صراحة نيوز – تستضيف الاردن في التاسع والعشرين من شهر آذار الحالي الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية يوسيسبق القمة في الثالث والعشرين اجتماعات تحضيرية سياسية واقتصادية وفنية على المستويات الوزارية والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين.
ويُعول الاردن ان يحضره غالبية الزعماء العرب حيث تم توجيه الدعوة اليهم برسائل ملكية قام بتسليمها وزيرا نائب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة الدكتور جواد العناني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين السابق ناصر جودة ضمن جولة لهما شملت جميع الدول العربية باستثناء سوريا .
إنشاء جامعة الدول
تأسست الجامعة العربية في القاهرة عام 1945، وضمت عند إنشائها كل من مصر والعراق ولبنان والسعودية وسوريا وشرق الأردن واليمن، ثم توالى بعد ذلك انضمام الدول العربية إلى أن وصل عدد الدول الأعضاء حاليا إلى 22 دولة .
وفي أعقاب توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل علقت عضويتها بالجامعة العربية خلال العام 1979 وتم نقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، إلا أن الدول العربية أعادت عضوية مصر في الجامعة عام 1989، وأعيد مقر الجامعة إلى القاهرة مرة أخرى بقرار من القادة العرب .
أول مؤتمر تاريخي
بدأت مؤتمرات القمة العربية في العام ١٩٤٦، حيث انعقد مؤتمر أنشاص الشهير الذي دعا إليه الملك فاروق ملك مصر لبحث موضوع وقف الهجرة والاستيطان اليهودي إلى فلسطين، والعمل على تشكيل حكومة تضمن حقوق جميع سكان فلسطين الشرعيين دون تفرقة على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي والعمل على تحقيق استقلال فلسطين .
منذ إنشاء الجامعة العربية في العام 1945، عقد العرب ما يقرب من 36 قمة مابين عادية ودورية واستثنائية.
وعقد المؤتمر الثاني في العاصمة اللبنانية بيروت ودعا إليها الرئيس اللبناني كميل شمعون في شهر نوفمبر من العام ١٩٥٦ لبحث موضوع العدوان الثلاثي على مصر من جانب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وبحثت الوضع في الجزائر، وانتهت القمة بصدور بيان ختامي عبر عن دعم مصر في مواجهة العدوان الثلاثي، وعن دعم نضال الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي.
في عهد جمال عبد الناصر
جاء انعقاد القمة العربية التي دعا إليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالقاهرة في شهر يناير من العام ١٩٦٤ لبحث موضوع تحويل إسرائيل لنهر الأردن، ويعد هذا المؤتمر هو الأول الذي بدأ معه بعد ذلك توالي القمم العربية بشكل شبه دوري .
وعقد في شهر سبتمبر من العام نفسه 1964 بالإسكندرية مؤتمر قمة دعا إليه أيضا الرئيس عبد الناصر لبحث موضوع إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية واعتمدتها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني في تحمل مسؤولية العمل لقضية فلسطين .
وفي شهر سبتمبر من العام 1965عقد بمدينة الدار البيضاء مؤتمر قمة دعا إليه العاهل المغربي الملك الحسن الثاني حيث وافق القادة العرب على طلب منظمة التحرير الفلسطينية إنشاء مجلس وطني فلسطيني ووقعوا ميثاق التضامن العربي .
وفي أعقاب الاعتداء الإسرائيلي على مصر والدول العربية في شهر يونيو من العام ١٩٦٧ عقدت قمة الخرطوم في شهر أغسطس- سبتمبر من العام 1967 والتي عرفت باسم قمة “اللاءات الثلاث” حيث تبنت شعارات “لا صلح – لاتفاوض – لا اعتراف بإسرائيل “.
قمة الرباط
وعقدت قمة الرباط في شهر ديسمبر من العام 1969 وهي قمة لم تكتمل ولم تصدر بيانا ختاميا وكان هدفها وضع استراتجية موحدة لمواجهة إسرائيل .
ودعا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال شهر سبتمبر من العام 1970 إلى عقد قمة استثنائية بالقاهرة بعد المواجهات التي وقعت في الأردن بين القوات الأردنية والجماعات الفلسطينية والتي تمخض عنها ما سمي بأيلول الأسود.
تم خلال هذا الاجتماع الاتفاق على تشكيل لجنة رباعية لحل الخلاف وأفضت إلى مصالحة بين العاهل الأردني الملك حسين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وفي أعقاب مغادرة أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح للقاهرة بعد انتهاء القمة ووداع الرئيس عبد الناصر له، تدهورت حالته الصحية وتوفي في اليوم التالي.
النكسة والقمة العربية
فيما عقدت في الجزائر بناء على طلب مصر وسوريا خلال شهر نوفمبر من العام ١٩٧٣ قمة عربية شددت على ضرورة التحرير الكامل لكل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967، وقررت الاستمرار في استخدام النفط سلاحا في المعركة .
