين الدنانير التي تمكن الفاسدون من نهبها وكذلك رؤيته بالنسبة للفساد الأكبر والفساد الأصغر الذي ما زال ينخر مجتمعنا وما كان يتطلع الى ان تحققه الهيئة دفعني الى التعرف اكثر على سيرته ومسيرته .
انه اللواء المتقاعد الدكتور محمد العلاف الذي خدم في القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي متدرجا في الرتب والمناصب وتمت احالته على التقاعد بعد خدمة 38 عاما لينتقل بعدها الى الخدمة في أجهزة الدولة الأخرى ويخدم 11 عاما والتي كان أخرها رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وهو من طلب انهاء خدماته في رسالة وجهها الى رئيس الوزراء الحالي في شهر شباط الماضي ” من الحالات النادرة ” معللا ذلك بأنه يريد أن يفسح المجال امام غيره من ابناء الوطن بعد خدمة امتدت لنحو تسع وأربعين عاما ومؤكدا في رسالته بأنه سبقى على العهد جنديا في خدمة الوطن والملك .
والعلاف بحسب سيرته الوظيفية يملك تراكمات من الخبرات الادارية والفنية ولم يسجل عليه شبه تجاوز أو فساد واحدة طيلة خدمته وهو من مواليد عمان عام 1950 وحين طلب انهاء خدماته كان في سن التاسعة والستين متعه الله بالصحة والعافية وأمد في عمره .
نعيش هذه الأيام أوقاتا عصيبة هي من فعل شخصيات تولت مواقع المسؤولية منها ما نجم عن تعين بعض الاشخاص في مواقع متقدمة بفضل داء الواسطة والمحسوبية والشللية وتوريث المناصب رغم انهم غير مؤهلين لتلك المواقع وأخرين تم تعينهم دون البحث في سيرتهم ومسيرتهم قبل التعين والذين قدموا مصالحهم الخاصة ليتكسبوا من المنصب العام على حساب المصالح الوطنية فكان ما كان من أوجاع ومصائب ما زلنا نعيشها .
في اردنا مئات الشخصيات الذين خرجوا من الوظيفة العامة وما زالوا قادرين على العطاء والذين خرجوا من الخدمة برضاهم أو رغما عنهم دون ان تشوب مسيرتهم شبهة واحدة لا بل تركوا بصمات هي حديث المواطنين في مجالسهم للمقارنة مع أداء من تولوا بعض المواقع بالواسطة والمحسوبية أو بالتوريث وهنا اسأل ومعي الكثيرون ما هي الأسس والمعايير التي يتم اتباعها في الدولة الأردنية ليتم تعين ” سين ” وهو غير مؤهل واعادة تعين ” صاد وعين وخا ” من وزراء ومدراء على سبيل المثال في مناصب رفيعة اخرى بعد احالتهم على التقاعد ” أعيان ورؤساء مجالس ادارة …وغيرها ” بالرغم من انهم لم يتركوا بصمة واحدة يلمسها المواطنون جراء خدمتهم السابقة ولا يحظون ايضا بادنى احترام أو تأثير في المجتمع .
متى اعترف المعنيين بهذا الكم الكبير من الاخطاء في ادارة شؤون الدولة الاردنية تكون الخطوة الاولى لوضع لبنة على طريق الهدف المنشود لتحقيق الاصلاح الذي نتغنى به .
وتاليا سيرة ومسيرة طيب الذكر محمد العلاف
ولد العلاف في عمان عام 1950 وانتسب للقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي في عام 1969 وتدرج في الرتب وتولى العديد من المواقع الرئيسية الهامة الى ان احيل على التقاعد في عام 2007 برتبة لواء بعد خدمة دامت 38 عاما .
وخلال خدمته في القوات المسلحة تولى العديد من المناصب والمواقع القيادية ووظائف الأركان من أهمها مديرا للاستطلاع ومديرا للتخطيط والتنظيم وآمرا لكلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية ومساعدا لرئيس هيئة الاركان المشتركة للتخطيط الاستراتيجي .
وفي عام 2007 تم تعينه سفيرا في وزارة الخارجية وبتاريخ 5 / حزيران / 2007 تم تعينه في منصب الممثل الدائم للاردن لدى الأمم المتحدة وبقي في هذا المنصب حتى عام 2010 حيث تم تعينه مستشارا في الديوان الملكي الهاشمي وبقي حتى تاريخ 15 / تشرين ثاني / 2015 حيث صدرت الارادة الملكية السامية بتعيينه رئيسا لهئية مكافحة الفساد والتي تم لاحقا وفي عهده تغيير اسمها لتصبح هيئة النزاهة ومكافحة الفساد .
والعلاف حاصل على درجة الماجستير في استراتيجية الأمن القومي من جامعة الدفاع الوطني NDU واشنطن عام 2001 ودرجة الماجستير في العلوم العسكرية والإدارية من جامعة مؤتة عام 1997 وشارك في عدد كبير من دورات التأهيل العسكري والسياسي والاستراتيجي في مجالات الأمن والدفاع والإدارة العليا والعمليات واللوجستك .
أنا لنا مسؤولين في مستوى مثل هذه القامة الوطنية ليتولوا ادارة شؤون الدولة الاردنية