صراحة نيوز – عقد حزب جبهة العمل الإسلامي مؤتمره العام السادس صباح اليوم الخميس والذي سيتضمن انتخاب الأمين العام للحزب والأعضاء المكملين لمجلس شورى الحزب من قبل أعضاء المؤتمر العام المنتخبين وعددهم 684 عضواً.
وتشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الذي تبدأ أعماله الساعة ١١ صباحاً إشهار الرؤية الاقتصادية للأردن ٢٠٣٠ والتي عكف الحزب على إعدادها بالتعاون مع خبراء في مختلف المجالات على مدى 30 شهراً، وسط حضور واسع لشخصيات وطنية سياسية واقتصادية وإعلامية ونقابية، يليها انتخاب ١٨ مرشحاً كأعضاء مكملين لمجلس الشورى وذلك بعد أن أتمت فروع الحزب انتخاب ممثليها في المجلس وعددهم 80 عضواً يضاف إليهم الأمين العام للحزب ورئيس مجلس الشورى حكماً بحسب التعديلات الأخيرة على النظام الأساسي للحزب، يليها جلسة انتخاب الأمين العام للحزب، ثم إقرار السياسات العامة للحزب.
كما كانت فروع الحزب استكملت انتخاب 315 عضواً ممثلين لها في المؤتمر العام البالغ عدد أعضاءه 679 عضوا منهم أعضاء مجلس الشورى الحالي والمنتخبين للمجلس القادم، وأعضاء الهيئات الإدارية للفروع، فيما يصار إلى عقد جلسة لأعضاء مجلس الشورى الجديد بعد نحو شهر من انتخاب الأمين العام الذي سيقدم رؤيته لتشكيل المكتب التنفيذي للحزب ليتم التصويت عليها من قبل أعضاء المجلس، ومن ثم استكمال تشكيل الهيئات القيادية والمحاكم الداخلية في الحزب وفق النظام الأساسي.
وكان الحزب أعلن في وقت سابق عن استكمال إعداد “رؤية الأردن الاقتصادية 2030” والذي يتضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية عبر عدة مراحل نحو تحقيق تنمية اقتصادية مستقرة ومتوازنة و”رفاه اقتصادي واجتماعي مستدام للمجتمع الأردني عام 2030 “.
وتمثل الدراسة تقديم نموذج اقتصادي لحل المشكلات الاقتصادية وابتكار نظرية للاقتصاد المستدام الرشيد وفق رؤية إسلامية، بعد تحليل للاقتصاد الأردني على مدى 50 عاماً والاعتماد على معايير دولية للتنمية والاقتصاد، حيث تم اعتماد أكثر من 90 هدفًا إستراتيجيا و 318 مبادرة و 112 مشروعًا كلها قابلة للتنفيذ ويمكن من خلالها تحقيق مستهدفات الخطة.
وأكد رئيس المؤتمر ورئيس مجلس شورى الحزب الدكتور عبدالمحسن العزام على ما يمثله المؤتمر العام للحزب وانتخاب قياداته العليا من تظاهرة سياسية تعبر عن المؤسسية الشورية والتداولية، مشيرًا إلى ثوابت الحزب عبر مسيرته السياسية وأهدافه وغاياته الوطنية السامية ودوره المتقدم للمشهد الوطني سواءً من خلال إطلاق المبادرات والدعوات للحوار مع الجانب الرسمي، أو من خلال التشاركية مع مختلف القوى الوطنية والحزبية بهدف إحياء ما وصفه بالعملية السياسية المنهكة وإعادة روح الأمل للشعب في بناء دولة المؤسسات وصون الوحدة الوطنية الجامعة وتحقيق مفهوم المواطنة.
وقال العزام: “لا يزال الحزب يعطي ملف الإصلاح السياسي الأولوية القصوى باعتباره قضية وطنية بامتياز فهو الخيط الناظم لكافة مجالات الإصلاح، وهذه المطالب الوطنية المشروعة تشكل القاسم المشترك مع مختلف القوى الوطنية والسياسية، فيما لا يزال الجانب الرسمي يمارس المناورة والالتفاف على هذه المطالب”. كما وجّه التحية للشعب الفلسطيني والمرابطين في تصديهم للمشروع الصهيوني، مؤكدًا على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني على أساس مشروع وطني للمقاومة والتحرير بدعمٍ وإسنادٍ من الشعب الأردني الذي يعتبر نفسه شريكًا في معركة التحرير.
العضايلة يعلن إطلاق رؤية الأردن 2030
بدوره، هنأ الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة بمناسبة ذكرى الاستقلال، مثمنا تضحيات الشعب بيوم الاستقلال والذي ضحّى من أجله بالدماء الزكية لتحقيقه، مؤكدا إننا “جاهزون للدفاع عن وطننا بالمهج والأرواح والغالي والنفيس لمواجهة أي مؤامرة تستهدفه أو تستهدف استقراره”.
