صراحة نيوز – عرض وزير الداخلية الأسبق العين حسين هزاع المجالي، في محاضرة خلال استضافته من جمعية الصداقة الأردنية الهولندية، في مبنى غرفة تجارة عمان، مساء أمس، الى أبرز الازمات التي تحيط بالأردن والتحديات الراهنة.
وقال العين المجالي: يمكن تقسيم التحديات التي تواجه المملكة إلى تحديات سياسية وامنية خارجية وأخرى داخلية تتعلق بالمشاكل الداخلية من فقر وبطالة وازمة الثقة بين المواطن والحكومات والتحديات الفكرية والثقافية والاجتماعية، الى جانب تحديات اقتصادية غير مسبوقة، انعكست على حياة المواطن المعيشية والاجتماعية، جراء التبعات التي رتبتها جائحة كورونا على اقتصادنا الوطني والحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على ارتفاع الأسعار واضطراب سلاسل التوريد وارتفاع أجور الشحن لمستوى قياسي وتوفير مخزون امن من الغذاء.
ولفت المجالي الى ان الأردن ليس بمعزل عن الازمة الاقتصادية العالمية، التي نجم عنها تقلّص أرقام النمو الاقتصادي، وفاقمت مشكلتي الفقر والبطالة، وعرقلت الخطط الاقتصادية والتنموية، مشيرا الى ان الجائحة وما يجري في دول الاقليم، جعلنا في وضع صعب، واستمرار الأوضاع المحيطة بنا على حالها، سيلقي علينا المزيد من الأعباء”.
وأوضح ان الاردن يواجه تحديات كبيرة محليا وعظم التحديات الإقليمية المحيطة والتي مازالت تلقي بظلال سلبية على الاقتصاد الوطني.
ولفت الى أبعاد وتداعيات المشهد الاقليمي المضطرب على واقع الأمن وعمليات الإصلاح والتنمية الشاملة، وأثر ذلك في مستقبل التفاعلات السياسية والاقتصادية على الساحة المحلية.
واكد اننا نواجه حربا على الحدود السورية، الا وهي حرب مخدرات.. من قبل بعض التنظيمات والمليشيات التي تأتمر بأجندات خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.
وقد أجبرت الزيادة الكبيرة في محاولات التهريب الأردن على تغيير قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش على امتداد الحدود، إذ أعطى للجيش سلطة استخدام القوة الساحقة.
وأضاف “عمليات تهريب المخدرات أصبحت منظمة وتلقى الرعاية والدعم من أشخاص في القوات السورية وأجهزتها الأمنية، إلى جانب مليشيات حزب الله وإيران الموجودة في الجنوب السوري”.
واكد ان الأردن الرسمي يسعى جاهدا لتكثيف جهوده للتوصل الى حل للازمة السورية وتوصل الأطراف العراقية الى تفاهمات تضمن استقرار البلد واهمية الحفاظ على امن واستقرار لبنان.
واكد العين المجالي موقف الاردن الواضح تجاه القضية الفلسطينية” ام القضايا” والوصايا الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وحل الدولتين واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح العين حسين المجالي أنَّ قرار جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بتشكيل لجنة تحديث المنظومة السياسية يأتي في سياق رؤيته لأهمية العمل السياسي، والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وذلك ليتمكن الأردن من تجاوز العقبات والتحديات في مئويته الجديدة، وليحقق طموحات الأردنيين ويضمن مستقبلهم.
مؤكدا ان هناك إرادة سياسية نحو تحديث وتطوير المنظومة السياسية الأردنية، وقال ان التعديلات الدستورية دخلت حيّز النفاذ، تلاها إقرار قانون الأحزاب السياسية مؤخّرًا، وقانون الانتخاب اللذان يدعمان دعم مشاركة الشباب والمرأة.
وأشار الى ان المرحلة القادمة وفي سياقاتها الدستورية الناظمة للحياة السياسية أصبحت مُكتملة، وبحاجة إلى إنفاذها لتأسيس واقع سياسي أردني جديد، تتحقّق فيه ولو بشكل نسبي الحكومات البرلمانية المنشودة في السنوات القادمة.
وأشار المجالي الى ان السياسات والبرامج الاقتصادية التي طبقها الأردن بقيادة جلالة الملك ومتابعته المباشرة أدت إلى تحقيق نتائج ايجابية وان ما زالت دون الطموح لكنها مؤشر على إننا نسير بالاتجاه الصحيح.
ولفت الى الرعاية الملكية لفعالية إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي المنبثقة عن مخرجات ورشة العمل الاقتصادية الوطنية، وان الرؤية تمثل خريطة طريق وطنية عابرة للحكومات بمعايير طموحة وواقعية، وهي نتاج عمل وطني شارك فيه أكثر من 500 ممثل عن القطاعين العام والخاص والبرلمان والمجتمع المدني وخبراء وأكاديميون ومختصون.
وشدد على انه لا يمكن أن تنجح تلك الرؤية إلا بالتشاركية الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى دور المواطن ليكون شريكا في اتخاذ القرارات الحاسمة.
واكد المجالي اننا لا يمكن ان ننكر دور السلطة الرابعة في كشف الكثير من الحقائق والقضايا وتزويد المجتمع بها، لافتا الى تراجع دور بعض وسائل الاعلام امام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف ان الحلول تبدأ في التشريع والإدارة وتعاون الجهات كافة لوضع تدابير وضوابط على وسائل التواصل الاجتماعي، لمنع تحولها لأدوات من أدوات الإشاعات والفرقة والتحريض والتخوين واغتيال الشخصية والكراهية والابتزاز.
وأشار الى ان المواطن بات اليوم فريسة للإعلام الموجه والمشوه، الذي يستهدف أمننا الوطني، بسبب سياسة عدم الانفتاح ووضع المواطن أولًا بأول بصورة المعلومة الحقيقية والدقيقة في الوقت المناسب والسرعة اللازمة.
وختم العين المجالي قائلا ان الأردن ومنذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة واجهته تحديات كبيرة وعديدة إلّا أنه كان يتجاوزها ويخرج منها أكثر قوة بحكمة القيادة الهاشمية ووعي الشعب الأردني.
مؤكدا انه ورغم كل التحديات والمعيقات الا انني متفاءل نوعا ما، بوعي الشعب الأردني المتواجد على ارض الحشد والرباط، ولدي الامل ان تسهم الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية في النهوض بالأردن على مختلف المستويات.
ودعا الجميع للمشاركة في صنع القرار وتحويل التحديات الى فرص، والمشاركة الفاعلة بالحياة السياسية واختيار مجلس نواب قوي يقوم بدوره على أكمل وجه وتقديم المقترحات والأفكار التي من شأنها رفع مستوى المعيشة وتحسين ظروف الحياة، فأبواب الديوان الملكي مفتوحة للجميع، كما ان مجلس الاعيان أيضا جاهز لاستقبال أفكار واراء الناس وايصال صوتهم للمعنيين.
وفي نهاية المحاضرة دار نقاش موسع، أجاب خلاله الضيف المحاضر على أسئلة واستفسارات الحضور.