وفي شهر أكتوبر من العام 1974 عقد في الرباط بالمغرب قمة اعتمد القادة العرب خلالها منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني .
وفي الرياض، عقدت خلال شهر أكتوبر من العام ١٩٧٦ قمة سداسية لبحث موضوع الحرب الأهلية في لبنان، دعت إلى وقف لإطلاق النار وتطبيق اتفاق القاهرة وقررت تعزيز قوات الأمن العربية لتصبح قوة ردع قوامها ثلاثون ألف جندي .
وخلال شهر أكتوبر من العام 1976، عقد بالقاهرة قمة عربية صادقت على قرارات قمة الرياض وقررت إعادة إعمار لبنان إلى جانب إنشاء صندوق لتمويل قوات الأمن العربية المتواجدة في لبنان .
ودعا العراق إلى قمة بغداد التي عقدت في شهر نوفمبر من العام 1978، وناقشت هذه القمة اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وقررت رفض اتفاقية كامب ديفيد التي اعتبرت أنها تمس الحقوق الفلسطينية والعربية وجددت تمسكها بقرارات مقاطعة إسرائيل وقررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس .
وفي تونس، عقدت قمة في نوفمبر من العام ١٩٧٩ قررت دعم المقاومة الفلسطينية وتطبيق أحكام المقاطعة على إسرائيل .
أما في شهر نوفمبر من العام 1980، عقدت قمة في العاصمة الأردنية عمان قاطعتها سوريا والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية ولبنان قررت مسانده العراق في حربه ضد إيران.
وعقدت في مدينة فاس المغربية خلال شهر نوفمبر من العام 1981 أقرت مشروع سلام عربي مع إسرائيل تقدم بها ولي العهد السعودي الأمير فهد بن عبد العزيز، وعقد مؤتمر فاس ٢ خلال الفترة من ٦-٩ سبتمبر عام 1982 وخلص إلى الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي على الشعبين اللبناني والفلسطيني .
وفي شهر أغسطس من العام 1985، عقدت بالدار البيضاء قمة استثنائية أصدرت بيانا ختاميا حول القضايا من الحرب الأهلية في لبنان إلى الحرب العراقية الإيرانية وضرورة تنقية الأجواء العربية، دانت الإرهاب بكل أشكاله وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي .
وعقدت قمة استثنائية خلال شهر نوفمبر من العام 1987 في العاصمة الأردنية عمان لبحث الحرب بين العراق وإيران، وقررت التضامن الكامل مع العراق والوقوف معه في دفاعه المشروع عن أراضيه وإدانة استمرار احتلال إيران للأراضي العراقية وإدانة أعمال الشغب التي قام بها الإيرانيون في مكة أثناء أدائهم مناسك الحج.
الانتفاضة الفلسطينية
واجتمع القادة العرب في الجزائر خلال شهر يونيو من العام 1988 قمة استثنائية أكدت دعم الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في شهر ديسمبر من العام 1987 وطالبت بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي مايو من العام 1989 عقد في الدار البيضاء قمة استثنائية شهدت عودة مصر إلى الجامعة العربية، عبرت عن دعمها للدولة الفلسطينية التي أعلنها ياسر عرفات في ختام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 1988 والعمل على توسيع الاعتراف بها.
وعقدت قمة استثنائية خلال شهر مايو من العام 1990 قمة بغداد الاستثنائية التي أدانت تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل وعبرت عن تضامنها مع العراق في وجه التهديدات والحملات الإعلامية الموجهة ضده.
وبسبب الغزو العراقي للكويت خلال شهر أغسطس من العام 1990، دعت القاهرة إلى قمة استثنائية بعد أسبوع من الغزو العراقي للكويت، حيث أدانت هذه القمة العدوان العراقي على الكويت، وطالبت بانسحاب القوات العراقية وأكدت عدم الاعتراف بضم العراق للكويت.
وفي شهر يونيو من العام 1996عقدت بالقاهرة قمة استثنائية بعد وصول اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو إلى السلطة وناقشت مصير عملية السلام.
وخلال شهر أكتوبر من العام 2000 عقدت قمة استثنائية أخرى بالقاهرة خصصت للمسجد الأقصى بعد شهر واحد من اندلاع الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى” حيث قررت إنشاء صندوق لدعم الانتفاضة الفلسطينية حمل اسم “صندوق انتفاضة القدس”، واستحداث صندوق أخر لحماية المسجد الأقصى “صندوق الأقصى”.
وفي العاصمة الأردنية عمان عقدت خلال شهر مارس من العام2001 قمة عادية اعتبرت الأولى منذ عشر سنوات والثالثة عشرة منذ انطلاق القمم العربية بشكل دوري منذ العام 1964، وقررت هذه القمة العمل على تفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل والحد من التغلغل الإسرائيلي في العالم العربي.
