نجحت دولة قطر في الحصول على شرف استضافة كأس العالم 2022 في عام 2010، ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا تعمل على استخدام كافة التقنيات التكنولوجية لتنظيم الحدث الكروي الأكبر، ألا وهو مونديال قطر 2022، وبناءً عليه فقد شهد القطاع السياحي في الدولة تطورًا ونموًا هائلًا خلال السنوات القليلة الماضية، سواء كان ذلك في أعداد السياح الزائرين للدولة، أو للبنية التحتية المتطورة الأمر الذي يحقق للبلاد تنوعًا اقتصاديًا في العديد من المجالات.
وبحسب ما كشفت عنه دائرة الإحصاء والتخطيط في قطر، وصل عدد زوار البلاد منذ شهر يوليو الماضي إلى أكثر من 650 ألف زائر، أي بمعدل نمو يصل إلى 490% مقارنة بعدد الزوار في العام الماضي في نفس الشهر والذي وصل إلى 200 ألف زائر فقط.
وجهات سياحية
يقول المدير التنفيذي لإحدى شركات السياحة، سعيد الهاجري أن الارتفاع الملحوظ ومعدل النمو الكبير في عدد زورا قطر يعود إلى أن بلاده قد أصبحت أحد الوجهات السياحية البارزة والأكثر نموًا في العالم، مؤكدًا على أن بلاده تتمتع ببنية سياحية متميزة، ناهيك عن التنوع الاقتصادي في منظومة الفنادق ذات العلامة التجارية الشهير، والمتحف المتنوعة، والأسواق التي تضم ممتلكات عصرية وتراثية تعزز ثقافة البلاد وعاداتها، إضافة إلى البنية التحتية للطرقات العامة، والمطارات الحديثة المواكبة للتكنولوجيا، وشركات الطيران المتميزة على مستوى العالم.
كما وأضاف الهاجري أن هناك علاقة وطيدة بين وارتباط وثيق بين زيادة أعداد السياح الوافدين لدولة قطر مع اقتراب انطلاق مونديال قطر2022، خاصة وأن بلاده قد باتت هدفًا سياحيًا لأي شخص في العالم للتعرف على ما تمتلكه البلاد من إمكانيات، سواء تجلى ذلك في الفترة الحالية أو أثناء انطلاق المونديال.
كيف استعدت قطر للاستقبال مونديال2022؟
تمكنت قطر منذ قرابة الـ 11 عامًا من الحصول على شرف استضافة الحدث الكروي العالمي، وبدأت بتهيئة كافة الظروف المناسبة للجماهير والمشجعين والمنتخبات المشاركة في كأس العالم، ووفقًا لما صرحت به وزارة الخارجية، قالت بأن حكومتها قد شكلت لجنة عليا منذ عام 2011 تمثلت مهامها في الإشراف على تنفيذ مشاريع البنى التحتية لاستقبال أكبر حدث رياضي عالمي، إضافة إلى وضع الخطط التى تحتاجها أي دولة مستضيفة للمونديال؛ ليكون هذا الحدث إرثًا عالمي لدولة قطر يجسد تراثها وثقافتها ويجعلها واجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار من كافة أنحاء العالم، الآن أصبح بإمكانك حجز تذاكر حضور مباريات كأس العالم في قطر والتعرف على مشاريع البنى التحتية وأماكن إقامة المباريات من خلال كأس العالم في قطر2022.
الفرصة تأتي مرة واحدة
قال الهاجري بأن استضافة بلاده لمونديال كأس العالم 2022 هو فرصة سانحة لا تأتي إلا مرة واحد فقط، حيث أن بلاده ستفتح يدها لكافة الزوار من جميع أنحاء العالم، لذا يجب على الحكومة والمسؤولين في مجال القطاع السياحي اقتناص تلك الفرص والبناء عليها لجعل البلاد أحد الوجهات السياحية المفضلة للزوار، وأبرزها في بلدان العالم ودول الشرق الأوسط، مؤكدًا على أن السياحة باتت في السنوات القليلة الماضية تشهد نموًا كبيرًا، الأمر الذي ينعكس على تحقيق تنوع اقتصادي وزيادة في الإنتاج المحلي، ناهيك عن فتح مجال للفرص الاستثمارية في البلاد.
الجدير بالذكر أن قطر باتت تحتضن منهجًا متعدد يتمثل في تطوير القطاع السياحي المستدام بهدف جذب نحو 5 مليون زائر سنويًا في حلول عام 2023، إضافة إلى أن قطر تطمح لآن تكون الواجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط التي يسارع السياح لزياراتها.
توقعات بنمو قطاع السياحة بشكل كبير
بحسب ما صرح به المحلل الاقتصادي عبدالله الخاطر أن هناك توقعات بأن تزداد أعداد السياح الوافدة لدولة قطر مع اقتراب انطلاق الحدث الكروي الكبير، ومن ناحية أخرى شدد الخاطر على أن بلاده تعمل على تعزيز القطاع السياحي ليكون نقطة تحول في جذب السياح، فمنذ العام الماضي تعمل قطر بالتعاون مع الشركاء في القطاع الخاص والحكومي لتنفيذ استراتيجياتها لتعزيز تجارب السياح، وتنويع العروض السياحية والمنتجات المحلية وتحسين جودة العروض الترويجية؛ لاستغلال فرص الاستثمار السياحي بأقصى قدرة ممكنة، وذلك من خلال تقديم خدمات ثقافية وتراثية، ورحلات سفاري صحراوية، وتجهيز فنادي على مستوى عالمي، وتحسين جودة المأكولات، وتطوير المجال الصحي والرفاهي، وتنويع الأنشطة الترفيهية والرياضات المتنوعة، ناهيك عن تطوير خدمات النقل والإقامات السياحية.
أما فيما يتعلق بالمونديال، فقطر تنظر إلى الحدث الكروي على أن محطة أساسية لتحقيق أهدافها الاقتصادية السياحية من خلال التعاون مع الشركاء لتقديم أفضل تجربة للسياح، وتشجيعهم من خلال تقديم تجربة فريدة من نوعها، كما وتعمل البلاد على ابتكار تقنيات جديدة لاستضافة جماهير البطولة، منها الإقامات العائمة التي تشترك فيها لجنة المشاريع ووزارة المواصلات والنقل.
عناصر الجذب في قطر
أضاف الخاطر أن قطر تضم عدد كبير من عناصر الجذب السياحي وبات ذلك واضحًا من خلال النمو الكبير في أعداد السياح للبلاد خلال العام الحالي، كان أبرزها قدرة البلاد على الحد من تفشي فايروس كورونا، وعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، ناهيك عن أن البلاد ساهمت في توفير كافة مقومات الاستثمار وتوفير جميع عناصر الجذب السياحي، لتقديم أفضل تجربة للزوار.
وشدد على أن قطر اليوم تتمتع بمكانة مميزة في العديد من المجالات، سواء الأمنية أو الاقتصادية أو حتى السياسية، الأمر الذي جعلها أحد الوجهات السياحية في العالم التي تعيش حالة من الاستقرار خاصة في ظل ما يعيشه العالم من وضع اقتصادي صعب.