صراحة نيوز – أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أن الصناعة الوطنية تحتاج للرعاية والاهتمام والدعم المستمر من مختلف الجهات المعنية باعتبارها تشكل احد ابرز القطاعات الاستراتيجية بالاقتصاد الوطني.
وقال الفايز خلال رعايته مساء اليوم الثلاثاء، حفل إشهار كتاب (صنع في الأردن)،رؤية وطن لمؤلفه المهندس موسى الساكت ” إن صناعتنا الوطنية، ونظرا لجودتها العالية، ومواصفاتها العالمية، تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة في الأسواق المختلفة، وهذا مؤشر على تميزها وقدرتها، على منافسة مختلف الصناعات”.
وأضاف “في ظل الظروف المحيطة بنا، وتداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب علينا من تحديات اقتصادية فان المسؤولية الوطنية تحتم إعطاء الأولوية للمنتجات والصناعات المحلية وزيادة التوعية بأهميتها وحث المستهلك للأقبال عليها، باعتبارها منتجات عالية الجودة”.
وشدد رئيس مجلس الأعيان على ضرورة السعي بكل جهد ممكن، من اجل التعريف بصناعتنا وإبراز المواصفات التي تتمتع بها، وقدرتها على منافسة الصناعات الأجنبية، مشددا على ضرورة الاستمرار بالتوعية بخصوص تشجيع المواطنين على شراء منتجاتها وتفضيلها على البضائع المستوردة.
وقال الفايز ” إن المطلوب اليوم العمل على توفير التسهيلات اللازمة لصناعتنا، وتقديم المزيد من الدعم لها، خاصة في مجال الطاقة المتجددة، وفتح أسواق جديدة أمامها، ما سيعمل على ادامتها، ويمنع انتقالها للخارج، ويشجع المستثمرين الأردنيين وفي الدول الشقيقة والصديقة، على اقامة صناعات واستثمارات جديدة في بلدنا”.
وأضاف “أن هذا الأمر سينعكس بشكل إيجابي، على الاقتصاد الوطني والحد من مشكلتي الفقر والبطالة، وزيادة النمو، وخفض التضخم وان انتعاش الاقتصاد الوطني وازدهار الصناعة ومنحها الأولوية سيمكنها من مواجهة التحدي الاقتصادي الذي نعيشه”، مؤكدا أن الاهتمام بالصناعة ضرورة ملحة، وعلى تشريعاتنا حمايتها وتوفير البيئة اللازمة لنهوضها وازدهارها.
وزاد الفايز “أن مواجهة التحدي الاقتصادي، والنهوض بالقطاع الصناعي، يحتاج اليوم إلى حالة تشاركية، من جميع المعنيين في القطاعين العام والخاص، للوصول إلى توافقات ، تفضي إلى مقترحات وحلول عملية، تمكن من مواجهة تحدياتنا الاقتصادية، وتنهض بصناعتنا الوطنية”.
وأشار رئيس مجلس الأعيان إلى أن الجميع يدرك الجهود الكبيرة، التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني، من اجل مواجهة تحدياتنا المختلفة، ” فجلالة يؤكد باستمرار بان المواطن ومستوى معيشته، وتوفير الحياة الكريمة له هو الأساس.
واكد أن جلالة الملك “دائما يوجه الحكومات لان يكون الهدف الأساسي لسياساتها، هو النهوض بمعيشة المواطن، ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة، والاعتماد على الذات في مختلف السلع والمنتوجات والحفاظ على امننا الغذائي، والنهوض بصناعتنا الوطنية وتوفير التسهيلات اللازمة لها باعتبارها اكبر القطاعات المشغلة للأيدي العاملة”.
وقال الفايز “إن جلالة الملك يؤكد باستمرار إن أي أصلاحات مالية واقتصادية يجب أن تمكن الصناعات المحلية من المنافسة في الأسواق الداخلية والخارجية وتعمل على تحفيز وتشجع النمو الاقتصادي “.
وقدم رئيس مجلس الأعيان الشكر للمهندس الساكت ولكل من اسهم في إصدار الكتاب الذي يستعرض مفاصل حملة صنع في الأردن ومراحل تطورها والتشبيك بين القطاعين العام والخاص اضافة إلى دراسات تحلل الأثر المتحقق منها واستراتيجية عملها ودور الإعلام في تسليط الضوء على أهميتها وانعكاسها الإيجابي على الصناعة المحلية والاقتصاد الوطني الكلي.
بدوره، أشار رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان الأسبق الدكتور حاتم الحلواني إلى أن الصناعة تعد شاهدا على التطور الذي تشهده المجتمعات بمختلف مجالاتها، لافتا إلى تطورها التاريخي العالمي عبر الزمن وصولا للثورة الصناعية الرابعة.
واكد الحلواني الذي كان أيضا وزيرا سابقا للصناعة والتجارة، أن الصناعة الوطنية شهدت تطورات مهمة على صعيد جودتها ومساهمتها بالناتج المحلي الإجمالي الذي يصل إلى 25 بالمئة، إلى جانب كونها محركا أساسيا لمعظم القطاعات الاقتصادية، والمشغل الأساس للأيدي العاملة.
وبين الحلواني أن الصناعة الوطنية أثبتت قدرات عالية خلال الأزمات العالمية وآخرها جائحة كورونا، حيث استطاعت أنتاح منتجات حقق معها الأردن الاكتفاء الذاتي ولا سيما من المواد الغذائية والدوائية والمعقمات، مشددا على أن أي اقتصاد لا تقوده الصناعة والزراعة والاعتماد على الذات “يعد اقتصاد ضعيف”.
من جانبه قدم الخبير الاقتصادي الدكتور جواد العناني، قراءة للمشهد الاقتصادي الأردني الذي تأسس على أيدي التجار وتحولهم لاحقا لبناء صناعة وطنية إلى أن جاء بناء المدن الصناعية بمختلف مناطق المملكة، مؤكدا أن الصناعة الوطنية حققت نهضة وإنجازات كبيرة رغم المنافسة الكبيرة.
ولفت إلى أن نجاح الصناعة يتطلب تعاونا من كل الأطراف، وضرورة ربط البحث العلمي بالصناعة ورفع عبء المراقبة عن كاهل المستثمر، مشيرا إلى أن الصناعة هي جزء أساسي من رؤية التحديث الاقتصادي التي يدعمها جلالة الملك عبد الله الثاني.
من جانبه أشار المهندس الساكت الذي يعد الرئيس الأول لحملة (صناعة في الأردن)، خلال الحفل الذي أقيم بالمركز الثقافي الملكي، إلى أن ازدهار الأردن وتقدمه لا يمكن أن يتم إلا من خلال الصناعة كونها داعما مهما للناتج المحلي الإجمالي ومولدا لفرص العمل.
ولفت الساكت إلى أن الحملة التي أطلقتها غرفة صناعة عمان برعاية من صناعة الأردن وغرف الصناعة الأخرى وبالتعاون مع المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية والعديد من المؤسسات الرسمية الأخرى، جاءت بهدف الترويج للصناعة الوطنية وتشجيع المواطنين على شراء منتجاتها.
وجرى خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن تطور الصناعة الوطنية التي بدأت مع تأسيس الدولة الأردنية، وما حققته من أنجارات بعهد جلالة الملك عبد الله الثاني.