وقال العضايلة في كلمته، إن “هديتنا للوطن في يوم استقلاله هي خطة حقيقية للاستقلال والاعتماد على الذات أسميناها “رؤية الأردن 2030″، عمل على انجازها أكثر من 350 خبير وتتضمن 17 مجالاً تنموياً وفق معايير الامم المتحدة تعالج كل المجالات التنموية في البلاد وتحوي 90 هدفاً استراتيجياً و318 مبادرة و 112 مشروع تحاول أن تعالج الخلل وتسد الثغرات وتساهم في تقديم الحلول”.
وأضاف “لقد اخترنا أن يكون اطلاق هذه الرؤية في يوم الاستقلال لعلها تكون أفقاً ومساراً نحو تدعيم كل معطيات الاستقلال سياسياً واقتصادياً واجتماعياً والعمل على نقاط القوة ومصادر الثروة الأردنية مادياً وانسانياً حتى يكون البناء القادم بأيدٍ أردنية خالصة تحمل البلد في السراء والضراء والشدة والرخاء وتعيد الأردن إلى مواقع الصدارة في الانتاج وتقديم الكفاءات”.
ولفت إلى أن “هذا البلد مبارك بركة مادية ومعنوية وانسانية والبركة فيها منسوبة الى الله “باركنا حوله” فضيق الأحوال ليس قدرا علينا نتقبله بل هو حال نريد تحويلها الى ما هو أحسن منها باستثمار كل ما وهبه الله لبلدنا من مقدرات لا نتوهم وجودها بل تثبتها الارقام والدراسات وآراء الخبراء”.
وفيما يتعلق بمسيرة الحزب قال الأمين العام “يمر علينا في هذه الايام الطيبة ايضا ثلاثون عاما من عمر الحزب وهو بمثل هذه الرؤى وبرامج العمل، وليست الاولى ولن تكون الأخيرة، يقدم عصارة جهده وفكر مختصيه وخبرائه ليكون معول بناء وكتف اسناد للوطن في كل الأوقات، وان كان هذا الوقت الان ألزمها والاقليم والعالم يموج بتغييرات وأخطار محدقة لا بد أن تنعكس علينا كجزء من هذا العالم”.
وتابع قائلا: “لا نزعم اننا نمتلك الحقيقة المطلقة ولا الوصفة الوحيدة ولكننا جمعنا لهذه الرؤية خيرة الخبراء الاردنيين الاكاديميين وابناء الميدان في عشرات اللقاءات والاجتماعات والندوات والعصف الذهني والمداولات و الكتابات والابحاث لنقدم للوطن وابناءه فكرة عملية قابلة للتطبيق ومرنة لادخال التعديلات وأهم ما فيها أن الأردن بلدا وأرضا وسكانا هو مادة الرؤية وأدواتها ووسائل تطبيقها “وما يرفع الاوطان الا رجالها وهل يرتقي الناس الا بسلم”.
وأكد العضايلة بأن الحزب بهذه الرؤية يمارس اعلى درجات الاشتباك الايجابي مع الهم والحاجات والمعطيات الاردنية فلا يكفي قول لا ولكن نتبع بعدها اقتراحا وعملا لتعم فضائل النعم والقبول والتغيير على ابناء الوطن.
ووجه في هذا السياق عدة رسائل أولها موجهة إلى “شعبنا العظيم بأن الأمل والخير موجود في هذا البلد فلا يأس ولا قنوط من التغيير والإصلاح، خطب احدهم مرة يقول : ( عندما أسمع البعض يشيع اليأس من التغيير في بلادنا فإني أشك في حبهم لها )، هذه أوطان والوطن يستحق القتال من أجله والتضحية بالغالي والنفيس لعينيه والمعاناة في سبيله.
والرسالة الثانية بأن “هذا الإصلاح الاقتصادي لا يَعوقه إلا إغلاق أفق الاصلاح السياسي، وأنه لا اصلاح اقتصادي بدون اصلاح سياسي، وإن الاستئثار بالسلطة وتغييب الشعب عن دوره وابعاد أصحاب الكفاءة لصالح الولاء الموهوم أطاحت بكل منجزات الوطن، فلا إصلاح حققنا ولا ولاءً أبقينا فالأوطان لا تُبنى بالمنافقين والمُصفَقين”.
أما الرسالة الثالثة بإن إمكانية الإصلاح والنهوض باللبلد متوفرة سواء بالموارد البشرية المتميزة أو الموارد الطبيعية ولا يحتاج الأمر أكثر إرادة جادة وإيمان عميق بهذا الوطن
ووجه رسالة إلى أعضاء الحزب وكوادره وأنصاره، قائلا: “إننا بعون الله قادرون على خدمة بلدنا وتقديم الكفاءات والطاقات التي لا يحول بينها وبين خدمة هذا الوطن إلا أدوات التزوير والفساد والإقصاء، ولذلك أقول لإخواني أعضاء المؤتمر إننا لا نبني هذا الحزب لهذه اللحظة الراهنة رغم قساوتها وحُلكة ظلمتها، وإنما نبني لمستقبل وطننا وأجياله، والقيادة التي لا تملك الحلم والرؤية لا تستحق أن تقود أو أن تسود والمؤسسة التي لا تتطور تندثر ونحن نستلهم من تاريخ أمتنا ونصوغ هويتنا بظلالها والأمة بلا هوية مائعة ضائعة تائهة ولسنا نجلس عند أطلال الماضي وحسب بل نبني رؤيتنا ومستقبلنا بالعلم والعمل والإرادة الصادقة”.
