صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
لن أخوض فيما حصل في وطننا الحبيب يوم السبت الموافق ٢٠٢١/٤/٣ ، لأسباب عديدة جداً ، أهمها احترامي لعقلي ، امام هذا الارتباك والتناقض المُعيب في كل ما صدر عن الجهات المسؤولة دون استثناء ، لانه أظهر ضعف وارتباك كل من في المشهد ، كما انهم صَغَّروا الاردن ، وشوهوا استقراره ، واضاعوا هيبته ، وتبدى ان الدولة الاردنية تفتقر الى رجال بمستوى ادارة الوطن .
الدولة الاردنية تفتقر الى رجال اكفياء ، وشرفاء ، تَكْبُر المناصب بهم ، رجال ، يُهابون ، لا يَهابون . وقد كَلَّ ، ومَلَّ كل شرفاء الاردن والمنتمين اليه وهم يؤشرون على هذا الخلل الذي ادى لانحدار الوطن ، وعبَّروا عن ذلك شفاهةً او كتابةً وانا أقلُّهم قَدْراً ، وانتماءاً ، ومعرفةً . لكن لم يُلتفت الى هذا التأشير الخطير .
بعد حدوث اي حدث ، تكمن الاهمية في كيفية التعامل معه ، ثم أخذ العِبرة منه ، والاستفادة منه ، والبناء لكيفية تفادي تكراره ، والإتعاظ ، لانه من الغباء ان لا نتعلم من أخطائنا ، والمؤمن لا يُلدغ من جحر واحدٍ مرتين .
العِبرة ، والعِظه التي يجب ان يخرج بها الذين يتسنمون إدارة الدولة الاردنية بان الفَلاح في الإصلاح . إصلاحاً حقيقياً ، شمولياً محوره ، ومرتكزه ما يطالب به الشعب الاردني منذ عقود من الزمن . نعم المطلوب اصلاحاً حقيقياً ، لا تجميلياً ، لان عمليات التجميل في أحايين كثيرة تشوه الجمال الرباني الطبيعي ، وهو ما حصل في إصلاحنا الذي نَدَّعِيه .
هل مِن مُعتبر !؟ هل من وطني مُخْلِصْ !؟ هل مِن مُخَلِّصْ !؟ هل من لِص يرعوي ويستيقظ ضميره ويتحول من لِص الى مُخَلِّصٍ مُخْلِصْ !؟ هل من مسؤول يتحول من حياة العبودية والرِق للحصول على الرزق ، الى مُنْقِذْ !؟
الاوطان احياناً مثل الاشياء ، تُباع وتُشترى ، نعم تُباع وتُشترى ، تُباع باللصوصية ، والخِسه ، والسعي للحصول على المراكز والفلوس ، فالفاسد يبيع وطنه بحفنة من مال ، وكذلك تُشترى الاوطان بالتضحية والشهادة بتقديم الروح قُرباناً للوطن ، كما تُشترى الاوطان بالاخلاص لها ، والتفاني من اجلها ، والعمل باخلاص للارتقاء بها ، فالارتقاء بالاوطان كما الشِراء . فالشهيد مثلاً يشتري وطنه بروحه ، عندما يذود عن حمى وطنه وكرامته واستقراره بتقديم روحه رخيصة . كثيراً ما يدور في خُلدي لو عَرِفَ شُهداء الوطن مثل : الشهيد / مُعاذ الكساسبه ، والشهيد / راشد الزيود ، والشهيد / سائد المعايطه ، والشهيد / محمد ضيف الله الهباهبه ، والشهيد / فراس العجلوني ، الشهيد / محمد سليم الطراونه ، بما وصل اليه الوطن من دمار وانحدار ، يا ترى هل يسألون انفسهم عن صِحة خطواتهم باقدامهم على الشهادة من أجل وطن انحدر ولم يرتقي بعد تقديمهم ارواحهم الغالية للارتقاء به !؟ هل يعتبروننا اننا خذلناهم ولم نحافظ على الوطن الذي استودعونا اياه !؟
الاوطان يحميها ابناؤها ، بالتفافهم حولها ، وحمايتهم لها ، والتضحية من اجلها . والتفاف الشعب واجماعه على الحفاظ على الاوطان يقوي الجبهة الداخلية ، ويُمتِنها ، فتصبح عصية على الاختراق ، والاستهداف ، وهذا يقوي جبهة الاوطان الخارجية ، فلا يتجرأ ، ولا يقوى أحد من الاعداء على المغامرة ، لانها تصبح مقامرة ، غير مضمونة النتائج .
وطننا يغرق ، ويستغيث لانقاذه صحياً ، واقتصادياً ، واجتماعياً ، ولا يقوى على إضافة الاستهداف للتحديات التي يكابد منها ، لان ذلك يُسرِّع في الإنحدار الذي نهايته الإنهيار . واختم بنصيحة بحجم وطن : الفلاح في الاصلاح .