صراحة نيوز – سطر العميد المتقاعد هاشم المجالي مقالة جديدة له خاطب فيها رئيس حكومة اسبق انفردت عائلته بتولي المناصب الرفيعة ابا عن جد والتي تأتي ردا على مقالة كتبها صاحب الدولة .
واستعرض المجالي في مقاله ” واقع حال عامة الاردنيين والفرص المتاحة لهم في الحياة العامة مقابل مع حظي به وعائلته من فرص ومستوى معيشة ومكتسبات .
كما وجه في مقاله الذي جاء بعنوان ” من العميد المتقاعد ابن الوكيل ابن المزارع الى دولة الرئيس ابن وحفيد دولة الرؤوساء ” سؤالا لصاحب الدولة ان كانوا يُعلمون أنفسهم واولادهم الأمانة والإنتماء والولاء .
وأضاف ” رغم الفقر والكد وقلة الحيلة، تعلمنا الأمانة الشرف والأخلاق وحب الشهادة لأجل الوطن والدفاع عنه، فماذا انتم تعلمتم من ذلك غير تولي المناصب والحقائب واغتصاب المنح والثروات والمقدرات ” .
ادارة التحرير : من قراءة المقالة يتضح ان المعني في المقال هو رئيس الوزراء الأسبق سمير زيد سمير الرفاعي الذي كتب مؤخرا مقالة بعنون ” على مشارف مرحلة جديدة” وعليه تم تغيير العنوان السابق بناء على طلب الناشر
نص مقال المجالي
لقد قرأت مقالاتكم وتابعت نشاطاتكم يا دولة الرئيس ، وتذكرت والدي عليه رحمة الله تعالى الذي كان قد شارك في حرب ال 48 حيث اصابت جسده شظية ادت الى استئصال إحدى كليتيه .وكان قد عاش بقية عمره بكلية واحدة ، في حين كان دولة والدكم يركب افخم السيارات ويسكن الفلل ويلبس أفخم الماركات ، ويتقلد اعلى المناصب ويجمع أكبر الثروات ويمارس أفخم الهوايات ولا يتنقل ألا بالطائرات ، بعكس والدي الذي كان يركب الخيول والتراكتورات والباصات ، وكل ذلك لكون والدكم و جدكم يا دولة الرئيس كانوا رؤوساء للوزارات .
لقد درسنا نحن في مدرسة الربة الإعدادية الثانوية الشاملة ، فاين أنتم درستم ! لقد كنا نهكل هم لبس البنطلون المُرَقًع والقرش نص ثمن ساندويشة الفلافل بالفرصة ، وكان بوط الرياضة من البلاستيك أو أبو رزة في أحسن احوالنا، فماذا أنتم هكلتم ؟
لقد كنا نتعارك على ازواج الجرابات ونتشارك الأواعي الداخلية في حين كنت انتم في هارفرد وجامعات بريطانيا وامريكا تتسوحون بين المسارح والبارات بمنح مالية من ما ندفعه نحن للدولة من ضرائب وأتاوات .
ومع ذلك يا دولة الرئيس تعلمنا رغم الفقر والكد وقلة الحيلة، تعلمنا الأمانة والشرف والأخلاق وحب الشهادة لأجل الوطن والدفاع عنه، فماذا انتم تعلمتم من ذلك غير تولي المناصب والحقائب واغتصاب المنح والثروات والمقدرات .
يا دولة الرئيس من تاريخنا وتاريخ كل الأمم هناك قواعد طبيعية ونواميس للكون تقول أن الغنى الفاحش دائما يصاحبة عهر فاحش . ومع السلطة المغتصبة تكون الحاشية الفاجرة والأخلاق الفاسدة . وان الفقراء اوالمظلومين هم أكثر مواطنين أهل الجنة سكنا ، وان المسؤولين والولاة والأغنياء هم أكثر أهل النار موطئا ، فلكم الدنيا القصيرة الفانية ولنا إن شاءالله الآخرة الطويلة الخالدة .
يا دولة الرئيس هل تعلمون انفسكم واولادكم الأمانة والإنتماء والولاء رغم بعدكم عن الفقر وقلة الحيلة، فنحن كنا قد خضنا هذه التجارب واختبرتنا الايام والأزمان ، ولقد نجحنا بإختباراتنا ، بينما انتم في حياتكم لم تناموا يوما جوعانين ولم تعرفوا الملابس المشاع بين الأخوة ولا الحراثة او الزراعة او الحصاد واللقاط من على البيادر ، فهل ستنجحون وأنتم ووالدكم وجدكم لغاية الآن لا زلتم تكلفون الدولة أثمان أفخم السيارات وفصائل الحرس ووضباط المرافقات وأجزل الأعطيات والإكراميات في العيديات !!
والله إنني أقف عاجزا بالرد على مقالات وتصريحات دولتكم ، وانتم تتكلمون على أن الفشل يكون في اختيار الشعب للنواب وليس بقانون الإنتخاب ، ونسيتم دولتكم أنكم انتم من ساهمتم ووافقتم على هذا القانون ، وتناسيتم أن هناك نواب سوف يكونوا من خلال التعيينات وليس الإنتخابات في مجلس النواب وبرعاية من الدولة التي كنتم انتم في يوم من الأيام تترأسونها ، وهذا ما قد اعترف به معالي الكلالدة على الأعلام و الملأ العام ، وأنا أعرف ومتأكد بأن المال الأسود الذي سيدفع منكم ومن الجونيات سيساهم في اختيار أعضاء لمجلس النواب كع نواب التعيينات ليدافعوا عنكم وعن سيرة حياتكم .
دولتكم كنتم قد نصحتم بأن تحاربوا الواسطة والظلم ، وتريدون تطبيق القوانين وعدم تغول السلطات التنفيذية على التشريعية والقضائية ، وألله إن هذا الطرح والنصح جميل جدا ، ولكنني كنت اتمنى ان يكون هذا الطرح ليس بعد خروجكم من الولاية العامة التي حتما تتمنون أن تعودون لها في المستقبل القريب .
واخيرا أحمد لله كثيرا انكم قد تسلمتم رئاسة الحكومة في ريعان شبابكم وإلا لكنتم بعدكم بالوظيفة العامة تستلمون حقيبة تلو حقيبة ترهقون الوطن وترهقونا بتصريحاتكم الرنانة .
دولتكم لم يبقى لكم من الوظائف الحكومية الا وظيفة واحده وكتتم قد توليتموها انتم ووالدكم وجدكم ألا وهي رئاسة الوزارة ، وهذه الوظيفة لا يملك أحد اعطائكم اياها مرة أخرى إلا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ..
دولتكم لو لم تكن أنت إبن وحفيد رؤوساء وزارات ومن أزواج خالاتكم وعماتكم وأنسبائكم رؤوساء ومعالي ورؤوساء مجالس ادارات لكبرى الشركات.فماذا ستكونون ؟؟؟ هل ستكونون سواقين للتكاسي او معلمين مدارس او من الضباط المرابطين على الحدود او من منظمين المرور بالشوارع .
ارحمونا ولا تذكروننا بأن ماضينا كان مخضرا في أحلام مستقبلنا ، ولكنكم قد سرقتم حتى احلامنا وحولتموها بتوليكم وراثة الولاية العامة الى كوابيس مصفرة مسودة ، فلا أحلامنا ولا مقدراتنا وقدراتنا تشبع طمعكم وغروراتكم اللامتناهية .
وعظم الله أجركم يا وطن وحسبنا الله فيكم الى يوم القيامة .