مبادرة السلام
واللافت في هذا الإطار أن مبادرة السلام بين مصر وإسرائيل، التي كانت سببا في قطع معظم الدول العربية لعلاقتهم الدبلوماسية مع مصر، أعيد طرحها وإقرارها من جانب الجامعة العربية خلال قمة بيروت التي عقدت في العام 2002.
وشهدت قمة بيروت التي عقدت بالعاصمة اللبنانية في شهر مارس من العام 2002 مناقشة وإقرار مبادرة السلام العربية الإسرائيلية على أساس الأرض مقابل السلام ، وهي المبادرة التي قدمها إلى القمة ولي عهد المملكة العربية السعودية في ذلك الحين الأمير عبد الله بن العزيز، وتضمنت إقرار العرب للسلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها مقابل أن تنسحب الأخيرة انسحابا كاملا من الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1967.
وخلال قمة شرم الشيخ التي عقدت في شهر مارس من العام 2003 تم بحث موضوع التهديدات بالاعتداء على العراق ، وقررت القمة رفض ضرب العراق بشكل مطلق ، وأكدت على ضرورة العمل على حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية وتجنب الحرب واستكمال تنفيذ العراق لقرارات الأمم المتحدة. وفي قمة تونس التي عقدت في شهر مارس من العام 2004 وافق القادة العرب ضرورة إجراء إصلاحات بمنظومة العمل العربي المشترك إلى جانب إقرار خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول حل مشكلة الشرق الأوسط والعمل على تفعيل المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام ، وأدانت هذه القمة إقامة إسرائيل للجدار العازل وأكدت على رفض الاستيطان الإسرائيلي.
إعلان الجزائر
واستضافت الجزائر القمة العربية التي عقدت في شهر مارس من العام 2005 ، وتم خلالها إصدار إعلان الجزائر الذي نص ضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية مع إسرائيل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام.
وعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم في شهر مارس من العام 2006 قمة عربية شهدت وصول وفدين لبنانيين الأول برئاسة الرئيس اللبناني السابق اميل لحود والثاني برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في سابقة لم تحدث من قبل بسبب الانقسام اللبناني في ذلك التاريخ على خلفية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وتبادل الاتهامات بين الأطراف اللبنانية حول هذا الاغتيال.
وأصدرت هذه القمة بيانا دعت فيه الى ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ورفضت خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت برسم الحدود مع الأراضي الفلسطينية من جانب واحد، كما عبرت هذه القمة عن دعمها للسودان في قضية دارفور وقدمت دعما ماليا لقوات الاتحاد الأفريقي في دارفور.
وفي مارس من العام 2007 استضافت الرياض القمة العربية التي قررت ضرورة إحياء وتفعيل مبادرة السلام العربية الإسرائيلية وطالبت إسرائيل بالالتزام بها على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام ، كما أكدت هذه القمة على دعم الحكومة الفلسطينية الموحدة.
وفي دمشق عقد في شهر مارس من العام 2008 قمة عربية دعت إلى انتخاب رئيس توافقي للبنان، وأكدت التمسك بمبادرة السلام العربية مع إسرائيل ورفض القادة العرب لتقسيم العراق ودعت الحكومة إلى حل الميليشيات وبناء الجيش العراقي.
وخلال شهر مارس من العام 2009 استضافت العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية أصدرت إعلان الدوحة الذي شدد على رفض الدول الأعضاء قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير .
وشهدت القمة إجراء مصالحة بين العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الليبي السابق معمر القذافي اللذين سادت بينهما خصومة منذ أحداث قمة شرم الشيخ عام 2003 التي شهدت تراشقا بالألفاظ بينهما.
واستضافت مدينة سرت الليبية قمة عربية دورية في شهر أكتوبر من العام 2010 دعت إلى ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك إلى جانب أهمية دعم الصومال والسودان.
وفي شهر مارس من العام 2012 استضافت العاصمة العراقية بغداد قمة عربية دعت إلى ضرورة إجراء حوار وتوحيد الصفوف بين الحكومة السورية والمعارضة ، وطالبت بضرورة التعامل بشكل ايجابي مع المبعوث ألأممي كوفي أنان
وانتهت قمة الدوحة التي استضافتها العاصمة القطرية خلال العام الماضي 2013 الى مجموعة من القرارات أبرزها ضرورة انشاء محكمة عربية لحقوق الانسان
وكانت الكويت قد استضافت مؤتمر القمة العربية الخامس والعشرين والذي شاركت فيه 14 دولة عربية .فيما استضافت مصر مؤتمر القمة السادس والعشرين واستضافت موريتانيا القمة السابعة والعشرين التي عقدت العام الماضي