وشدد على أن “هذا الحزب لم يُبنى بالدعاية والغواية ولا المال الفاسد ونفوذ السلطة بل بنته نفوس صادقة، صادقة مع الله وصادقة مع دينها ونبيها، صادقة مع شعبها، صادقة مع وطنها فوضع الله لها القبول في الأرض ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )”.
وأكد العضايلة بأن “هذا الحزب شجرة وارفة جذورها عميقة في الأرض وأغصانها تبلغ عنان السماء، في الدورة الماضية بلغت الزيادة في عضوية هذا الحزب 25% نسبة لكل العضوية التي دخلت الحزب منذ تأسيسه والذي بإذن الله ستتضاعف في الدورة القادمة كمّاً نوعاً”.
العدوان: من يريد منافسة حركات الإسلام السياسي عليه الدخول معها في انتخابات حرة
بدوره قال وزير الإعلام الأسباق طاهر العدوان إنه “في ذكرى الاستقلال يحق لنا أن نسأل كمواطنين عن الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال التي ترهن قطاع الطاقة بيد الاحتلال واتفاقية الماء مقابل الكهرباء”.
وأضاف في كلمته بأنه يحق لنا السؤال عن “التهديدات الصهيونية المتكررة بقطع المياه عن الأردن ما يؤكد على خطورة رهن هذه القطاعات الحيوية من الماء والطاقة بيد الاحتلال الذي يواصل الاعتداءات على المسجد الاقصى والمقدسات والوصاية الأردنية عليها”.
واعتبر بأن الاردن لم يواجه تهديدات من قبل الاحتلال كما هو واقع الان، فالاعتماد المتزايد على قروض صندوق النقد يبقي الأردن في حالة اعتماد على الدعم الأجنبي.
وبين العدوان قائلا: “لقد ظل الأردن حاضنة للإسلام السياسي النابع من تعاليم الإسلام ولم يرضخ للضغوط التي مست كل حزبي يقترن اسمه بالإسلام”
وأضاف “من يريد منافسة الحركات الإسلامية عليه أن يمارس ذلك عبر الانتخابات بعيداً عن سياسة الاقصاء التي جلبت الدمار للأمة العربية، مشيداً بما يتمتع به حزب جبهة العمل الإسلامي من مؤسسية وشورية وتدوال عملية انتخاب قياداته”.
الخبير الاقتصادي محمد البشير: المحور السياسي هو البوابة الحقيقية لتحقيق الرؤى الاقتصادية
من جهته أشار الخبير الاقصادي محمد البشير إلى أنّ المحور السياسي هو المحور الأصح والأدق والبوابة الحقيقية لتحقيق هذا البرنامج الاقتصادي الذي شاهدناه (برنامج حزب جبهة العمل الإسلامي).
وقال البشير في كلمته خلال المؤتمر “دون سياسيين مخلصين لأوطانهم لا نستطيع أن نعالج مشاكل الاقتصاد، لنقدم الأردن نموذج واقتصاده الذي يعاني من أزمة هيكلية”.
وبين بأن هذه الازمة تتمثل بأنّ حصة الصناعة والزراعة من الناتج المحلي الإجمالي لا تصل إلى 30% وأن حصة التجارة بمكوناتها المتعددة ومنها الخدمات بعنوانها الأوسع هي التي تسيطر على اقتصادنا، وهذه المعالجة خلفيتها الحقيقية هي السياسيات المالية، وأدواتها الثلاث: النفقات، والضرائب، والمديونية.
وأوضح بأن العلاقة الجدلية بين ثلاثتها، السياسيون مسؤولون عن إدارتها وعندما يكون هناك خلل فإنّ السياسيين يعبثون بهذه العناوين.
وأكد بأن العبث الذي تم بهذه السياسات المالية يمكن توصيفه بالآتي: ارتفاع النفقات الجارية على حساب النفقات الرأسمالية بحيث أصبحت الرواتب تشكل 65 من النفقات الجارية.
وأضاف “عبث سياسي بالاقتصاد الوطني، والنفقات الرأسمالية لا تصل إلى 12% من النفقات الإجمالية وهذا يعني تدهور بالبنية التحتية للاقتصاد الوطني ممثلة بالتعليم والصحة والنقل واشتقاقاتها المختلفة، هذا العبث الذي تم خلال الفترة الماضية كان يحدث عجزًا مستديمًا، وكان هذا العبث يأتي عبر الضرائب أيضًا.